الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    من طرق (سبل) العبور نحو المستقبل الجمعة الموافقة 17من جماد الأول 1442هـ الموافقة 1/1/2021م

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    من طرق (سبل) العبور نحو المستقبل الجمعة الموافقة 17من جماد الأول 1442هـ الموافقة 1/1/2021م Empty من طرق (سبل) العبور نحو المستقبل الجمعة الموافقة 17من جماد الأول 1442هـ الموافقة 1/1/2021م

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء ديسمبر 29, 2020 7:48 pm

    من طرق (سبل) العبور نحو المستقبل
    الجمعة الموافقة 17من جماد الأول 1442هـ الموافقة 1/1/2021م
    ===========================================
    أولا: العناصر:
    1. العبور نحو المستقبل (ماهيته، وبعض أدلته).
    2. من طرق(سبل) العبور نحو المستقبل.
    (أربعة طرق من الكتاب والسنة)
    3. الخطبة الثانية: (الجنة والعمل لها أعظم مستقبل وأعظم عبور).
    ===========================================
    ثانيا: الموضوع:
    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، القائل في كتابه العزير على لسان نبيه صالح (عليه السلام): {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}[هود:61]، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صادق الوعد الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    ===================
    أيها الأحبة الكرام: فمما تميزت به شريعتنا الإسلامية الغراء أنها دعت إلى علو الهمة، والأخذ بالأسباب، وعدم الرضا بالدون من العيش والأحوال، وهو ما يعرف في عصرنا اليوم بالعبور نحو المستقبل، وقد وعدت الشريعة الإسلامية ـ أتباعها والمؤمنين بهاـ في كتابها وسنة نبيها المستقبل القريب والبعيد، فقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:55]، لمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار، رمتْهم العرب عن قوس واحدة، كانوا لا يبيتون إلّا في السلاح، ولا يصبحون إِلا في السلاح، فقالوا: أترون أنّا نعيش حتى نَبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلّا الله (عزّ وجلّ)؟! فنزلت هذه الآية. (الضياء في المختارة).
    وقد رأينا تصديق هذا الوعد في عالمنا اليوم، وأصبح الإسلام الذي بدأ بعدة أفرادٍ لا تتجاوز أصابع اليدّ الواحدة ـ أصبح اليوم منتشرًا في أرجاء العالم من شرقه لغربه، ومن شماله لجنوبه، وزاد أتباعه والمعتنقين له على (المليار وخمسمائة مليون فرد) ما يعادل خمس سكان العالم اليوم بعد أن ورثهم الله (عزّ وجلّ) أراضي الممالك والحضارات القديمة، وصدق نبينا (صلى الله عليه وسلم) إذ يقول: (إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ...)(رواه مسلم)، أي: كنوز الفرس والروم، وهذا كناية عن انتشار الإسلام في أراضيهما، وفتحه لبلدانهما، وقد كان.
    ===================
    والعبور للمستقبل أيها الأحبة الكرام يعني: أن نتطلع لحياة آمنة كريمة لنا ولأبنائنا وأحفادنا، في مجتمعاتٍ وأوطانٍ قوية مزدهرة متقدمة في كافة المجالات، نأمن فيها على أرواحنا، وديننا، وأموالنا، وأعراضنا، نتمتع فيها بكافة حقوقنا السياسية والاجتماعية، والتعليمية، والاقتصادية...الخ، حياة خالية من الأزمات والحروب والمشاحنات...الخ، وهذا ما تقوم به الدول اليوم من الإعداد في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة لعام 2030م.
    هذا العبور للمستقبل له في شريعتنا الإسلامية الغراء طرقٌ وسبلٌ، وصدق الله إذ يقول: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }[الأنعام:38]، وهذه هي أهم طرق العبور للمستقبل، كالتالي، فأقول وبالله التوفيق:
    =========================================
    من طرق العبور نحو المستقبل بالأفراد والمجتمعات والأوطان البناء الاجتماعيّ: ويتحقق ذلك بالمساواة بين أفرادها، والأخذ بمبدأ المواطنة، لا فرق بين مسلم وغيره في الحقوق والواجبات: فالإسلام كَفَلَ حريةَ الاعتقادِ للآخرينَ، ولمْ يُكره أحدًا على اعتناقِه والدخولِ فيه، فقالَ سبحانه: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[البقرة:256]، وقالَ مخاطبًا النبيَّ (صلى الله عليه وسلم): {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[يونس:99]، كما أنه قد تكفّل بحفظ وحماية أرواحهم، وأموالهم، وأعراضهم، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)(رواه البخاري)، وعن خالد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيبر، فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أَلَا لَا تَحِلُّ أَمْوَالُ الْمُعَاهَدِينَ إِلَّا بِحَقِّهَا...)(رواه أبو داود)، كما أنه حرّم الاعتداء عليهم، واضطهادهم، وإيذائهم، ومنحهم حقّ ممارسة شعائر دينهم في بيوتهم وأحيائهم، ودور عبادتهم بشرط ألا يؤذوا مشاعر المسلمين، أو ينالوا من الإسلام بسوء، فعن عدة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(رواه أبو داود).
