الدروس والخواطر ليوم الثلاثاء 18\4\2023
27 من شهر رمضان 1444ه-
تحت عنوان
=====================
تحت عنوان الحسد وعلاجه [ 2 ]
==================≈===
خاطرة الفجر
علاج الحسد
إذا قام في قلبك نظر لنعمةٍ أنعم الله تعالى بها على غيرك في دينه أو ماله أو ولده أو أهله فافزع إلى ربك؛ فهو الذي يعطيك وهو الذي يمنعك، فتوجه إليه بالسؤال ولا تشتغل بما في أيدي الناس؛ فإنما في أيدي الناس عرض زائل، والله تعالى هو الذي وهبه وهو الذي يسلبه، فهو الذي يهب من يشاء ويمنع من يشاء، لا تعلق قلبك بشيء من الخلق، عَلِّق قلبك بالله، سله من كل فضل فهو القريب المجيب، وأنزل حاجتك به فلن يخيبك إذا صدقت في اللجأ إليه.
قال الله تعالى في مفاضلة خَلقية بين الذكور والإناث، قال سبحانه بعد أن ذكر تفضيل جنس الرجال على جنس الإناث: ﴿وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ ثم قال -سبحانه وتعالى - في الطريق الذي تدرك به الآمال وتحصن به الأمنيات ويدرك به الإنسان ما يأمل من خير الدنيا والآخرة: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ .
،===================
درس العصر
ليس من الحسد
إن محبة المساواة في الخير ومحبة المشاركة في الفضل، بل حتى محبة الامتياز على الغير في فضل وخير مما يهبه الله تعالى - ليس ذلك من الحسد في شيء، كونك تتمنى ما رزق الله غيرك من الخير، كونك تأمل أن يسوق الله لك ما تحب مما رأيت عند غيرك من الفضل؛ هذا ليس من الحسد في شيء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ» هذه غبطة سميت حسدًا «لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ رجلٌ أعطاه اللهُ الحِكْمَة» أي: علمًا «فهو يقضي بها ويعلمها، ورَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِهِ في الحَقِّ», فإذا رأيت من فَتَح الله عليه في علم أو عبادة أو فَتَح عليه في دنيا فتمنيت أن تكون شريكًا له في ذلك الخير أو مشابهًا له أو حتى أكثر منه تحصيلًا لذلك؛ فلا حرج عليك مادمت لم تكره إنعام الله عليه ولم تتمنَّ أن يُزيل الله تعالى تلك النعمة عنه، فليس هذا من الحسد.
=================
خاطرة التراويح
من الحسد
ما حسد فيه أهل الكتاب أهل الإسلام كما قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
سأل مشركو مكة اليهود: أيهم أفضل محمد ومن معه أم المشركون وما كانوا عليه من عبادة غير الله؟ فقال أولئك اليهود في جوابهم: أنتم خير من محمد. قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ﴾ وهم اليهود ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ وهو ما كان عليه المشركون ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ﴾ أي: أهل الشرك والكفر ﴿أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ يقول الله تعالى في سبب ذلك ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ .
====================
درس السهره
حصن نفسك من الحسد
إن التقوى سبب لدفع كل سيئة وشر؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)﴾ .
فالتقوى سبب للخيرات ومدافعة رب الأرض والسموات، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، فمدافعة الله عن العبد تدفع عنه كل سوء وشر، فادفعوا عنكم ذلك الحسد في خاصة أنفسكم وأموركم الخاصة وفي عامة شأنكم
إن مما يدفع عن الإنسان حسد الحاسدين أن يلجأ إلى الله رب العالمين؛ فإنه ما دفع شر بمثل الاعتصام بالله واللجَأ إليه، والفزع إليه سبحانه بالدعاء والتضرع والإنابة والذكر؛ لذلك أنزل سورةً في الكتاب الحكيم في دفع شر الحاسدين: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)﴾ شرع الله لكم قراءتها أدبار الصلاة، وفي الغدو والآصال، في أذكار الصباح والمساء، وعند النوم، وفي مناسبات كثيرة، فما استدفع الحسد بمثل الاستعاذة بالله وطلب الحماية منه والعصمة، فالجأوا إلى الله - عز وجل واحرصوا على عامة الأذكار؛ فإنها من أسباب دفع شر الحاسدين.
إن من أعظم ما يدفع الإنسان به الشر عن نفسه وعن أهله وعن ولده أن يكثر التوبة والاستغفار؛ فإنه ما أصيب أحد إلا بذنب؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ جل في علاه: ﴿يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ يتجاوز ويصفح عن كثير، فما نزل بك مما تكره في خاصة أمرك أو عامته في دقيق أو جليل إنما هو بذنبك؛ ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ لذلك كانت التوبة من أعظم ما يستدفع به ما يكره.
قال ابن القيم "ليس للعبد إذا بغي عليه شيء أنفع من التوبة النصوح إلى الله تعالى"؛ فتوبوا إلى الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، توبوا توبةً صادقةً من صغير الذنب وكبيره، من ظاهره وسره، أنيبوا إلى الله، وأكثروا من الاستغفار؛ فإن الله يدفع عنكم بالتوبة شرًّا عظيمًا في الدنيا والآخرة.
