الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خاطرة الاثنين 31\7\2023 تحت عنوان ???????????? ===================== الي كل مكروب ومهموم

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2687
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خاطرة الاثنين 31\7\2023            تحت عنوان ???????????? =====================      الي كل مكروب ومهموم Empty خاطرة الاثنين 3172023 تحت عنوان ???????????? ===================== الي كل مكروب ومهموم

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد يوليو 30, 2023 10:11 pm

    خاطرة الاثنين 31\7\2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    =====================
    الي كل مكروب ومهموم
    1/تقلبات الدنيا وعدم خلوها من الشدة والرخاء 2/ابتلاء الله لأنبيائه ورسله
    3/وصية نافعة للمكروبين

    إن التقلب بين الشدة والرخاء حال يعيشها أهل هذه الدنيا، فلهم أيام شديدة تضيق عليهم بها، ويصبح ذلك الأفق الفسيح أضيق في أعينهم من سمِّ الخياط.
     
    ولهم فيها أيام يتقلبون فيها في الرخاء وسعة العيش، ولكنه ممزوج بالنغص و الضيق

    إلى صاحب الشدة والضيق، حديثًا أنتقل معه فيه إلى تلك النماذج التي عاشت أشد مما عاش، وذاقت أمرّ مما ذاق، وهي خيرُ من لامستِ الأرض خطاها،


    تأمل في حياة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- كيف كانت تتعاقب عليهم الشدائد، وتتوالى عليهم الابتلاءات، وهم أكرم الخلق على الله -تعالى-؟
     
    نوحٌ -عليه السلام- يلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الحق والهدى، صابرًا محتسبًا، طارقًا في الإبلاغ كل وسيلة، ليلاً ونهارًا، سرًا وجهارًا، فكان حقه التكذيب والاستخفاف، بوضع الأصابع في الآذان، ثم السخرية والاستهزاء، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه.
     
    وتتعاقب السنين، وتجري الأعوام، والنتيجة: (وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ)[هود:40].
     
    تأمل في إبراهيم -عليه السلام- خليل الرحمن، يخاطب قومه بكل صدق ووضوح، ويقرون هم على أنفسهم بالضلال والعطب، ومع ذلك كان مصيره وجزاؤه، نارًا تضرم، ليلقى فيها عليه السلام على مرأى من الناس ومسمع، فأوثقوه ليلقوه فجاءه جبريل -عليه السلام- وهو على تلك الحال من الشدة والضيق، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا.
     
    وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي النار: حسبنا الله ونعم الوكيل".
     
    فكان حكم الله وقضاؤه: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء:69].
     
    وتأمل كيف ترك زوجه وولده في أرض فلاة قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ، فإذا الفرج يأتي من الله فتكون مأوى الناس، وأرضًا تهوي إليها القلوب والأفئدة، ويأتيها الرزق رغدًا من كل مكان.
     
    وتأمل في كليم الله موسى -عليه السلام-، والابتلاءات تحاصره، وهو لم يزل حبيسًا في بطن أمه، ثم يخرج إلى الدنيا، وحكم فرعون ينتظره، قال: سنقتل أبناءهم، فخافت عليه أمه، فألقته في اليم وهو طفل رضيع، لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة، ليحمله الماء، إلى أين؟
     
    إلى باب من يريد قتله فينطق الله امرأته بالفرج والسعة: (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)[القصص:9].
     
    ثم تأمل في حاله يوم أن ائتمر به الملأ لقتلوه، فخرج إلى مدين خائفًا يترقب، غريب ضعيف، فأغناه الله من فضله، وهيأ له زواجًا مباركًا.
     
    ثم تصور موقفه أمام البحر والمؤمنون معه، وجيش فرعون العظيم من ورائهم، حتى تراءى الجمعان، وبلغت القلوب الحناجر، وظن أصحاب موسى أنهم مدركون، فأعلنها عليه السلام ثقة بربه: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء:62].
     
    فجاء الفرج من الله -تعالى-، فضرب البحر بعصاه: (فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)[الشعراء:63].
     
    ونجى الله موسى -عليه السلام- ومن معه، وتحشرجت أنفاس الظالمين، فغصت بماء البحر الخضم.
     
    وتأمّل في أيوب -عليه السلام-، وقد كان ذا مال وأهل وولد، صحيح البدن سليم الأعضاء، فابتلاه الله، فسلب ذلك كله، وداهمه المرض من كل الحهات، يتقلب فيه ثماني عشرة سنة، فصبر واحتسب، حتى أتاه الغوث والفرج.
     
    وتأمل في يونس -عليه السلام-، يوم أن دعا قومه فأبوا وعاندوا، فخرج من بين أظهرهم مغاضبًا لهم، ووعدهم العذاب بعد ثلاث، فركب البحر مع قوم في سفينة، فهاج البحر بأمواجه، وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه، فوقعت القرعة على يونس، فأبوا فأعادوها وهكذا ثلاثًا، فقام عليه السلام وألقى نفسه في البحر، فأرسل الله إليه حوتًا فالتقمه، وأمره أن لا يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء:87-88].
     
    وتأمّل في يعقوب -عليه السلام- وهو يفقد وليده وحشاشة فؤاده، يفقد يوسف -عليه السلام- ريحانة القلب، وزينة الدار، وكحل العيون، فما يملك إلا أن يقول: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)[يوسف:18].
     
    ثم يفقد ابنه الآخر، فاجتمعت عليه الهموم والأحزان، فيرددها توكلاً ويقينًا: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا)[يوسف:83].
     
    وكان الفرج مع العير: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ *  قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)[يوسف:94-96].
     
    ثم تأمّل في يوسف -عليه السلام-، وكيف ألقي في الجب وبيع بيع العبيد، وهو الحر الأبي، ثم ابتلى بامرأة العزيز فصبر ونجح، ثم رمي زورًا وإفكًا فلبث في السجن بضع سنين، وبعد كل هذا كان الفرج: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ)[يوسف:54].
     
    فكانت له القوامة على خزائن الأرض.
     
    وتأمل حياة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كم تعرض للشدائد والابتلاءات؟ وكم مرت به الخطوب والمضايقات؟ وهو من سيد الأولين والآخرين؟!.
     
    ألم يرمى بالشتائم والسباب من كفار قريش؟
     
    ألم يرجع من الطائف، والأطفال والعبيد يرمونه بالحجارة، حتى أدموا قدماه الشريفتان؟
    أما أوذي وأوذي أتباعه؟
     
    ألم يحصر هو وأصحابه في الشعب؟
     
    ألم يمكر به ليخرج أو يثبت أو يقتل؟
     
    ألم يخرجه قومه من أرضه التي هي أحب أرض الله إليه؟
     
    ألم يشج رأسه وتكسر رباعيته؟
     
    ألم يبتلى في إفك الأفاكين على زوجه المصون، فقضى شهرًا من الأسى واللوعة؟
     
    ألم تأت عليه أيامٌ حزم الحجارة على بطنه من شدة الجوع؟
     
    ألم يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيته نار؟
     
    ألم يمت صلى الله عليه وسلم وهو لم يشبع من الشعير قط؟
     
    ألم يهده المرض هدًّا حتى إنه ليوعك كما يوعك الرجلان؟
     
    ألم يعالج شدة الموت والسكرات، فيأخذ الماء بيده الشريفة، ويضعه على وجهه وهو يقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات".

    فتأمّل تلك النماذج، الذين هم أكرم خلق الله عليه وأحبهم إليه، وما ذُكر غيض من فيض، وقطرة من بحر الحياة، ولو تتابع الحديث لطال المقام.
     
    وصايا الي كل مكروب ومهموم
     
    فأوصيك أولاً: بتقوى الله -تعالى-، فهي مخرج من الشدائد والكربات؛ كما قال سبحانــه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:2-3].
     
    أكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"



    جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: أسر ابني عوف، فأرسل إليه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن تكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
     
    يقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)[الطلاق:2].
     
    ثم عليك بالدعاء، فإن به تفريج الكروب والهموم.
    =====================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
     
     



    خاطرة الاثنين 31\7\2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    =====================
    الي كل مكروب ومهموم
    1/تقلبات الدنيا وعدم خلوها من الشدة والرخاء 2/ابتلاء الله لأنبيائه ورسله
    3/وصية نافعة للمكروبين

    إن التقلب بين الشدة والرخاء حال يعيشها أهل هذه الدنيا، فلهم أيام شديدة تضيق عليهم بها، ويصبح ذلك الأفق الفسيح أضيق في أعينهم من سمِّ الخياط.
     
    ولهم فيها أيام يتقلبون فيها في الرخاء وسعة العيش، ولكنه ممزوج بالنغص و الضيق

    إلى صاحب الشدة والضيق، حديثًا أنتقل معه فيه إلى تلك النماذج التي عاشت أشد مما عاش، وذاقت أمرّ مما ذاق، وهي خيرُ من لامستِ الأرض خطاها،


    تأمل في حياة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- كيف كانت تتعاقب عليهم الشدائد، وتتوالى عليهم الابتلاءات، وهم أكرم الخلق على الله -تعالى-؟
     
    نوحٌ -عليه السلام- يلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الحق والهدى، صابرًا محتسبًا، طارقًا في الإبلاغ كل وسيلة، ليلاً ونهارًا، سرًا وجهارًا، فكان حقه التكذيب والاستخفاف، بوضع الأصابع في الآذان، ثم السخرية والاستهزاء، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه.
     
    وتتعاقب السنين، وتجري الأعوام، والنتيجة: (وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ)[هود:40].
     
    تأمل في إبراهيم -عليه السلام- خليل الرحمن، يخاطب قومه بكل صدق ووضوح، ويقرون هم على أنفسهم بالضلال والعطب، ومع ذلك كان مصيره وجزاؤه، نارًا تضرم، ليلقى فيها عليه السلام على مرأى من الناس ومسمع، فأوثقوه ليلقوه فجاءه جبريل -عليه السلام- وهو على تلك الحال من الشدة والضيق، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا.
     
    وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي النار: حسبنا الله ونعم الوكيل".
     
    فكان حكم الله وقضاؤه: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء:69].
     
    وتأمل كيف ترك زوجه وولده في أرض فلاة قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ، فإذا الفرج يأتي من الله فتكون مأوى الناس، وأرضًا تهوي إليها القلوب والأفئدة، ويأتيها الرزق رغدًا من كل مكان.
     
    وتأمل في كليم الله موسى -عليه السلام-، والابتلاءات تحاصره، وهو لم يزل حبيسًا في بطن أمه، ثم يخرج إلى الدنيا، وحكم فرعون ينتظره، قال: سنقتل أبناءهم، فخافت عليه أمه، فألقته في اليم وهو طفل رضيع، لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة، ليحمله الماء، إلى أين؟
     
    إلى باب من يريد قتله فينطق الله امرأته بالفرج والسعة: (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)[القصص:9].
     
    ثم تأمل في حاله يوم أن ائتمر به الملأ لقتلوه، فخرج إلى مدين خائفًا يترقب، غريب ضعيف، فأغناه الله من فضله، وهيأ له زواجًا مباركًا.
     
    ثم تصور موقفه أمام البحر والمؤمنون معه، وجيش فرعون العظيم من ورائهم، حتى تراءى الجمعان، وبلغت القلوب الحناجر، وظن أصحاب موسى أنهم مدركون، فأعلنها عليه السلام ثقة بربه: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء:62].
     
    فجاء الفرج من الله -تعالى-، فضرب البحر بعصاه: (فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)[الشعراء:63].
     
    ونجى الله موسى -عليه السلام- ومن معه، وتحشرجت أنفاس الظالمين، فغصت بماء البحر الخضم.
     
    وتأمّل في أيوب -عليه السلام-، وقد كان ذا مال وأهل وولد، صحيح البدن سليم الأعضاء، فابتلاه الله، فسلب ذلك كله، وداهمه المرض من كل الحهات، يتقلب فيه ثماني عشرة سنة، فصبر واحتسب، حتى أتاه الغوث والفرج.
     
    وتأمل في يونس -عليه السلام-، يوم أن دعا قومه فأبوا وعاندوا، فخرج من بين أظهرهم مغاضبًا لهم، ووعدهم العذاب بعد ثلاث، فركب البحر مع قوم في سفينة، فهاج البحر بأمواجه، وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه، فوقعت القرعة على يونس، فأبوا فأعادوها وهكذا ثلاثًا، فقام عليه السلام وألقى نفسه في البحر، فأرسل الله إليه حوتًا فالتقمه، وأمره أن لا يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء:87-88].
     
    وتأمّل في يعقوب -عليه السلام- وهو يفقد وليده وحشاشة فؤاده، يفقد يوسف -عليه السلام- ريحانة القلب، وزينة الدار، وكحل العيون، فما يملك إلا أن يقول: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)[يوسف:18].
     
    ثم يفقد ابنه الآخر، فاجتمعت عليه الهموم والأحزان، فيرددها توكلاً ويقينًا: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا)[يوسف:83].
     
    وكان الفرج مع العير: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ *  قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)[يوسف:94-96].
     
    ثم تأمّل في يوسف -عليه السلام-، وكيف ألقي في الجب وبيع بيع العبيد، وهو الحر الأبي، ثم ابتلى بامرأة العزيز فصبر ونجح، ثم رمي زورًا وإفكًا فلبث في السجن بضع سنين، وبعد كل هذا كان الفرج: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ)[يوسف:54].
     
    فكانت له القوامة على خزائن الأرض.
     
    وتأمل حياة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كم تعرض للشدائد والابتلاءات؟ وكم مرت به الخطوب والمضايقات؟ وهو من سيد الأولين والآخرين؟!.
     
    ألم يرمى بالشتائم والسباب من كفار قريش؟
     
    ألم يرجع من الطائف، والأطفال والعبيد يرمونه بالحجارة، حتى أدموا قدماه الشريفتان؟
    أما أوذي وأوذي أتباعه؟
     
    ألم يحصر هو وأصحابه في الشعب؟
     
    ألم يمكر به ليخرج أو يثبت أو يقتل؟
     
    ألم يخرجه قومه من أرضه التي هي أحب أرض الله إليه؟
     
    ألم يشج رأسه وتكسر رباعيته؟
     
    ألم يبتلى في إفك الأفاكين على زوجه المصون، فقضى شهرًا من الأسى واللوعة؟
     
    ألم تأت عليه أيامٌ حزم الحجارة على بطنه من شدة الجوع؟
     
    ألم يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيته نار؟
     
    ألم يمت صلى الله عليه وسلم وهو لم يشبع من الشعير قط؟
     
    ألم يهده المرض هدًّا حتى إنه ليوعك كما يوعك الرجلان؟
     
    ألم يعالج شدة الموت والسكرات، فيأخذ الماء بيده الشريفة، ويضعه على وجهه وهو يقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات".

    فتأمّل تلك النماذج، الذين هم أكرم خلق الله عليه وأحبهم إليه، وما ذُكر غيض من فيض، وقطرة من بحر الحياة، ولو تتابع الحديث لطال المقام.
     
    وصايا الي كل مكروب ومهموم
     
    فأوصيك أولاً: بتقوى الله -تعالى-، فهي مخرج من الشدائد والكربات؛ كما قال سبحانــه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:2-3].
     
    أكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"



    جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: أسر ابني عوف، فأرسل إليه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن تكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
     
    يقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)[الطلاق:2].
     
    ثم عليك بالدعاء، فإن به تفريج الكروب والهموم.
    =====================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
     
     










      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 9:18 am