الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعه القادمة 1/1/2021 الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء ، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع :

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2682
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعه القادمة 1/1/2021 الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء ، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع :   Empty خطبة الجمعه القادمة 1/1/2021 الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء ، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع :

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين ديسمبر 28, 2020 1:20 pm

    خطبة الجمعه القادمة 1/1/2021
    الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء ، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع :


    الصلابة في مواجهة الوباء والبلاء

    __________________________

    واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع

    ____________________________

    الحمد لله رب العالمين يا رب قنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه.. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن الصلابة في مواجهة المحن والأوبئة والمصائب..

    أيها الناس” جعل الله الدنيا دار ابتلاء واختبار وليست دار راحة وطمأنينة، فمهما على شأن النّاس في الدنيا علماً ومالاً وسروراً فذلك كلّه يبقى ابتلاءً ليعلم الله من يشكر النِّعم ممّن يكفرها؛ حيث قال تعالى: “هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ”(النمل /40). فطبيعة الدنيا أنّها دار امتحان إلى آخر يومٍ فيها، فمن عقل ذلك وأدركه ارتاح واطمأنّ قلبه..، بل إنّ الله -تعالى- يبتلي المؤمن على قدر إيمانه، فحين سُئل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أهل البلاء قال: “الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلباً اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ”(الترمذي ).



    عباد الله:” ومن صور ابتلاء الله تعالى للسابقين فقد ذُبح يحي عليه السلام وقُدمت رأسه لبغي ونشر بالمنشار زكريا وصاحبَ المرضُ أيوب ثمانية عشر سنة وعُذبت آسيا حتى فارقت الحياة وحُرق بالنار أصحاب الأخدود ,وُرمي في الزيت المغلي ماشطة فرعون وأبنائها الأربعة وصُلب سحرة فرعون على جذوع النخل لما آمنوا وشُج رأس النبي صلى الله عليه وسلم وكُسرت رباعيته وربَط بالحجر على بطنه من شدة الجوع

    وخلاصة القول أن الإنسانَ ما خُلق إلا ليُبتلى وليس من عوفي من البلاء فقد رضي الله عنه وأحبه كما يظن الجاهلون من الخلق فالابتلاء سنة كونية وعلى أهل الإيمان الصبر ولزوم الطاعة وحسن الظن برب العالمين يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ”(الترمذي).

    عباد الله: “مهما كنت قوياً غنيا فأنت بدون اللجوء إلى الله فقير وهناك عبادات وأسلحة يتسلح المسلم بها على رفع البلاء عنه، ومنها :

    تقوى الله تعالى، فهي عبادة مأمور بها المسلم، حيث جعلها الله -تعالى-سبباً للفرج بعد الشدّة وكشْفاً للكرب بعد الضّيق، حيث قال: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”(الطلاق/3). فجعل الله -تعالى- دفع البلاء وكشف الهمّ للأتقياء من عباده.

    الدّعاء؛ وهو مخ العبادة والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل”. وفي الحديث: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة”(الحاكم).

    و:”حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةَ، وَاسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ”(أبوداود والبيهقي). والدعاء والتضرع إلي الله عزوجل وقت الرخاء ينفع في وقت الشدة فمن سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء” تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة..

    عباد الله ومن الأسلحة لمواجهة البلاء

    كثرةُ الاستغفار؛ قال تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”(الأنفال/33). فكان الاستغفار أماناً من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه. والاستغفار والاعتراف بالذنب نجي الله يونس في بطن الحوت…

    عباد الله ومن الأسلحة التي يتسلح بها المسلم

    الصّلاة بخشوع وحضور؛ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”(البقرة/153). وحيث أوصى صلّى الله عليه وسلّم- المؤمنين إذا كُسفت الشمس أو خسف القمر أن يفزعوا إلى الصّلاة ليكشف الله -تعالى- عنهم ما أصابهم، وعمّم ذلك على كلّ مكروهٍ يصيب المؤمن؛ حيث قال: “فافزَعوا للصلاة”(البخاري ومسلم).

    عباد الله ومن الأسلحة المحصنة للبلاء

    الصّدقة؛ وهي من أهمّ ما يرفع البلاء عن المسلم، قال العلماء: “إنّ الصدقة ترفع البلاء حتّى عن الكافر والفاجر، لذلك كانت الأمنية الوحيدة للمرء إذا رجع للدنيا قال تعالي: “وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ”(المنافقون/10).

    ومنها عباد الله:”

    حُسْن الظّن بالله إنّ أخطر ما يُصيب الإنسان عند وقوع البلاء أن يسيء الظّن بالله -تعالى- فييأس ويقنط ويعتقد أنّ هذا البلاء حلّ عليه دون حِكمةٍ وسبب، أو أنّه سيُلازمه لبقيّة حياته، والحقيقة أنّ العبد يتقلّب في معيّة الله ولطفه كلّ حين حتى وقت اشتداد البلاء، فموسى -عليه السّلام- وقومه حينما ظنّوا أنّ البحر من أمامهم وفرعون من خلفهم فيأس بعضهم وقال: “قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ” فقال موسى -عليه السّلام- وهو في غاية الثقة بالله -تعالى-وحُسْن الظّن به: “قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”(الشعراء/62).فنجّى الله -تعالى- برحمته موسي ومن معه…

    ونوح عليه السلام بعد استهزاء قومه به لم يقطع الرّجاء ولم يبتعد عن التضرّع لله تعالى بتحقيق النّصر وتفريج الهمّ، حيث قال: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ” فلم يتأخّر فرجُ الله -تعالى- له، حيث قال الله تعالى: “فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِر ٍوَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ”(القمر/11-13). فكانت النّجاة لنوح ومن آمن معه.



    عباد الله:” ومن الأسلحة أيضا التداوي والعلاج فكان الأعرابَ يسألونَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هل علينا جناحٌ ألا نتداوى قالَ تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ قالَ خُلُقٌ حسنٌ”(ابن ماجه).

    عباد الله:” أقول ما سمعتم واستغفر الله العيم لي ولكم ..

    الخطبة الثانية:”

    الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ:

    ومن الأسلحة التي يواجه المسلم بها الوباء والبلاء

    الثقة في قضاء الله وقدره والشكر علي كل حال وأن كل ما جاء به خير: “وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ” أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بشكره ووعد عَلَى شُكْرِهِ بِمَزِيدِ الْخَيْرِ فَقَالَ: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ”(إِبْرَاهِيمَ:7).وَهَذَا مَا أَكَّدَه صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: “عَجَبَاً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ”(مسلم).

    أيها المريض المبتلي: فلتكُنْ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى مَا جَعَلَ عُسْرَاً إِلَّا جَعَلَ بَعْدَهُ يُسْرَاً، وَالأَمْرَاضُ مَهْمَا طَالَتْ وَعَظُمَتْ لَا بُدَّ لِأَيَّامِهَا أَنْ تَنْتَهِيَ، وَلَا بُدَّ لِسَاعَاتِهَا بِإِذْنِ اللهِ تعالى أَنْ تَنْجَلِيَ.

    وَلَرُبَّ نَـازِلَـةٍ يَـضيقُ بها الـفَتى***ذَرعـاً وعِـندَ الله منها المَخرَجُ

    ضَاقَتْ فلمَّا استَحكَمَت حَلَقاتُها *** فُرِجَتْ وكُنتُ أظُنُّها لا تُفرَجُ

    و يَقُولُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: “لَا يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهَاً كَامِلَ الْفِقْهِ حَتَّى يُعِدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَيُعِدَّ الرَّخَاءَ مُصِيبَةً وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الْبَلَاءِ يَنْتَظِرُ الرَّخَاءَ، وَصَاحِبَ الرَّخَاءِ يَنْتَظِرُ الْبَلَاءَ”( ابن أبي الدنيا).

    وَرَحِمَ اللهُ مَنْ قَالَ:

    كَـمْ حَارَبَتْنِي شِدَّةٌ بِجَيْشِهَا***فَضَاقَ صَدْرِي مِنْ لِقَاهَا وَانْزَعَجْ

    حَـتَّى إِذَا أَيِسْتُ مِـنْ زَوَالِهَا ***جَـاءَتْنِي الأَلْطَافُ تَسْعَى بِالفَـرَجْ

    أَيُّهَا المَرِيضُ المبتلى: كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَدْ هُذِّبْتَ مِنْ خَطَايَاكَ، وَنُقِّيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ، وَانْصَقَلَ قَلْبُكَ، وَانْكَسَرَتْ نَفْسُكَ، وَذَهَبَ عُجْبُكَ وَغُرُورُكَ .

    أَيُّهَا المَرِيضُ المبتلى: “لَا تُفَكِّرْ بِالمَفْقُودِ، وَاشْكُرِ اللهَ تعالى عَلَى المَوْجُودِ، لَا تَنْسَ النِّعْمَةَ الحَاضِرَةَ، وَلَا تَتَحَسَّرْ عَلَى النِّعْمَةِ الغَائِبَةِ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَهُ تعالى: “إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” “وبشر الصابرين”

    اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير يا رب العالمين

    وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:08 am