خاطرة الأربعاء 24\5\2023
تحت عنوان
======================
حق ذوي القربي والأرحام
قال تعالي
«واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ...» دلت الآية الكريمة على مصدر خير عظيم يغفل الناس عنه اليوم ألا وهو صلة الأرحام، الأقارب الذين جعل لهم سبحانه وتعالى حقاً كبيراً في حياتنا،
ولتعلم أخي المسلم ان صلة ذوي القربى الذين هم رحم لك مصدر خير في الدنيا والآخرة،
ففي الدنيا تبسط لك الرزق وتزيد لك العمر.
وفي الآخرة تورثك جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين
وثبت ذلك ما جاء في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ان رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم» .
انظر أخي رحمك الله كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم صلة الرحم من خير الأعمال المفروضة التي تدخل الجنة لأنها عمل صالح،
وأما عن سعة الرزق وطول العمر ففي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:
«من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» إنها جوائز عظيمة في حق صلة الأقارب ومدخل كبير للعمل الصالح والذي يغفل عنه الكثير اليوم بسبب كثرة أعمال الدنيا التي اشتغلنا بها ليلنا ونهارنا دون جدوى فكان وجوباً أن ينتبه المسلم حتى لا يفوت عليه الوقت دون الحصول على بركة صلة الأقارب وأداء حقوقهم المضاعفة في الأجر.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي القربى اثنتان» أي مضاعفة،
على المسلم أن يبحث عن أرحامه ويصلهم ويتصدق عليهم فيضاعف له الأجر بهذا الصنيع،
( لماذا البحث عن الأقارب وإعطاؤهم حقهم )
الإجابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من قطيعة الرحم لأنه يكون سبباً في الوقوف عن أمل كل مسلم ألا وهو دخول الجنة.
حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع رحم» إن هذا التهديد لعظيم لأنه متعلق بحق ذي القربى الذي أوصى به الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم إذا كان جاهلاً بأقاربه أن يسأل عنهم ولا يعتذر بعد المعرفة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم صحبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر»
هذا الحديث يعلمنا الكثير:
أولاً: معرفة الأنساب الذين يصلون بنا إلى الأرحام،
ثانياً: ان المعرفة تعمل على الترابط بين الأهل وتكون صحبة صالحة يتواصل بها الأهل في العمل الصالح والزيارات وزيادة المعرفة.
ثالثاً: ثراء في المال: أي ان صلة الرحم والتصدق عليهم تزيد مال الإنسان لماذا؟ لأن الأقارب الذين أكرمهم دعوا الله له بالبركة والخير، فيزداد ماله ويتضاعف لأن الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
رابعاً: منسأة في الأثر: أي هذا العمل الصالح وبدعاء الأقارب لك يطول الله العمر ويبارك لك الله في عمرك سواء بزيادة الصحة أو المال أو الولد أو العمل الصالح أو العمر ككل والله أعلم. إن البركة تحصل بهذا العمل الصالح مع كل هذا الخير والبركة فيما ذكر نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
ملحوظه
أخي المسلم أصبح التعامل بين الأقارب اليوم مرتبطاً بمدى تبادل الزيارات والاتصال بين الأرحام فمن سأل علي أسأل عليه ومن لم يسأل لا أسأل عنه هذا هو عين الخطأ، بل من حسن المعاملة أن تصل من قطعك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس الواصل بالمكافئ» ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» .
وفي حديث آخر جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: «لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».
أخي المسلم، اختي المسلمة، إن في قول رسول الله الكفاية لمن أراد أن يعرف حق أقاربه عليه، فمن أراد الزاد فعليه بصلة الرحم وإعطاء ذي القربى حقهم
======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
======================
حق ذوي القربي والأرحام
قال تعالي
«واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ...» دلت الآية الكريمة على مصدر خير عظيم يغفل الناس عنه اليوم ألا وهو صلة الأرحام، الأقارب الذين جعل لهم سبحانه وتعالى حقاً كبيراً في حياتنا،
ولتعلم أخي المسلم ان صلة ذوي القربى الذين هم رحم لك مصدر خير في الدنيا والآخرة،
ففي الدنيا تبسط لك الرزق وتزيد لك العمر.
وفي الآخرة تورثك جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين
وثبت ذلك ما جاء في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ان رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم» .
انظر أخي رحمك الله كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم صلة الرحم من خير الأعمال المفروضة التي تدخل الجنة لأنها عمل صالح،
وأما عن سعة الرزق وطول العمر ففي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:
«من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» إنها جوائز عظيمة في حق صلة الأقارب ومدخل كبير للعمل الصالح والذي يغفل عنه الكثير اليوم بسبب كثرة أعمال الدنيا التي اشتغلنا بها ليلنا ونهارنا دون جدوى فكان وجوباً أن ينتبه المسلم حتى لا يفوت عليه الوقت دون الحصول على بركة صلة الأقارب وأداء حقوقهم المضاعفة في الأجر.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي القربى اثنتان» أي مضاعفة،
على المسلم أن يبحث عن أرحامه ويصلهم ويتصدق عليهم فيضاعف له الأجر بهذا الصنيع،
( لماذا البحث عن الأقارب وإعطاؤهم حقهم )
الإجابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من قطيعة الرحم لأنه يكون سبباً في الوقوف عن أمل كل مسلم ألا وهو دخول الجنة.
حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع رحم» إن هذا التهديد لعظيم لأنه متعلق بحق ذي القربى الذي أوصى به الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم إذا كان جاهلاً بأقاربه أن يسأل عنهم ولا يعتذر بعد المعرفة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم صحبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر»
هذا الحديث يعلمنا الكثير:
أولاً: معرفة الأنساب الذين يصلون بنا إلى الأرحام،
ثانياً: ان المعرفة تعمل على الترابط بين الأهل وتكون صحبة صالحة يتواصل بها الأهل في العمل الصالح والزيارات وزيادة المعرفة.
ثالثاً: ثراء في المال: أي ان صلة الرحم والتصدق عليهم تزيد مال الإنسان لماذا؟ لأن الأقارب الذين أكرمهم دعوا الله له بالبركة والخير، فيزداد ماله ويتضاعف لأن الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
رابعاً: منسأة في الأثر: أي هذا العمل الصالح وبدعاء الأقارب لك يطول الله العمر ويبارك لك الله في عمرك سواء بزيادة الصحة أو المال أو الولد أو العمل الصالح أو العمر ككل والله أعلم. إن البركة تحصل بهذا العمل الصالح مع كل هذا الخير والبركة فيما ذكر نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
ملحوظه
أخي المسلم أصبح التعامل بين الأقارب اليوم مرتبطاً بمدى تبادل الزيارات والاتصال بين الأرحام فمن سأل علي أسأل عليه ومن لم يسأل لا أسأل عنه هذا هو عين الخطأ، بل من حسن المعاملة أن تصل من قطعك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس الواصل بالمكافئ» ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» .
وفي حديث آخر جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: «لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».
أخي المسلم، اختي المسلمة، إن في قول رسول الله الكفاية لمن أراد أن يعرف حق أقاربه عليه، فمن أراد الزاد فعليه بصلة الرحم وإعطاء ذي القربى حقهم
======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