    ======
    والبناء الاجتماعي يتحقق أيضًا: بتحقيق العدالة بين الناس جميعا بغض النظر عن معتقداتهم، كما أرشد القرآن الكريم فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء:58]، وقال تعالي موجهًا ومرشدًا النبي (صلى الله عليه وسلم) وللأمة من بعده ـ وقد همّ أن يجادل ويدافع عن طعمة بن أبيرق ـ ألا يجادل ويدافع عن الخائنين، ولو كانوا على الإسلام، و لو كان ذلك في مقابلة غير المسلمين: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا*وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا*وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}[النساء:105ـ107].
    =======
    =========
    والبناء الاجتماعي يتحقق أيضًا: بالمعايشة بين جميع أفراده، وبالعمل المشترك بينهم لرفعة هذا الوطن، ودرأ الأخطار التي تهدده داخليا وخارجيا، بغض النظر عن معتقداتهم وألوانهم، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة:8]، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2]، وها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) يضع معاهدة الدفاع المشترك عن المدينة بينه وبين بقية الطوائف التي كانت تسكن المدينة من اليهود، ومشركي العرب ـ بعد هجرته (صلى الله عليه وسلم) بصفته حاكما ورئيسا للمسلمين.
    إن بناء الأفراد والمجتمعات والأوطان اجتماعيًا ضرورة شرعية ووطنية لابد منها، حتى لا يتسرب أفراد الوطن إلى أعدائه، وحتى لا يكونوا معول هدم لأوطانهم كما نري الآن، ولكي نضمن ولاءهم لأوطانهم، فما اخترق أعداء الوطن ضمائر بعض أفراد الوطن إلا بالتركيز على غياب بعض قضايا العدالة والبناء الاجتماعي.
    ==========================================
    ومن طرق العبور نحو المستقبل بالأفراد والمجتمعات والأوطان البناء السلوكي: وذلك يتحقق بالتمسك بالقيم والأخلاق، والدعوة إلى التمسك بها في وسائل الإعلام المختلفة، وفي المناهج التعليمية،فما أرسل نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلا ليتمم البناء الأخلاقي الذي جاء به الأنبياء والمرسلون من قبله، فقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ)(مسند أحمد).
    ======
    ومن البناء السلوكي، عدم ترديد الشائعات التي تهدف إلى زعزعة أمنه، وضرب استقراره، وتؤجج الصراعات بين أفراده، فقد أمرنا القرآن الكريم بالتثبت عند رواية الأخبار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات:6]، وقال صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ)(متفق عليه)، وجعل (صلى الله عليه وسلم) قول الخير، والصمت عن الشر من علامات الإيمان بالله ومن كماله، فقال (صلى الله عليه وسلم): (...وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)(رواه البخاري)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ...)(المسند لأحمد)، وجعل (صلى الله عليه وسلم) ترديد الإشاعات إثم عظيم، ومن علامات النفاق، فقال (صلى الله عليه وسلم): (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)(رواه أبو داود)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)(متفق عليه)، وعن علي (رضي الله عنه) قال: (لَا تَكُونُوا عُجُلاً مَذاييعَ بُذُرَاً، فَإن مِن وَرائِكُم بَلاءً مُبْرَحَاً)(الأدب المفرد)، فمحاربة الشائعات واجب ديني ووطني.
    =======
    ومن البناء السلوكي الذي يعبر بالأفراد والمجتمعات والأوطان نحو المستقبل: المجادلة بالحسنى وخصوصا مع غير المسلمين، فالمجادلة بغير الحسني تثير الأحقاد، وتؤجج الصراعات والفتن، وتنشر الكراهية والبغضاء، وتؤدي إلى تدمير الوطن، قال تعالي: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[العنكبوت:46]، وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[النحل:125].
