نقد الذات لتضييق الخناق على النفس الأمارة بالسوء

نقد الذات لتضييق الخناق على النفس الأمارة بالسوء، حيث قد قدر الله تعالى للإنسان أنفسا ثلاثة، تتناوب في اعترائه بين الحين والآخر ما دامت روحه في جسده، بحسب ما يتيحه هو لها من التمكن بذاته بين نفس أمارة بالسوء وأخرى لوامة وثالثة مطمئنة، ولأجل أن يكون المرء على بينة من أمره وأين يقع هو بين تلك الأنفس الثلاث، كان لزاما عليه أن يفتح بابًا مهما يتمثل ذلكم الفتح في مبدأ نقده ذاته ومصارحتها ومكاشفتها، .
أن نقد المرء ذاته من أنبل المهمات وظيفة، وأجرؤها شجاعة، إبان ثقلها على نفس المرء، وما يتبعها من كسر كبريائها وتعويدها على الصواب لأن بها تصحيح الخطأ،

ولا أحد أدرى بعيب المرء وخطئه من نفسه مهما خلق لنفسه من معاذير ، فقال تعالى: « بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ».
أن الفرد بحاجة ماسة إلى أن ينقد كل فرد منا ذاته دون تردد أو وجل أو تسويف؛ ليصقلها صقلا يحجبه عن إبصار عيوب الآخرين

وإن في قول الله : « وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ » لدليل بين على أهمية نقد الذات ولومها وتقويمها ومعاهدتها دون غفلة، وإن الله لا يقسم في كتابه إلا بشيء ذي شأن عظيم،
أن النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك ، وقد قال بعض السلف: “حقٌّ على العاقل أن لا يَغفُل عن أربع ساعات: ساعةٍ يناجي فيها ربَّه، وساعة يحُاسب فيها نفسَه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه
لويَصْدُقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات، وإجماما للقلوب
للموضوع بقية