الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م  حسن الخاتمة  

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2682
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م           حسن الخاتمة   Empty خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م  حسن الخاتمة  

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين أبريل 25, 2022 11:19 pm

    خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م 
    حسن الخاتمة  

     
    أولًا: الأعمالُ بالخواتيمِ
    ثانيًا: قصصُ حسنِ وسوءِ الخاتمةِ
    ثالثا: أسبابُ حسنِ وسوءِ الخاتمةِ
     

     
    خطبةٌ الجمعةالقادمة
    حسنُ الخاتمةِ 
    بتاريخ: 28 رمضان 1443هـ – 29 إبريل 2022م

    الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:

    أولًا: الأعمالُ بالخواتيمِ

    إنَّ الإنسانَ في هذه الدنيا يخلطُ بينَ الأعمالِ الصالحةِ والطالحةِ، والعبرةُ بالخواتيمِ، ولأهميةِ الخواتيمِ عنوَنَ لها الإمامُ البخاريُّ بابًا في صحيحهِ فقالَ: ( بابُ الأعمالِ بالخواتيمِ وما يخافُ منهَا )، وذكرَ فيها حديثًا لرجلٍ قاتلَ في أرضِ المعركةِ وكانتْ رقابُ الأعداءِ تتطايرُ تحتَ سيفهِ، ومع ذلك ختمَ اللهُ لهُ بسوءٍ، وماتَ منتحرًا؛ لأنَّهُ جُرِحَ ولم يصبرْ على الجرحِ، فقتلَ نفسَهُ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ؛ فَقَالَ:” مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا”، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا”(البخاري). وقد نبَّهَنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم إلى أهميةِ حسنِ الخاتمةِ والحرصِ عليهَا فقالَ: ” إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا.”(متفق عليه). وقدْ يقولُ قائلٌ كيفَ أموتُ على طاعةٍ؟!! والجوابُ في حكمةِ أبي حازمٍ سلمةَ بنِ دينارٍ حيثُ يقولُ: كلُّ ما لو جاءَكَ الموتُ عليه فرأيتَهُ خيرًا فالزمْهُ، وكلُّ ما لو جاءَكَ الموتُ عليهِ فرأيتَهُ شرًا فاجتنبْهُ. أي: إذا أردتَ أنْ تموتَ على طاعةٍ فالزمْهَا، وإنْ كرهتَ الموتَ على معصيةٍ فاتركهَا.
    فالإنسانُ لو عاشَ على الطاعةِ فإنَّ اللهَ يستحِي أنْ يقبضَهُ على معصيةٍ. قالَ ابنُ كثيرٍ في قولِهِ تعالى: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أي: “حافظُوا على الإسلامِ في حالِ صحتِكُم وسلامتِكُم لتموتُوا عليه، فإنَّ الكريمَ قد أجرَى عادتَهُ بكرمِهِ أنَّهُ مَن عاشَ على شيءٍ ماتَ عليهِ، ومَن ماتَ على شيءٍ بُعِثَ عليهِ، فعياذًا باللهِ مِن خلافِ ذلكَ.
    فالإنسانُ الذي يداومُ على الطاعةِ وأصبحتْ سجيةً لهُ يستعملُهُ اللهُ في عملِ الخيرِ عندَ خاتمتهِ، بل ويعسلُهّ كما جاءَ في الحديثِ: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ”، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، وَمَا عَسَّلَهُ؟ قَالَ: “يُفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”. ( أحمد والحاكم والطبراني بسند صحيح)؛ وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ”( أحمد والحاكم والطبراني والترمذي وصححه).
    فابدأْ يومَكَ .. ابدأْ شهرَكَ .. ابدأْ عامَكَ .. بطاعةٍ واختمهُ بطاعةٍ، فالبداياتُ والخواتيمُ عليها مدارُ الفوزِ والخسارةِ، ابدأْ يومَكَ بصلاةِ فجرٍ أو قيامِ سحرٍ، واختمْهُ بنومٍ على سلامةِ صدرِ وطهارةِ بدنٍ، ابدأْ عامَكَ الهجريَّ بطاعةٍ واختمْهُ بطاعةٍ، فلو كان أولُ سطرٍ في صحيفتِكَ خيرًا وآخرُ سطرِ فيها خيرًا لمحَا اللهُ لك ما بينهما، وأنا أستبشرُ هنا ببشارةِ حبيبِنَا صلَّى اللهّ عليه وسلم، حيثُ يَقُولُ:” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ؛ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ؛ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ” ( مسلم ).

    وإذا كان أولُ سطرٍ في كتابِ عمرِكَ أذانٌ قرعَ أذنَكَ عقبَ ولادَتِكَ، فاستبشرْ بأنْ يكونَ آخرُ سطرٍ فيه إنْ شاءَ اللهُ كلمةَ التوحيدِ ينطقُ بها لسانُكِ، لتكونَ جوازَ عبورِكَ إلى الجنةِ.

