الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    دروس وخواطر ليوم الاثنين 3\4\2023 12 رمضان 1444ه- الأسرة وأسس الحياة الزوجية في الإسلام

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    دروس وخواطر ليوم الاثنين 3\4\2023 12 رمضان 1444ه-  الأسرة وأسس الحياة الزوجية في الإسلام Empty دروس وخواطر ليوم الاثنين 342023 12 رمضان 1444ه- الأسرة وأسس الحياة الزوجية في الإسلام

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد أبريل 02, 2023 10:51 pm

    دروس وخواطر ليوم الاثنين 3\4\2023
    12 رمضان 1444ه-

    الأسرة وأسس الحياة الزوجية في الإسلام
    تحت عنوان 👇
    =========================≈

    خاطرة الفجر 3\4\2023

    المرأة سكن للرجل

    خُلِقت المرأة من أجل أن تكون سكنًا للرجل، بكل ما تحمله كلمة سكن من دلالات ومعان وأبعاد، وحتى يكون السكن صالحًا لا بد من أن تتوفر فيه صفات أهمها:

    أن يرى فيه صاحبه ما يَسرُّه.

    وأن يقدر على أن يحفظ فيه أهله وماله.

    وألاَّ يقيم فيه معه من يخالفه وينازعه.

    وهذه هي الصفات نفسها التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة الصالحة.
    قال أحدهم لآخر: لمن أزوِّج ابنتي؟! قال: زوّجها لمؤمن، إن أحبَّها وَدَّها، وإن كرهها رحمها ولم يظلمها.

    ======================
    درس العصر 3\4\2023

    علاقة كل من الزوجين بالآخر

    الزواج هو الطريق البشري الذي سارت فيه الإنسانية منذ مولدها إلى اليوم، من ذكر وأنثى بدأت حياة البشر، ومن بيت واحد نبعت الإنسانية، بيت عماده آدم وحوَّاء، ومنهما تكونت أسر وسلالات، ومنهما تفرعت بيوتات، وقامت مجتمعات، وظهرت أمم ودول، وتبارك الله – تعالى -: (الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا). (سورة الفرقان:54)
    الحصن الذي يرد عن المرء جموح الغريزة، يحفظ الفرج ويصون العرض، ويحول دون التردِّي في مزالق الفجور، ومهاوي الفاحشة، هو الزواج.
    فنرى القرآن الكريم يبعث في نفس كل من الزوجين الشعور بأن كلاًّ منهما ضروري للآخر، ومكمّل له؛ فيقول للرجل: إن المرأة فرع منك وأنت أصلها، ولا غِنى لأصل عن فرعه، ويقول للمرأة: إن الرجل أصلك وأنتِ جزء منه، ولا غِنى للجزء عن أصله، يقول – تعالى – في ذلك: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف: 189)، فالنفس الواحدة هي نفس آدم – عليه السلام – وزوجه هي حوَّاء.
    ولذا، فالزواج في القرآن ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو امتثال لأمر الله – عزّ وجلّ – القائل – سبحانه -: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) (سورة النساء:3)، والزواج تحصين للفرج وغض للبصر، وقضاء للوطر في ما أباحه الله، وفيه صيانة وحفظ النسل البشري؛ ليعمر الأرض بعبادة الله، وحفظ للأنساب. وفيه إكثار لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وحماية للمجتمعات من الأمراض الخُلُقية، وهو فوق ذلك وسيلة للاطمئنان والسكن النفسي، والهدوء القلبي والوجداني.
    والزوجان يعيشان حياتهما الزوجية في ظلِّ تعاليم الإسلام في انسجام واتحاد في كل شيء،
    يقول – تعالى -: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (سورة البقرة: 187)، يقول القرطبي – رحمه الله – في تفسيره “الجامع لأحكام القرآن”: أصل اللباس في الثياب، ثم سُمِّي امتزاج كل واحد من الزوجين بصاحبه لباسًا، لانضمام الجسدين وامتزاجها وتلازمها؛ تشبيهًا بالثوب.
    وبذلك يتضح أنَّ العلاقة بين الزوجين هي علاقة امتزاج والتصاق، وهي أقوى علاقة اجتماعية؛ لاحتوائها على ناحيتين:

    ناحية غريزية فطرية.

    وناحية عاطفية وجدانية.

    وإذا التقت الغريزة والعاطفة، فثمَّ أقوى رابطة نفسية ويصور القرآن الكريم ارتباط الغريزة والعاطفة بين الزوجين، ويشير إلى أنه آية من آيات الله ونعمة من نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (سورة الروم: 21)
    فسكون الزوج إلى زوجه والتصاق المرأة بزوجها أمرٌ فطري غريزي، وما بينهما من مودة ورحمة، أمور عاطفية تتولد وتنشأ عن الجانب الغريزي وغيره.
    وفي تلك الآية وضع القرآن أُسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة، فالزوجة ملاذ للزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش، ويركن إلى مؤنسته بعد كده وجهده وسعيه ودَأَبِه، يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فَرِحَة، طلقة الوجه، ضاحكة الأسارير، يجد منها آنئذٍ أُذنًا صاغية وقلبًا حانيًا،

    =====================

    خاطرة التراويح 3\4\2023

    الإعانة على الطاعة

    لما رواه أحمد بإسناد صحيح عن أنس، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فاؤمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ)، فأبى، فأتاه أبو الدحداح، فقال: بعني نخلتك بحائطي، ففعل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني قد ابتعت النخلة بحائطي. قال: فاجعلها له، فقد أعطيتكها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ). قالها مرارا. قال: فأتى امرأته. فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط؛ فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت: ربح البيع، أو كلمة تشبهها. (تخريج المسندSmile
    ولما رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ). (سنن أبي داودSmile
    والمراد التلطف والسعي في قيام لطاعة الله مهما أمكن، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ). (سورة المائدةSmile
    وهذا يدل على استحباب احتيال كل من الزوجين الآخر على فعل الخير.
    =======================

    درس السهره 3\4\2023

    الأسرة سكن ومودة

    لتعرف معنى “الأسرة سكن ومودة” دعنا نقف قليلاً عند قوله – تعالى -: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (سورة الروم:21)

    أولاً: ما جاء في تفسير الآية:
    يقول الطبري: رحمه الله – في كتابه “جامع البيان عن تأويل آي القرآن”: ومن حججه وأدلته – عزّ وجل – على أنه القادر على ما يشاء، خَلقُه لأبيكم آدمَ – عليه السلام – من نفسه زوجةً؛ ليسكن إليها، وذلك أنه – سبحانه وتعالى – خلق حوَّاء من ضلع من أضلاع آدم، وجعل بينكم بالمصاهرة والختونة مودة تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، ورحمة رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض، إنّ في فِعْله ذلك لعِبَرًا وعظاتٍ لقوم يتذكرن في حجج الله وأدلته.
    ويقول أبو الحسن الماوردي – رحمه الله – في كتابه “النكت والعيون”: وجعل بينكم مودة ورحمة، فيه أربعة أقوال: أحدها: أنّ المودة المحبة، والرحمة الشفقة، والثاني: أنّ المودة الجماع، والرحمة الولد، والثالث: أنّ المودة حب الكبير، والرحمة الحنو على الصغير، والرابع: أنهما التراحم بين الزوجين.
    ويقول ابن كثير – رحمه الله – في كتابه “تفسير القرآن العظيم”: ومن آياته – سبحانه – الدالة على عظمته وكمال قدرته أنْ خلقَ لكم من جنسكم إناثًا تكون لكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، ولو أنه – تعالى – جعل بني آدم كلَّهم ذكورًا، وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم؛ إما من جنّ أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس، ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنَّ مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإنّ الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو الرحمة بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما وغير ذلك.

    ثانيًا: ولنقف قليلاً عند قوله: (مِنْ أَنْفُسِكُمْ): الزوجة إنسان كريم، والمماثلة قائمة بينها وبين الزوج، وللرجل درجة القوامة على المرأة؛ (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). (سورة البقرة: 228)
    والقوامة ليست تحكُّمًا من الزوج؛ لإلغاء آراء الآخرين، إنها كإشارة المرور التي تنظم السير في الشارع دون أن توقفه، ولذا فقوامة الرجل لا تلغي دور المرأة ولا مشاركتها في الرأي ومعاونتها في بناء الأسرة.

    ثالثًا: إنّ الأمن والسكن والاستقرار يؤدي إلى نجاة الأبناء من كل ما يُهدِّد كيانهم، ومن كل ما ينحرف بهم، ويبعدهم عن الطريق القويم؛ لأنهم ينشؤون داخل مؤسسة نظيفة لا غش فيها ولا دغل، اتضحت فيها الحقوق واستبانت المعالم، وقام فيها كل فرد بواجبه وأدى ما عليه؛ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
    تحددت فيها القوامة، ورضي كل فرد فيها بما له بغير تعدٍّ على الآخرين أو تحدٍّ لهم؛ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (سورة النساء: 34)، إنها اختصاصات موزعة توزيعًا ربانيًّا عادلاً، لا جور فيه ولا ظلم، بل تكامل وتراحم.

    رابعًا: إنّ على كل من الزوجين أن يحترم رأي الآخر، وليكن النقاش المبلل بندى العاطفة السبيل الذي يُرجع إليه، ومن الخير ألاّ يطول النقاش وألاّ يصل إلى حد المراء، ومن الخير أن يتنازل واحد منهما مرة عن رأيه للآخر، لا سيما عندما يبدو له رجاحة الرأي المقابل.
    إنّ النقاش الموضوعي المصقول بندى المودة والمحبة يتغلب على كل المصاعب؛ حفاظًا على الحياة الزوجية السعيدة، ولسان حال الزوجة السعيدة.

    خامسًا: إنّ المودة والرحمة الفطرية التي جعلها الله بين الزوجين لتزداد بازدياد خصال الخير في كليهما، وتقل بانخفاض خصال الخير فيهما، وإن النفس جبلت على محبة مَن يعاملها بلطف ويسعى لها بالخير فكيف إذا كان هذا الإنسان هو الزوج أو الزوجة وبينهما مودة من الله؟ لا شك أن تلك المودة سوف تزداد وتقوى، روى مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ). (صحيح مسلم:1467)
    سادسًا: ومن لطائف الحياة الزوجية في بيت النبوة، ما جاء في رعاية حق الزوجية في الحياة، وبعد الممات، ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ما غرتُ على أحد من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ما غرتُ على خديجة وما رأيتُها، ولكن كان النبي يُكثر ذكرها، وربَّما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثُها في صدائق خديجة، فربّما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد
    ======================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 5:35 am