درس الاحد-9\10\2022
تحت عنوان
======================
مقام الرضا
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون). "سورة البقرة، آية: 155-157".
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون). "سورة التوبة، آية: 51".
دليل عدم رضا الله عنك عدم رضاك عنه
فحينما ترضى يرضيك , وحينما تسخط يزيدك سخطا
( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل - إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ ) الترمذي
هذه هى القضية :
أنك إذا كنت راضيا دائما
أرضاك الله وبعث إليك ما يرضيك ومن يرضيك .
سيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه معروف أنه كان مستجاب الدعوة ,
وكان قد كف بصره فى آخر عمره ,
قال له ابنه : يا أبت أراك تدعو للناس !
هلا دعوت لنفسك أن يرد الله عليك بصرك ,
قال : يا بنى , قضاء الله أحب إلىّ من بصرى .
فالرضا عن الله يصح بثلاثة شروط ذكرها ابن القيم فى المدارج :
1 \ استواء النعمة والبلية عند العبد
لأنه يشاهد حسن اختيار الله له .
2\ سقوط الخصومة عن الخلق ,
إلا فيما كان حقا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3\ الخلاص من المسألة للخلق والإلحاح ,
قال – تعالى –
" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " ( البقرة : 273 ) .
الله سبحانه لا يقضى لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له , ساءه ذلك القضاء أو سره .
فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء
وإن كان فى صورة المنع .
ونعمة , وإن كانت فى صورة محنة .
وبلاؤه عافية , وإن كان فى صورة بلية .
ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذّ به فى العاجل , وكان ملائما لطبعه .
فالراضى : هو الذى يعد نعم الله عليه فيما يكرهه , أكثر وأعظم من نعمه عليه فيما يحبه ,
كما قال بعض السلف : ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك ,
فإنه ما منعك إلا ليعطيك ,
ولا ابتلاك إلا ليعافيك ,
ولا أمرضك إلا ليشفيك ,
ولا أماتك إلا ليحييك .
وقيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ فقال : إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه , فيقول :
إن أعطيتنى قبلت ,
وإن منعتنى رضيت ,
وإن تركتنى عبدت ,
وإن دعوتنى أجبت .
======================
الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمه شرق القليوبية جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
======================
مقام الرضا
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون). "سورة البقرة، آية: 155-157".
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون). "سورة التوبة، آية: 51".
دليل عدم رضا الله عنك عدم رضاك عنه
فحينما ترضى يرضيك , وحينما تسخط يزيدك سخطا
( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل - إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ ) الترمذي
هذه هى القضية :
أنك إذا كنت راضيا دائما
أرضاك الله وبعث إليك ما يرضيك ومن يرضيك .
سيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه معروف أنه كان مستجاب الدعوة ,
وكان قد كف بصره فى آخر عمره ,
قال له ابنه : يا أبت أراك تدعو للناس !
هلا دعوت لنفسك أن يرد الله عليك بصرك ,
قال : يا بنى , قضاء الله أحب إلىّ من بصرى .
فالرضا عن الله يصح بثلاثة شروط ذكرها ابن القيم فى المدارج :
1 \ استواء النعمة والبلية عند العبد
لأنه يشاهد حسن اختيار الله له .
2\ سقوط الخصومة عن الخلق ,
إلا فيما كان حقا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3\ الخلاص من المسألة للخلق والإلحاح ,
قال – تعالى –
" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " ( البقرة : 273 ) .
الله سبحانه لا يقضى لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له , ساءه ذلك القضاء أو سره .
فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء
وإن كان فى صورة المنع .
ونعمة , وإن كانت فى صورة محنة .
وبلاؤه عافية , وإن كان فى صورة بلية .
ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذّ به فى العاجل , وكان ملائما لطبعه .
فالراضى : هو الذى يعد نعم الله عليه فيما يكرهه , أكثر وأعظم من نعمه عليه فيما يحبه ,
كما قال بعض السلف : ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك ,
فإنه ما منعك إلا ليعطيك ,
ولا ابتلاك إلا ليعافيك ,
ولا أمرضك إلا ليشفيك ,
ولا أماتك إلا ليحييك .
وقيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ فقال : إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه , فيقول :
إن أعطيتنى قبلت ,
وإن منعتنى رضيت ,
وإن تركتنى عبدت ,
وإن دعوتنى أجبت .
======================
الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمه شرق القليوبية جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة