الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة القادمة 1 إبريل 2022م كيف نستقبل الشهر الكريم

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2683
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة  الجمعة القادمة 1 إبريل 2022م          كيف نستقبل الشهر الكريم  Empty خطبة الجمعة القادمة 1 إبريل 2022م كيف نستقبل الشهر الكريم

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الجمعة أبريل 01, 2022 12:13 am

    خطبة الجمعة القادمة
    1 إبريل 2022م
    كيف نستقبل الشهر الكريم
    العناصر
    أولًا: الدعاءُ بأنْ يُبلغَكَ اللهُ شهرَ رمضانَ   
    ثانيًا: الفرحُ والابتهاجُ بطاعةِ اللهِ
    ثالثًا: التخليةُ قبلَ التحليةِ 
    رابعًا: إصلاحُ ذاتِ البينِ
    خامسًا: صحبةُ الأخيارِ   
    سادسًا: وضعُ خطةٍ وبرنامجٍ عمليٍّ لرمضانَ
     
    الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:
    عبادَ اللهِ: هناكَ عدةُ أمورٍ يجبُ علينَا أنْ نستقبلَ بها هذا الشهرَ الكريمَ، حتى نكونَ مِن الذين قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فيهم: ” ْ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ( متفق عليه).وهي:

    أولًا: الدعاءُ بأنْ يبلغَكَ اللهُ شهرَ رمضانَ

    فندعُو اللهَ أنْ يبلغنَا هذا الشهرَ الكريمَ كما كان السلفُ يفعلون ذلك، فقد كانُوا يدعونَ اللهَ ستةَ أشهرٍ قبلَ رمضانَ أنْ يبلغَهُم رمضانَ، ثم يدعونَهُ ستةَ أشهرٍ بعدَ رمضانَ أنْ يتقبلَ منهم رمضانَ، وكان يحيَى بنُ أبي كثيرٍ يقولُ: “اللهمَّ سلمنَا إلى رمضانَ، وسلمْ لنا رمضانَ، وتسلمْهُ منَّا مُتقبَّلًا”. واعلمْ أنَّ بلوغَكَ رمضانَ، يجعلُكَ سابقًا إلى الجنةِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ!! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟!! “( أحمد بسند حسن).

    ثانيًا: الفرحُ والابتهاجُ بطاعةِ اللهِ
    والفرحُ برمضانَ يكونُ بالطاعةِ والعبادةِ والقرآنِ:{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ( يونس: 58)، وقدْ كان سلفُنَا الصالحُ يهتمونَ بشهرِ رمضانَ، ويفرحونَ بقدومِهِ، وأيُّ فرحٍ أعظمُ مِن الإخبارِ بقربِ رمضانَ موسمِ الخيراتِ، وتنزلِ الرحماتِ. وقد صورَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحةَ بقولهِ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” (متفق عليه).
    وهذا عمرُ بنُ الخطابِ- رضي اللهُ عنه- يستعدُّ لرمضانَ فأنارَ المساجدَ بالقناديلِ، فكانَ أولَ مَن أدخلَ إنارةَ المساجدِ، وأولَ مَن جمعَ الناسَ على صلاةِ التراويحِ في رمضانَ، فأنارَهَا بالأنوارِ وبتلاوةِ القرآنِ، وقد خرجَ علىٌّ بنُ أبِى طالبٍ – رضي اللهُ عنه – في أولِ ليلةٍ مِن رمضانَ والقناديلُ تزهرُ وكتابُ اللهِ يُتلَى في المساجدِ، فقالَ:” نورَ اللهُ لكَ يا ابنَ الخطابِ في قبرِكَ ،كما نورتَ مساجدَ اللهِ بالقرآنِ”.

    ثالثًا: التخليةّ قبلَ التحليةِ
    فالقلوبُ مملوءةٌ بالسوادِ والظلمةِ طوالَ العامِ مِن أثرِ الذنوبِ والمعاصِي، سبٌّ وشتمٌ وغيبةٌ ونميمةٌ ونظرٌ إلى حرامٍ وشربُ محرم وغلٌّ وحقدٌ وحسدٌ ونفاقٌ وشقاقٌ وسوءُ أخلاقٍ وأكلُ حرامٍ وفعلُ المنكراتِ…..إلخ، وكلُّ ذلك سببٌ في سوادِ القلبِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ

    قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(الترمذي وصححه)، فتخيلْ كيفَ حالُ قلبِكَ بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا مِن المعاصِي والآثامِ؟!! فيجبْ أنْ نُخلِىَ القلبَ ونُجلِيَهُ ونطهرهُ مِن هذه الآثامِ والظلماتِ، قبلَ أنْ نُحليهُ بالعبادةِ والطاعةِ، فلا يجوزُ إدخالُ القرآنِ والصلاةِ والذكرِ على مثلِ هذه القاذوراتِ، حتى نطهرَ القلبَ منها، فهبْ أنَّك عندك قطعةُ أرضِ فضاءٍ مملوءةٌ بالقمامةِ تريدُ بناءَها وتشييدهَا، هل ستحليهَا بالبنيانِ على ما هي عليهِ مِن قمامةٍ أم تطهرهُا ؟!! فهكذا القلبُ يحتاجُ إلى تخليةٍ قبلَ التحليةِ.
    فعلينَا أنْ نعملَ على سلامةِ الصدرِ قبلَ رمضانَ، رُوى عن ابنِ مسعودٍ أنَّهُ سُئلُ: كيفَ كنتُم تستقبلونَ شهرَ رمضانَ؟ فقالَ: ما كان أحدُنَا يجرؤُ أنْ يستقبلَ الهلالَ وفي قلبهِ مثقالُ ذرة ِحقدٍ على أخيهِ المسلمِ.

    رابعًا: إصلاحُ ذاتِ البينِ
    كثيرٌ منَّا – إِلّا مَن رحمَ اللهُ – بينهُ وبينَ أخيهِ أو صديقهِ أو زميلهِ أو أحدِ أقاربهِ أو جيرانهِ خلافٌ وشقاقٌ وخصامٌ وشحناءٌ وبغضاءٌ، ولا شكَّ أنَّ ذلك سببٌ عائقٌ ومانعٌ لرفعِ الأعمالِ وحجبِ المغفرةِ والرحماتِ والبركاتِ ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم)، وقال أيضًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ [ ابن ماجة بسند حسن ].
     والناظرُ إلى السنةِ المطهرةِ يجدُ أنَّ سنةَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامرةٌ بالنصوصِ المؤكِّدةِ على أهميةِ طهارةِ القلوبِ وسلامتِهَا مِن الغلِّ والشحناءِ والبغضاءِ، يُسألُ عليه الصلاةُ والسلامُ: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ فيقولُ:”  كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ، فيقالُ لهُ: صدوقُ اللسانِ نعرفهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ فيقولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو التّقيُّ النقيُّ، لا إثمَ ولا بغيَ ولا غلَّ ولا حسدَ”. ( ابن ماجه بإسناد صحيح) ويقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ: “ألَا أخبركُم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قالَ: ” إصلاحُ ذاتِ البينِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ، لا أقولُ: تحلقُ الشعرَ، ولكنْ تحلقُ الدينَ”. ( أبو داود بإسناد صحيح.)

    فالعبدُ يجتهدُ في الصيامِ والقيامِ وقراءةِ القرآنِ وصلةِ الأرحامِ والإنفاقِ وغيرِ ذلك مِن القرباتِ، وكلُّ ذلك يحلقهُ الخصامُ والشحناءُ والبغضاءُ وفسادُ ذاتِ البينِ، بل إنَّ أعمالَهُ لا ترفعُ ولن يغفرَ اللهُ حتى يصطلحَ مع أخيهِ.
    فبادرْ أنتَ بالخيرِ إذَا أعرضَ عنكَ أخوكَ وكنْ أنتَ الأخيرَ والأفضلَ عندَ اللهِ حتى ترفعَ أعمالُكَ ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”(متفق عليه).


    خامسًا: صحبةُ الأخيارِ

    ينبغِي على المرءِ أنْ يحسنَ اختيارَ الصاحبِ، لأنَّه يكونُ على هديهِ وطريقتهِ ويتأثرُ بهِ، كما قيلِ: الصاحبُ ساحبٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [ الترمذي وحسنه ].
    وقد صورَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك فقالَ:” مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”( متفق عليه ).
    حتى أنَ أثرَ الصحبةِ تعدَّى مِن عالمِ الإنسانِ إلى عالمِ الكلابِ. قالَ تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ( الكهف: 22).

     فقدْ استفادَ الكلبُ مِن صحبةِ الأخيارِ، وصارَ لهُ شأنٌ وذكرٌ معهم في القرآنِ.

    فهذه رسالةٌ أوجهُهَا لكلِّ فئاتِ المجتمعِ، أنْ يُحسنُوا اختيارَ الصحبةِ ولا سيمَا في رمضانَ.

    سادسًا: وضعُ خطةٍ وبرنامجٍ عمليٍّ للاستفادةِ من رمضانَ

    وذلك بأنْ يضعَ المسلمُ لهُ برنامجًا عمليًّا لاغتنامِ أيامِ وليالِي رمضانَ في طاعةِ اللهِ تعالى. يُصلِّي الأوقاتَ في المسجدِ جماعةً، والمحافظةُ على صلاةِ الضحى، والتراويحِ، والتهجدِ، وصلةِ الأرحامِ، والإنفاقِ، وزيارةِ المرضَي، وحضورِ الجنائزِ، وغيرِ ذلكَ، فتقومُ بعملِ جدولٍ في كراسةٍ مِن ثلاثينَ خانةً ولكلِّ يومٍ تسطرُ فيهِ أعمالَهُ، ثم توقعُ عليها وتكتبُ شرطًا جزائيًّا: أقرُّ أنَا الموقعُ أدناهُ أنَّنِي لن أقصرَ في أيِّ بندٍ مِن البنودِ سالفةِ الذكرِ، وإذا قصرتُ أتعهدُ بدفعِ مبلغِ كذَا صدقةً. حتى الشرطِ الجزائِي يكونُ طاعةً!
    وهكذا أحبتِي في اللهِ لو التزمنَا بكلِّ ما سمعناهُ، نكونُ مِن الفائزينَ في رمضانَ، الفرحينَ في الدنيا والآخرةِ.
    اللهم بلغنَا رمضانَ وباركْ لنَا فيهِ………..آمين
    الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،        

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:53 am