    ========
    ومن البناء السلوكي الذي يعبر بالأفراد والمجتمعات والأوطان نحو المستقبل: عدم التشكيك في القيادات، والمسئولين، كما حدث من ذو الخويصرة مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة حنين، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم) بقسم بعض الغنائم، فقال له: (يا محمد اعدل فإنك لم تعدل). فقال له (صلى الله عليه وسلم): (وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ)(اللفظ لمسلم)، كما يكون بالمحافظة علي أسراره الداخلية, وعدم التعامل مع أعداء الوطن, أو من يريدون هدمه.
    إن بناء الأفراد والمجتمعات والأوطان سلوكيًا ضرورةٌ شرعيةٌ ووطنيةٌ لابد منها لقيام الأوطان وحمايتها، وصدق أمير الشعراء حينما قال:
    وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقُهم ذهبوا
    ==========================================
    ومن طرق العبور نحو المستقبل بالأفراد والمجتمعات والأوطان البناء الفكري والعلمي (الأخذ بأسباب العلم): وذلك يتحقق بمناهضة كل فكر مغشوش, واحتضان كل فكر، وكل علم في أي مجال من المجالات يهدف إلى رفعة الوطن وتقدمه، فالتعليم هو عصب وأساس تقدم ورقي أي أمة من الأمم، ولم ترتق حضارة من الحضارات القديمة ولا الحديثة إلا بالتعليم، وقد جاء الإسلام بحضارته وحث علي العلم، وجعله أحد نعم الله على الإنسان، فقال تعالى في صدر أول سورة نزلت من القرآن الكريم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق:1ـ5]، وأقسم سبحانه بأداة من أدوات الكتابة، فقال سبحانه وتعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم:1]، وخاطب سبحانه النبي (صلى الله عليه وسلم) آمرا إياه بالاستزادة من العلم فقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه:114]، وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: (كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ...)(مسند أحمد).
    فالنهوضُ بالتعليم وتطويرهُ ضرورة شرعية ووطنية، كيف لا؟ والمسلمون يوم أن سادوا هذه الأرض؛ سادوها بالعلم والرقي الفكري والأخلاقي، فانتشرت الاختراعات، والمكتشفات الحديثة، وتخلدت أسماء علماء ومفكرين إسلاميين سطروا بعلمهم وفكرهم نظريات وفرضيات علمية كان لها الأثر الكبير في ظهور النهضة الحديثة.
    النهوض بالتعليم ضرورة شرعية ووطنية، كيف لا؟ وهو أساس القوة الاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية...الخ، والله عز وجل يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:60].
    النهوض بالتعليم ضرورة شرعية وطنية، كيف لا؟ وبه تصنع الحضارة والتقدم والازدهار، وبغيره يتفشى الجهل والخرافة، وتدمّر وتُهزم الحضارة، وتسوء الأحوال.
    ===========================================
    ومن طرق العبور نحو المستقبل بالأفراد والمجتمعات والأوطان الأخذ بأسباب العمل أو ما يسمى بالبناء الاقتصادي: وذلك يتمثل أولا في العمل والإنتاج والبناء،فالإسلام يدعو أبناءه إلى العمل والإنتاج والبناء، ويدعوهم أن يكونوا أعضاء مثمرين منتجين فاعلين في مجتمعاتهم، وأوطانهم، وأمتهم، لينفعوا أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم، وذلك لا يتحقق إلا بالمشاركة في إعمار أرض الوطن، وتنميتها بالزراعة والتجارة والصناعة وبناء المصانع والشركات المنتِجة، وإقامة المشروعات والمجتمعات الصناعية، التي تلبي حاجات الناس، وهو ما يعرف في شريعتنا الإسلامية بإحياء الموات أي: الانتفاع بالأرض وخيراتها بأي شكل من الأشكال المشروعة.
    قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة:105]، وقال تعالي: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك:15]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ)(رواه أبو داود وبعضه في البخاري).
    ===========
    والبناء الاقتصادي يتحقق أيضًا: بالموازنة بين الاستهلاك والإنتاج وخصوصا في أوقات الشدة والأزمات، فهذا يوسف (عليه السلام) يفسر لأهل مصر رؤيا الملك، ويدعوهم للموازنة بين الاستهلاك والإنتاج في فترة المجاعة التي ستضرب مصر، قال تعالى على لسانه: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ*ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ*ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}[يوسف:47ـ49].
