الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    المال العام الواجب علينا نحوه

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    المال العام الواجب علينا نحوه Empty المال العام الواجب علينا نحوه

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين فبراير 22, 2021 8:25 pm

    كتبه فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مديرعام أوقاف شبرا الخيمة شرق
    تحت عنوان
    ///////////////////////////

    المال العام الواجب علينا نحوه ؟يقصد بالمال العام المال الذى ليس مملوكا لاحد ملكا خاصا، والذى يستفيد منه المجتمع كله بإشراف السلطات التى تنظم جمعه وإنفاقه ، كالمياه والمراعى والمعادن ، والمرافق العامة التى يستفيد منها الجميع ، كالمساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور::

    وإذا كان الله سبحانه قد حرم الاعتداء على مال الغير بأى نوع من العدوان ، وجعله ظلما يكون ظلمات يوم القيامة ، ووضع له عقوبات دنيوية بالحد أو التعزير ، فإنه حرم علينا الاعتداء على الممتلكات العامة التى ليس لها مالك معين ، فهى ملك للجميع ولكل فيها قدر ما يجب احترامه ، والظلم فيه ظلم للغير وللنفس أيضا ، والله لا يحب الظالمين .
    لقد قال الله فى الغنائم التى هى ملك للعامة{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }[ ال عمران :161 ] وقال النبى صلى الله عليه وسلم فيمن استغل وظيفته حينما جاء بما جمعه من الصدقات المفروضة، واحتجز لنفسه الهدايا التى قدمت إليه قال " هلا جلس فى بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته" رواه البخارى ومسلم وحذر من مجىء هذه الأموال المختلسة شاهد إدانة عليه يوم القيامة يحملها على ظهره .
    ولا مجير له يدافع عنه ،
    أن من ولى على عمل وأخذ أجره كان ما يأخذه بعد ذلك غلولا .
    والخلفاء الراشدون والسلف الصالح كانوا قدوة طيبة فى التعفف عن الأموال العامة التى هى حق المسلمين جميعا ، فكانوا لا يأخذون من بيت المال إلا حاجتهم الضرورية كما قال أحدهم : أنا فى مال المسلمين كولى اليتيم ، حيث يقول الله تعالى {ومن كان غنيا فليستعفف
    ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } [ النساء : 6] وعندما جاء جندى بكنوز كسرى بعد هزيمة جيش الفرس ، وقدمها لعمر بالمدينة كاملة ، عجب من أمانته وقد كان عنده الفرصة فى سفره الطويل أن يأخذ ما يشاء ، فقال أحد الحاضرين : يا أمير المؤمنين ، عففت فعفت رعيتك ، رحم الله عمر بن عبد العزيز سلسبيل لأماجد الطاهرين الذى كان ينظر فى أمور الرعية على ضوء مصباح فى بيته فلما انتهى وبدأ النظر فى أموره الخاصة أطفأ المصباح حتى لا يستعمل مال المسلمين فى غير ما هو لعامة المسلمين .
    لقد كانت لهم مواقف رائعة فى تعففهم عن المال العام ليضربوا المثل لغيرهم على مدى التاريخ ، ووقفوا بقوة أمام التصرفات التى يظن أن فيها مساسا بأموال المسلمين ،
    إنه لا يعصم من الانحراف بخصوص المال العام إلا رقابة الله تعالى الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء ، والإيمان بأن كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ، وحسن اختيار من توكل إليهم الأمور، على أساس الخبرة والأمانة ، كما قال يوسف للعزيز {اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم } [يوسف :55].

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 10:10 am