    ثانيًا: قصصُ حسنِ وسوءِ الخاتمةِ
     تعالوا لنقفَ مع صورِ حسنِ وسوءِ الخاتمةِ؛ لنأخذَ منها العظةَ والعبرةَ ترغيبًا وترهيبًا:
    قصصُ حسنِ الخاتمةِ:
     – ماتً ملبيًّا ويبعثُ ملبيًّا: فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ أَوْ قَالَ فَأَقْعَصَتْهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا”(متفق عليه).
    – ماتَ وهو ساجدٌ: روي أنَّ عامرَ بنَ عبدِ اللهِ رجلٌ مِن الصالحين، كان مؤذنًا في أحدِ المساجدِ، وكان منزلُهَ قريبًا مِن المسجدِ الذي كان يؤذنُ فيهِ، فمرضَ ذاتَ يومٍ مرضًا أقعدَهُ عن الصلاةِ أيامًا، فجاءَ إليهِ أصحابُهُ لزيارتِهِ فسمعَ المؤذنَ يؤذنُ فقالَ لأصحابهِ: خذونِي إلى المسجدِ، فقالُوا: لقد أعذرَكَ اللهٌ، فقالَ: سبحانَ الله، أسمعُ النداءَ ولا أجيبُهُ؟ فحملُوه إلى المسجدِ فلما سجدَ كانتْ السجدةُ الأخيرةُ لهُ ووقعَ فماتَ.
    قصصُ سوءِ الخاتمةِ:
    – اشربْ أنتَ ثم اسقنِي: روي أنَّه احتضرَ رجلٌ ممَن كان يجالسُ شربَ الخمورِ، فلمَّا حضرَهُ نزعُ روحهِ أقبلَ عليه رجلٌ ممَّن حولَهُ وقال: قُل لا إلهً إلَّا الله، فتغيرَ وجهُهُ وتلبدَ لونُهُ وثَقُلَ لسانُهُ، فرددَ عليه صاحبُهُ: يا فلانٌ قُل: لا إلهَ إلا الله، فالتفتَ إليهِ وصاحَ: لا.. اشربْ أنتَ ثُمَّ اسقِنِي، ثم ما زالَ يرددُهَا حتى فاضتْ روحُهُ.
    – قلبهُ معلقٌ بالدنيَا: لما نزلَ بأحدهِم الموتُ واشتدَّ عليه الكربُ اجتمعَ حولَهُ أبناؤُه يودّعُونَهُ ويقولُون لهُ: قُل: لا إلهَ إلَّا الله، فأخذَ يشهقُ ويصيحُ، فأعادُوهَا عليه، فصاحَ بهِم وقال: الدارُ الفلانيةُ أصلحُوا فيها كذا، والبستانُ الفلانيُّ ازرعُوافيهِ كذا، والدكانُ الفلانيُّ اقبضُوا منهُ كذا، ثم لم يزلْ يرددُ ذلك حتى ماتَ. وقيلِ لرجلٍ كان يدمنُ الغناءَ: قُل لا إِلَه إلَّا الله، فجعلَ يهذِي بالغناءِ ويقولُ: تاننَا تنتنَا، حتى ماتَ!! ( الداء والدواء).

    فهذه رسالةٌ أُوجهُهَا لِي قبلَكُم: إذا أردتُم حسنَ الخاتمةِ فحافظُوا على الطاعةِ والزمُوهَا؛ لأنكُم ستموتُون على ما كُنتُم تفعلُونَهُ وتداومُون عليهِ – خيرًا أو شرًا – في دنياكُم. اللهُمَّ بلغتُ اللهُمَّ فاشهدْ يا ربَّ العالمين !!