    ========
    والبناء الاقتصادي للأفراد والمجتمعات والأوطان يتحقق أيضًا: بترشيد الإنفاق، والحدّ من الاستهلاك، وعدم الإسراف والتبذير وخصوصا في المصالح والهيئات الحكومية، وقد أرشدنا القرآن والسنة إلى كل ذلك، قال تعالي: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف:31]، وقال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا*إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء:27،26]، وقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}[الإسراء:28]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان:67]
    ===========
    والبناء الاقتصادي يتحقق أيضا: بحسن الإدارة حسن إدارة الوطن، وحسن استثمار موارده: حسن الإدارة في جميع مؤسسات الدولة بحيث لا تولى مؤسسات الدولة إلا للكفاءات، ولا يوضع في المناصب القيادية إلا الأمين، الواعي لما تحت يديه، المدرك لما عليه من أعباء، وهذا هو ما أخرج مصر من مجاعتها زمن يوسف (عليه السلام) قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ* قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[يوسف:55،54]، وعن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا)(رواه مسلم). فإذا أردنا العبور للمستقبل بمجتمعاتنا وأوطاننا وأمتنا، فعلينا ببنائها اقتصاديًا، وهذا لا يتأتى إلا بزيادة الإنتاج، وتحويله من مستورد إلى مصدر، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل المثمر الجاد، وبالتنمية العمرانية والبشرية الشاملة، وبوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
    عباد الله: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والدّيّان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
    ===========================================
    (الخطبة الثانية)
    ((الجنةُ والعملُ لها أعظم مستقبل وأعظم عبور))
    ===========================================
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    أيها الأحبة الكرام إذا كنا نتحدث عن العبور للمستقبل وبعض طرقه فإن أعظمَ مستقبلٍ وأعظمَ عبورٍ وأعظمَ فوزٍ هو الجنة ونعيمها، يقول فالحق تبارك وتعالى يقول: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[آل عمران:185]، وقال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا*حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا*وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا*وَكَأْسًا دِهَاقًا*لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا*جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}[النبأ:31ـ36].
    هذا هو الفوز الحقيق الذي ينبغي أن نبذل من أجله كل غالٍ ونفيس، وهذا هو الأمر الحقيق بالتنافس فيه، فنعيم الجنة لا مثيل له، كما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: (سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ، مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟. قَالَ: (هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ، فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ، وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ، فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: رَبِّ، فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ). قَالَ: وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ): {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة:17])(رواه مسلم).
    وقد أمرتنا الشريعة الإسلامية بالمسارعة والمسابقة والتنافس في الجنة وما يقربنا إليها من قولٍ وعملٍ، فيقول الحق تبارك وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:133]، ويقول تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد:21]، وقال سبحانه وتعالى بعد أن ذكر بعضَ النعيم الذي يتمتع به أصحاب الجنة: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[المطففين:26].
    وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ)(رواه الترمذي)، (من خاف) أي: من خاف السباع في سفره خاف السرقة خاف العدو...(أدلج) سافر أول الليل، (ومن أدلج) من سافر أول الليل (بلغ المنزل) الذي أراده، (ألا إن سلعة الله غالية) أي: تحتاج منّا إلى جهدٍ وعمل من بداية أعمارنا وعنفوان شبابنا، فهذا مثلٌ ضربه النبي (صلى الله عليه وسلم) لمن أراد الجنة ونعيمها، فإن الشيطان على طريقه والنفسُ وأمانيها الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ العبد في مسيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده ومِنْ قَطْعِ الطريق بأعوانه، وصدق الله إذ يقول: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}[الإسراء:19]، وقال (صلى الله عليه وسلم) ذات يومٍ لأصحابه: (أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ، فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ). قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله. قال: (قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ)(رواه ابن ماجه)، وكان من دعائه (صلى الله عليه وسلم): (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلَهُ وَآجِلَهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمُ، [ص:151] وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلَهُ وَآجِلَهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا)(رواه ابن حبّان).
    ===========================================
    فاللهمّ إنّا نسألك رضاك والْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَما مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنعُوذُ بِكَ مِنَ سخطك ومن النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَما مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء، اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنّت ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 10:25 am