الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الأربعاء( درس الراحة ) 11\5\2022 تحت عنوان ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ تحري الحلال

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2687
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الأربعاء( درس الراحة ) 11\5\2022            تحت عنوان ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷           تحري الحلال Empty درس الأربعاء( درس الراحة ) 1152022 تحت عنوان ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ تحري الحلال

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء مايو 10, 2022 10:01 pm

    درس الأربعاء( درس الراحة ) 11\5\2022
    تحت عنوان
    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
    تحري الحلال
    كسب الأرزاق وطلب العيش أمر حث عليه الشرع، فالله جعل النهار معاشاً، وجعل للناس فيه سبحاً طويلاً، أمرهم بالسعي والمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه.
    وقرن سبحانه بين المجاهدين في سبيله، وبين الساعين في أرضه يبتغون من فضله، فقال: (يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [المزمل: 20].
    وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه "ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري)، وقال بعض السلف: "إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة"
    ومما يروى عن عيسى -عليه السلام-: أنه رأى رجلاً فقال: "ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: ومن يعولك؟ قال: أخي، قال: وأين أخوك؟ قال: في مزرعة، قال: أخوك أعبد لله منك"

    إن في طلب المكاسب وصلاح الأموال سلامة الدين، وصون العرض، وجمال الوجه، ومقام العز.

    فالله طيب لا يقبل إلا طيباً، وقد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين، فقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51]، وقال عز شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172].

    ومن أسمى غايات رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلمَ-: أنه يحل الطيبات، ويحرم الخبائث، عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- أنه قال: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة".

    إن طلب الحلال وتحريه أمر واجب، وحتم لازم، ف "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟".

    حقاً على المسلم أن يتحرى الطيب من الكسب والنزيه من العمل ليأكل حلالاً، وينفق في حلال.

    انظروا -رحمكم الله- إلى خليفة رسول الله أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- يأتيه خادمه بشيء من الأكل، ثم يقول له: أتدري من أين هذا الأكل؟ اشتريته من مال حصلت عليه في الجاهلية كذبت على رجل وخدعته بأن فسرت له حادثة أو قضية كذباً وخديعة، فأعطاني هذا المال، فاشتريت منه هذا الذي أكلت، فأدخل أبو بكر أصبعه في فمه وقاء واسترجع كل شيء في بطنه، وقال: "لو لم تخرج هذه اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها"، وقال مخاطباً ربه: "اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء" (رواه البخاري).

    وهذا عمر -رضي الله عنه-: "يشرب لبناً فيعجب به فيسأل عنه فيخبره الذي سقاه أنه مرّ بإبل الصدقة، وهم على ماء فحلبها وجاء به إليه فأدخل عمر يده واستقاء؛ لأنه شرب من إبل الصدقة المعدة للصدقة من قبل أهل الزكاة".

    أرأيتم الرجل الذي ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب له؟" (رواه مسلم)،
    وإن العجب كل العجب -أيها الإخوة- ممن يحتمي من الحلال مخافة المرض، ولا يحتمي من الحرام مخافة النار.

    إن للمكاسب المحرمة آثاراً سيئة على الفرد والجماعة؛ تنزع البركات، وتحل الكوارث، وتظالم وشحناء.

    ويل للذين يتغذون بالحرام، ويربون أولادهم وأهليهم على الحرام؛ إنهم كشارب ماء البحر كلما ازدادوا شراباً ازدادوا عطشاً، شاربون شرب الهيم، لا يقنعون بقليل، ولا يغنيهم كثير، يستمرؤون الحرام، ويسلكون المسالك المعوجة، رباً وقماراً، وغصباً وسرقةً، تطفيفاً في الكيل والوزن، كتماً للعيوب، سحراً وتنجيماً وشعوذةً، أكلاً لأموال اليتامى والقاصرين، أيمانلهواً ولعبا، مكراً وخديعةً، زوراً وخيانةً، مسالك معوجةً، وطرقاً مظلمةً، يقول عليه الصلاة والسلام: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم الحرام" (رواه البخاري والنسائي), وفي رواية: "فإن ذلك لا يستجاب لهم دعوة".



    أيها المسلمون: حق عليكم تحري الحلال، والبعد عن المشتبه، احفظوا حقوق الله والعباد،
    (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 8:30 am