    ثالثًا: أسبابُ حسنِ وسوءِ الخاتمةِ
    تعالوا لنقفَ مع الأسبابِ والعواملِ المؤديةِ إلى حسنِ الخاتمةِ حتى نطبقَ ذلك عمليًّا في حياتِنَا اليوميةِ.
    أسبابُ حسنِ الخاتمةِ:  هناك عدةُ أسبابٍ تؤدِّي إلى حسنِ الخاتمةِ، منها:
    الاستقامةُ على طاعةِ اللهِ: قالَ تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30].
    ومنها: القدومُ على اللهِ بالأعمالِ الصالحةِ: فالمؤمنُ صاحبُ البضاعةِ الحسنةِ والأعمالِ الصالحةِ وما يحملُهُ مِن حسناتٍ، يفرحُ بلقاءِ اللهِ والقدومِ عليهِ، ويختمُ لهُ بخيرٍ، فيحبُّ لقاءَ اللهِ. وعلى العكسِ مِن ذلك فإنَّ العبدَ الطالحَ صاحبُ المعاصِي والبضاعةِ السوءِ، وما يحملُهُ مِن آثامٍ وذنوبٍ يكرَهُ لقاءَ اللهِ والقدومَ عليهِ!! ويختمُ لهُ بسوءٍ، لذلك يكرَهُ لقاءَ اللهِ. فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ؛ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ” قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ:” لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.” ( متفق عليه ).
    فالطاعةُ والعبادةُ دليلُ الحبِّ والشوقِ للقدومِ على اللهِ والفرحِ بلقائِهِ وحسنِ الخاتمةِ، والمعاصي والذنوبُ دليلُ البغضِ والكرهِ والخوفِ مِن لقاءِ اللهِ وسوء ِالخاتمةِ، قالَ سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ لأبي حازمٍ يا أبَا حازم : كيفَ القدومُ على اللهِ عزَّ وجلَّ؟ فقال : يا أميرَ المؤمنين أمَّا المحسنُ فكالغائبِ يأتي أهلَهُ فرحًا مسرورًا، وأمَّا المسيءُ فكالعبدِ الآبقِ يأتي مولاَهُ خائفًا محزونًا.
    ومنها: ملازمةُ الإيمانِ والتقوى للهِ: قالَ تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ؛ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (يونس: 63 ؛ 64)؛ ” قِيل المرادُ بذلك: بُشرى الملائكةِ للمؤمنِ عندَ احتضارِهِ بالجنةِ والمغفرةِ كما في الحديثِ: “أنَّ المؤمنَ إذا حضرَهُ الموتُ، جاءَهُ ملائكةٌ بيضُ الوجوهِ، بيضُ الثيابِ، فقالُوا: اخرجِي أيتُها الروحُ الطيبةُ إلى روحٍ وريحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبان. فتخرجُ مِن فمهِ، كما تسيلُ القطرةُ مِن فمِ السقاءِ”.(تفسير ابن كثير)؛ وقد أخبرَنَا اللهُ – عزَّ وجلَّ – أنَّهُ يثبتُ المؤمنين الذين لازمُوا الإيمانَ بكلمةِ التوحيدِ وحسنِ الخاتمةِ، قالَ تعالي: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27) . قال الإمامُ البغويُّ:” قولُهُ تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ } كلمةُ التوحيدِ، وهي قولُ: لا إلَهَ إلَّا الله { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يعني قبلَ الموتِ، { وَفِي الآخِرَةِ } يعني في القبرِ. هذا قولُ أكثرِ أهل ِالتفسيرِ.”أ.ه
    ومنها: الدعاءُ بحسنِ الخاتمةِ: وذلك بأنْ تكثرَ مِن الدعاءِ المأثورِ: اللهمَّ أحينِي على الإسلامِ وتوفنِي على الإسلامِ، وألحقنِي بالصالحين، اللهمَّ اجعلْ خيرَ أعمالِنَا خواتيمهَا، 

    ومنها: الدعاءُ بحسنِ الخاتمةِ: وذلك بأنْ تكثرَ مِن الدعاءِ المأثورِ: اللهمَّ أحينِي على الإسلامِ وتوفنِي على الإسلامِ، وألحقنِي بالصالحين، اللهمَّ اجعلْ خيرَ أعمالِنَا خواتيمهَا، وخيرَ أعمارنَا أواخرهَا، وخيرَ أيامنَا يومَ نلقاكَ فيهِ، اللهم اختمْ بالباقياتِ الصالحاتِ أعمالَنَا .
    أسبابُ سوءِ الخاتمةِ:
    بعدَ أنْ عرفنَا أسبابَ وعواملَ حسنِ الخاتمةِ، نأتِي الآنَ لنعرفَ أسبابَ وعواملَ سوءِ الخاتمةِ حتى نحذرَ منها :
    فمنها: فسادُ الاعتقادِ: فمَن فسدتْ عقيدتُهُ ظهرَ عليه أثرُ ذلك حين خروجِ الروحِ في وقتٍ هو أحوجُ إلى العونِ والتثبيتِ مِن اللهِ تعالى.

    ومنها: الإقبالُ على الدنيا والتعلقُ بها: بحيثُ تكونُ الدنيا في قلبهِ لا في يدهِ.

    ومنها: الإصرارُ على المعاصِي وإلفهَا: فإنَّ الإنسانَ إذا أَلِفَ شيئًا مدةَ حياتهِ وأحبَّهُ وتعلقَ بهِ يهوَى ذكرهُ إليهِ عندَ الموتِ، ويرددُهُ حالَ الاحتضارِ في كثيرٍ مِن الأحيانِ،  قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ رحمه اللهُ: ” إنَّ الذنوبَ والمعاصي والشهواتِ تخذلُ صاحبَهَا عند الموتِ، مع خذلانِ الشيطانِ لهّ، فيجتمعُ عليه الخذلانُ مع ضعفِ الإيمانِ، فيقعُ في سوءِ الخاتمةِ، قالَ تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (الفرقان: 29).” أ .هـ
    ألا فاسعَوا إلى تحصيلِ أسبابِ حسنِ الخاتمةِ ليوفِّقَكُم اللهُ إلى ذلك، واحذرُوا أسبابَ سوءِ الخاتمةِ، فإنَّ الخاتمةَ السيِّئةَ هي المصيبةُ العُظمَى، والكَسْرُ الذي لا ينجَبِر، والخسرانُ المبينُ، والعياذُ باللهِ مِن ذلك.
    نسألُ اللهَ أنْ يختمَ بالباقياتِ الصالحاتِ أعمالَنَا!!!!
    الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،       

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 7:02 am