خاطرة الاثنين 16/5/2022
تحت عنوان
*************************
ذنوب الخلوات
هي المعاصي التي يرتكبها المرء في حال غيبته عن النّاس واختلائه بنفسه، في حالة طمأنينة منه وستر من الله عليه.
ولا يدخل فيها حديث النفس حيث إنه يذهب وينتهي بمجرد ورود الخاطر وأما ذنوب الخلوات فهي التي يتعمد الإنسان فيها أن يعطي نفسه شهوتها في الحرام.
وعن خطر تلك المعاصي جاء الحديث: (لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها).
فهؤلاء القوم كانت عندهم الجرأة على الاستخفاف بحدود الله، فمتى وجدوا من أنفسهم خلوة ووقت فراغ فعلوا المحرمات.
وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) في الحديث السابق لا يعني بالضرورة خلوتهم في بيوتهم وحدهم، بل قد يكونون مع مَن هم على شاكلتهم، ويدخل في معنى انتهاك حرمات الله مَن إذا سمحت لهم الفرصة وقعوا في محارم الله، وشأن المنتهكين لمحارم الله -تعالى- أنّهم إمّا يستحلّون فعل ذلك لأنفسهم بعيداً عن مرأى النّاس، أو يبالغون فيها بالخلوات ويستمرؤونها، وكأنّهم قد أمنوا مكر الله وعقوبته لهم، ومن هنا جاء النّص بالوعيد بحبوط أعمالهم، باعتبار أنّ ارتكابهم للذنوب في الخلوات يدلّ على عدم استشعارهم مراقبة الله -تعالى- واطّلاعه عليهم،
ويمكنك الابتعاد عن تلك المعاصي من خلال ما يلي:
الانشغال دائما بطاعة الله والعمل على ما يرضيه واستغلال أوقات الفراغ في عمل نشاط مفيد لك ولغيرك حيث مثلا حفظ كتاب الله أو مطالعة كتب في أي مجال أو اكتساب حرفة أو مهنة.
وعليك تذكّر ستر الله -تعالى- عليك ، وأنّ ستر الله لفاعل المعاصي دليل على أنّ الله -سبحانه وتعالى- ما يزال يمنح العبد فرصةً للتوبة والإنابة. وتذكّر الوقوف بين يدي الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، وأنّك سيتكلّم ربّك، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّهُ، ليس بينَه وبينَه تُرجمانٌ، ولا حجابٌ يحجبُه).
إنّ الخلوة في حياة المؤمن يجب أنّ تكون صلةً بالله تعالى، ودموعَ خشيةٍ بين يديه. استشعار العبد مراقبة الله -تعالى- له، وأنّه لا تخفى عليه خافية. استحضار العبد عداوة الشيطان له، وأنّ فرحة التائب هي الانتصار على الشيطان، والخلاص من سلطانه
تحت عنوان
*************************
ذنوب الخلوات
هي المعاصي التي يرتكبها المرء في حال غيبته عن النّاس واختلائه بنفسه، في حالة طمأنينة منه وستر من الله عليه.
ولا يدخل فيها حديث النفس حيث إنه يذهب وينتهي بمجرد ورود الخاطر وأما ذنوب الخلوات فهي التي يتعمد الإنسان فيها أن يعطي نفسه شهوتها في الحرام.
وعن خطر تلك المعاصي جاء الحديث: (لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها).
فهؤلاء القوم كانت عندهم الجرأة على الاستخفاف بحدود الله، فمتى وجدوا من أنفسهم خلوة ووقت فراغ فعلوا المحرمات.
وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) في الحديث السابق لا يعني بالضرورة خلوتهم في بيوتهم وحدهم، بل قد يكونون مع مَن هم على شاكلتهم، ويدخل في معنى انتهاك حرمات الله مَن إذا سمحت لهم الفرصة وقعوا في محارم الله، وشأن المنتهكين لمحارم الله -تعالى- أنّهم إمّا يستحلّون فعل ذلك لأنفسهم بعيداً عن مرأى النّاس، أو يبالغون فيها بالخلوات ويستمرؤونها، وكأنّهم قد أمنوا مكر الله وعقوبته لهم، ومن هنا جاء النّص بالوعيد بحبوط أعمالهم، باعتبار أنّ ارتكابهم للذنوب في الخلوات يدلّ على عدم استشعارهم مراقبة الله -تعالى- واطّلاعه عليهم،
ويمكنك الابتعاد عن تلك المعاصي من خلال ما يلي:
الانشغال دائما بطاعة الله والعمل على ما يرضيه واستغلال أوقات الفراغ في عمل نشاط مفيد لك ولغيرك حيث مثلا حفظ كتاب الله أو مطالعة كتب في أي مجال أو اكتساب حرفة أو مهنة.
وعليك تذكّر ستر الله -تعالى- عليك ، وأنّ ستر الله لفاعل المعاصي دليل على أنّ الله -سبحانه وتعالى- ما يزال يمنح العبد فرصةً للتوبة والإنابة. وتذكّر الوقوف بين يدي الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، وأنّك سيتكلّم ربّك، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّهُ، ليس بينَه وبينَه تُرجمانٌ، ولا حجابٌ يحجبُه).
إنّ الخلوة في حياة المؤمن يجب أنّ تكون صلةً بالله تعالى، ودموعَ خشيةٍ بين يديه. استشعار العبد مراقبة الله -تعالى- له، وأنّه لا تخفى عليه خافية. استحضار العبد عداوة الشيطان له، وأنّ فرحة التائب هي الانتصار على الشيطان، والخلاص من سلطانه