====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
27 من شهر رمضان 1444ه-
تحت عنوان
=====================
تحت عنوان الحسد وعلاجه [ 2 ]
==================≈===
خاطرة الفجر
علاج الحسد
إذا قام في قلبك نظر لنعمةٍ أنعم الله تعالى بها على غيرك في دينه أو ماله أو ولده أو أهله فافزع إلى ربك؛ فهو الذي يعطيك وهو الذي يمنعك، فتوجه إليه بالسؤال ولا تشتغل بما في أيدي الناس؛ فإنما في أيدي الناس عرض زائل، والله تعالى هو الذي وهبه وهو الذي يسلبه، فهو الذي يهب من يشاء ويمنع من يشاء، لا تعلق قلبك بشيء من الخلق، عَلِّق قلبك بالله، سله من كل فضل فهو القريب المجيب، وأنزل حاجتك به فلن يخيبك إذا صدقت في اللجأ إليه.
قال الله تعالى في مفاضلة خَلقية بين الذكور والإناث، قال سبحانه بعد أن ذكر تفضيل جنس الرجال على جنس الإناث: ﴿وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ ثم قال -سبحانه وتعالى - في الطريق الذي تدرك به الآمال وتحصن به الأمنيات ويدرك به الإنسان ما يأمل من خير الدنيا والآخرة: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ .
،===================
درس العصر
ليس من الحسد
إن محبة المساواة في الخير ومحبة المشاركة في الفضل، بل حتى محبة الامتياز على الغير في فضل وخير مما يهبه الله تعالى - ليس ذلك من الحسد في شيء، كونك تتمنى ما رزق الله غيرك من الخير، كونك تأمل أن يسوق الله لك ما تحب مما رأيت عند غيرك من الفضل؛ هذا ليس من الحسد في شيء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ» هذه غبطة سميت حسدًا «لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ رجلٌ أعطاه اللهُ الحِكْمَة» أي: علمًا «فهو يقضي بها ويعلمها، ورَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِهِ في الحَقِّ», فإذا رأيت من فَتَح الله عليه في علم أو عبادة أو فَتَح عليه في دنيا فتمنيت أن تكون شريكًا له في ذلك الخير أو مشابهًا له أو حتى أكثر منه تحصيلًا لذلك؛ فلا حرج عليك مادمت لم تكره إنعام الله عليه ولم تتمنَّ أن يُزيل الله تعالى تلك النعمة عنه، فليس هذا من الحسد.
=================
خاطرة التراويح
من الحسد
ما حسد فيه أهل الكتاب أهل الإسلام كما قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
سأل مشركو مكة اليهود: أيهم أفضل محمد ومن معه أم المشركون وما كانوا عليه من عبادة غير الله؟ فقال أولئك اليهود في جوابهم: أنتم خير من محمد. قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ﴾ وهم اليهود ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ وهو ما كان عليه المشركون ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ﴾ أي: أهل الشرك والكفر ﴿أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ يقول الله تعالى في سبب ذلك ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ .
====================
درس السهره
حصن نفسك من الحسد
إن التقوى سبب لدفع كل سيئة وشر؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)﴾ .
فالتقوى سبب للخيرات ومدافعة رب الأرض والسموات، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، فمدافعة الله عن العبد تدفع عنه كل سوء وشر، فادفعوا عنكم ذلك الحسد في خاصة أنفسكم وأموركم الخاصة وفي عامة شأنكم
إن مما يدفع عن الإنسان حسد الحاسدين أن يلجأ إلى الله رب العالمين؛ فإنه ما دفع شر بمثل الاعتصام بالله واللجَأ إليه، والفزع إليه سبحانه بالدعاء والتضرع والإنابة والذكر؛ لذلك أنزل سورةً في الكتاب الحكيم في دفع شر الحاسدين: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)﴾ شرع الله لكم قراءتها أدبار الصلاة، وفي الغدو والآصال، في أذكار الصباح والمساء، وعند النوم، وفي مناسبات كثيرة، فما استدفع الحسد بمثل الاستعاذة بالله وطلب الحماية منه والعصمة، فالجأوا إلى الله - عز وجل واحرصوا على عامة الأذكار؛ فإنها من أسباب دفع شر الحاسدين.
إن من أعظم ما يدفع الإنسان به الشر عن نفسه وعن أهله وعن ولده أن يكثر التوبة والاستغفار؛ فإنه ما أصيب أحد إلا بذنب؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ جل في علاه: ﴿يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ يتجاوز ويصفح عن كثير، فما نزل بك مما تكره في خاصة أمرك أو عامته في دقيق أو جليل إنما هو بذنبك؛ ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ لذلك كانت التوبة من أعظم ما يستدفع به ما يكره.
قال ابن القيم "ليس للعبد إذا بغي عليه شيء أنفع من التوبة النصوح إلى الله تعالى"؛ فتوبوا إلى الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، توبوا توبةً صادقةً من صغير الذنب وكبيره، من ظاهره وسره، أنيبوا إلى الله، وأكثروا من الاستغفار؛ فإن الله يدفع عنكم بالتوبة شرًّا عظيمًا في الدنيا والآخرة.
====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة