خاطرة الأربعاء 26\7\2023
تحت عنوان
========================
هجر المعاصي الي الطاعات
يقول الله تعالى (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي .. إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [لعنكبوت: 26]،
يَقُولُ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" (رواه ابو داود).
فالمسلم في حاجة دائمة إلى هجر فحش القول، وبذئ الكلام، إلى الطيب من القول وما يرضي الرحمن؛ فإنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ" (رواه الترمذي).
وعلى المسلم أن يهجر الغفلة والغافلين، وأن ينتظم في طريق الذاكرين الله كثيرا والمسبحين؛ فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "سُئِلَ أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ "الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ" (رواه الترمذي).
وعلى المسلم أن يهجر الإسراف في الطعام والشراب، ليبقى نشيط القلب والبدن، على الطاعات – يَقُولُ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-"مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ" (رواه أبو داود).
وعلى المسلم أن يهجر نومه وتكاسله حين يسمع النداء، "الصلاة خير من النوم"؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ".
وعلى المسلم أن يهجر سيء الأخلاق، وفظاظة الطباع، وغلظة القلب في التعامل مع الآخرين، وأن يتحلى بالأخلاق الحسنة؛ فالنَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ" (رواه أحمد).
وعلى المسلم أن يهجر النفاق والمنافقين، وأن يكون مع المؤمنين الصادقين استجابة لقول رب العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء: 140].
والمهاجر: من هجر الدنيا وإغراءاتها، وابتغى بها وجه الله تعالى، قال تعالى: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 33].
والمهاجر: من هجر البطالة، وشمر عن ساعد الجد والعمل، وعمل بأسباب الكسب الحلال، صونا لماء وجهه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يحب العبد المحترف" (رواه الطبراني).
وفي صحيح البخاري، "أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ -عليه السلام- كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ".
والمهاجر: من هجر السلبية والأنانية، وكان ايجابيا في مشاركة المسلمين؛ فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
والمهاجر: من هجر عادة الكسل، وعقد العزم على حفظ كلام ربه وتعليمه لغيره، ففي صحيح البخاري: عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
والمهاجر: من أخلص القصد، واكتسب الخبرة والمهارة التي تؤهل المسلمين لمستقبل التمكين في الأرض، أخذا بالأسباب التي أمروا بها، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الانفال: 60].
=======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
========================
هجر المعاصي الي الطاعات
يقول الله تعالى (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي .. إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [لعنكبوت: 26]،
يَقُولُ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" (رواه ابو داود).
فالمسلم في حاجة دائمة إلى هجر فحش القول، وبذئ الكلام، إلى الطيب من القول وما يرضي الرحمن؛ فإنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ" (رواه الترمذي).
وعلى المسلم أن يهجر الغفلة والغافلين، وأن ينتظم في طريق الذاكرين الله كثيرا والمسبحين؛ فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "سُئِلَ أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ "الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ" (رواه الترمذي).
وعلى المسلم أن يهجر الإسراف في الطعام والشراب، ليبقى نشيط القلب والبدن، على الطاعات – يَقُولُ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-"مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ" (رواه أبو داود).
وعلى المسلم أن يهجر نومه وتكاسله حين يسمع النداء، "الصلاة خير من النوم"؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ".
وعلى المسلم أن يهجر سيء الأخلاق، وفظاظة الطباع، وغلظة القلب في التعامل مع الآخرين، وأن يتحلى بالأخلاق الحسنة؛ فالنَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ" (رواه أحمد).
وعلى المسلم أن يهجر النفاق والمنافقين، وأن يكون مع المؤمنين الصادقين استجابة لقول رب العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء: 140].
والمهاجر: من هجر الدنيا وإغراءاتها، وابتغى بها وجه الله تعالى، قال تعالى: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 33].
والمهاجر: من هجر البطالة، وشمر عن ساعد الجد والعمل، وعمل بأسباب الكسب الحلال، صونا لماء وجهه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يحب العبد المحترف" (رواه الطبراني).
وفي صحيح البخاري، "أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ -عليه السلام- كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ".
والمهاجر: من هجر السلبية والأنانية، وكان ايجابيا في مشاركة المسلمين؛ فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
والمهاجر: من هجر عادة الكسل، وعقد العزم على حفظ كلام ربه وتعليمه لغيره، ففي صحيح البخاري: عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
والمهاجر: من أخلص القصد، واكتسب الخبرة والمهارة التي تؤهل المسلمين لمستقبل التمكين في الأرض، أخذا بالأسباب التي أمروا بها، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الانفال: 60].
=======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة