الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 17من جمادي أول 1442هـ الموافق 1من يناير 2021م تحت عنوان الإسلام ومواجهة الأزمات

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2681
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة القادمة  بتاريخ 17من جمادي أول 1442هـ الموافق 1من يناير 2021م تحت عنوان الإسلام ومواجهة الأزمات Empty خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 17من جمادي أول 1442هـ الموافق 1من يناير 2021م تحت عنوان الإسلام ومواجهة الأزمات

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد ديسمبر 27, 2020 1:23 pm

    خطبة الجمعة القادمة
    بتاريخ 17من جمادي أول 1442هـ الموافق 1من يناير 2021م تحت عنوان
    الإسلام ومواجهة الأزمات
    العناصر
    1- وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ
    2- أزمات الأنبياء عليهم السلام .
    3- الأزمات في عصر النبي .
    4- كيف عالج النبي الأزمات .
    5- قصص عن الأزمات في الإسلام .
    6- كيف ندير الأزمه .

    أما بعد

    يقول اللّه عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155]،

    لقد ابتلى الله هذه الأمة والأمم السابقة بأزمات كبيره وابتلاءات كثيرة ومحن لا منجي منها الا الله

    فابتلى الله -- نوح علية السلام --- بقومه فظل يدعوهم سنين طويله لاكن لا حياة من تنادي
    وابتلاه الله مع ابنه فقال تعالى ( ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ).

    وابتلى الله --- موسى عليه السلام --- بأزمات كثيرة من يوم مولده فكان اول ايام بعد ولادته ملقى في البحر يقول تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ .

    ثم أزمة موسى عليه السلام مع فرعون وأزمته مع رجل وكزه فقضى عليه ثم ازمات وأزمات لكن ---- اذا كان الله معك فمن تخاف وإذا كان الله ضدك فمن ترجو

    وابتلى الله ---- ابراهيم عليه السلام--- بأزمات وابتلاءات كبيره أزمه مع قومه كانت نتيجتها أن القي في النار وأزمه مع ابيه وطرد من البيت بسببها وأزمه عاشها مع زوجته وابتلاه الله مع ولده اسماعيل بعد أن أمرة الله بذبحه لكنه صبر فنجاه الله منها ومن كل كرب

    وابتلى الله --- يوسف عليه السلام --- بأزمات لا حصر فا ابتلاه الله مع اخوته وابتلي بإلقاءه في البئر وابتلى بأ زمته مع امرأة العزيز وأزمته مع حبسه وسجنه وأزمته مع القحط

    لكن بفضل الله تعالى وبحكمته وادارته استطاع أن يتخطى كل هذه الأزمات
    وبعد بعثته صلى الله عليه وسلم، واجه المسلمون الكثير من الأزمات المختلفة الأشكال، بين تعذيب لكل من أسلم ، وحصار فى شعب أبى طالب، ثم بعد الهجرة أخذت المواجهات بين المسلمين والكفار اتجاها أشد ضراوة من مثل ما صوره القرآن فى واقعة الأحزاب، قال تعالى: «إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا» «الأحزاب: 10ــ11».

    حتى طالت الأزمات بيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» نفسه فيما كذبوا عليه فى حادثة الإفك.

    ولكن الرسول «صلى الله عليه وسلم» استطاع الإمساك بزمام هذه الصعاب والوصول بالمسلمين إلى بر الأمان بحكمته وإدارته حتى أصبحت المحنة منحة.
    ومما عاناه المسلمون ما فعله «صلى الله عليه وسلم». حينما بلغه قول عبدالله بن أبى بن سلول فى حق المسلمين: «لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» فأراد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يقتله، فقال له رسول الله: «فكيف يا عمر إذا قال الناس أن محمدا يقتل اصحابه؟!»
    منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في علاج الأزمات

    أزمه المهاجرين
    ----------------

    بداية منذ اليوم الأول لهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وتوالت الأزمات على المجتمع الوليد، فكانت الأزمة الأولى هي توفير مكان السكن والطعام والشراب لأهل مكة المهاجرين تاركين خلفهم بيوتهم وأموالهم وأهليهم وتجارتهم، فآخى بين المهاجرين والأنصار بعد أن تهيأت النفوس للمنافسة على البذل والعطاء في نفس الوقت الذي تعفف فيه المهاجرون عن قبول الأموال دون مقابل من عمل وبذل جهد.

    ونزل في ذلك قول الله تبارك وتعالى (للفقراء المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) الحشر 8-9.

    أزمة النبي مع الأنصار :

    _____________

    بعد انتصار المسلمين في معركة حنين نال المسلمون غنائم وفيرة تطلعت لها مطامع الناس، قال ابن إسحاق: «أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم، وكانوا أشرافاً من أشراف الناس يتألفهم ويتألف بـهم قومهـم، فأعطى أبا سفيـان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير، وأعطى حكيمَ بنَ حزام مائة بعير، قال ابن هشام: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء، فوجـد هذا الحي من الأنصـار في أنفسهم حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقد لقي والله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قومه.
    فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْـتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ عَطَـايَا عِظَاماً فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَـمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الأَنْصَـارِ شَيْءٌ! قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟» قَـالَ: يَا رَسُـولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي. قَالَ: فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ».
    «قَـالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَـظِيرَةِ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْـدٌ فَقَالَ: قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمْ اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ، قَالَ: أَلا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: وَبِمَـاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَلِلَّهِ وَلِرَسُـولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ: أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيـداً فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلاً فَأَغْنَيْنَاكَ، أَوَجَـدْتُمْ فِي أَنْفُسِـكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ، أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْباً وَسَلَكَتْ الأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ.. قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ؛ وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْماً وَحَظّاً ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقْنَا»

    أزمة عام المجاعة
    ------------
    ومن الأزمات التي واجهت الصحابة رضى الله عنهم أزمة المجاعة وكان ذلك في عام الرمادة سنة 18هـ، في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ واجه الجفاف والقحط والجوع المسلمين؛ لعدم نزول الأمطار، فجاعت الناس وهلكت البهائم ، واضطر بعض الأعراب إلى أكل الجرزان . حتي وصل الأمر بسيدنا عمر بن الخطاب أنه كان يربط على بطنه من شدة الجوع
    وكانت بطنه تقرقر من الجوع والعطش وهو يخطب على المنبر فكان يقول لها قرقري أو لا تقرقري فوالله لا تشبعي حتى يشبع أطفال المسلمين .

    عباد الله

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم

    الخطبة الثانية:

    عباد الله
    كيف ندير الأزمة
    علمنا الإسلام أن نواجة الأزمات بأمور منها :-

    1- التعلق بالله جل وعلا
    ------------------

    ففي غزوة بدر ظل النبي – صلى الله عليه وسلم – رافعا يديه إلى السماء يدعو ربه ويقول : ( اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لن تعبد في الأرض بعد اليوم) فما زال يهتف بربه ، سقبلاً القبلة حتى نصر الله الإسلام والمسلمين

    2- الدعاء
    ------

    ويجب علينا ألا ننسى ( إن الله يحب الملحين بالدعاء ) ويقول – صلى الله عليه وسلم – : ( ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه السوء مثلها ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ) رواه الترمذي.

    3- • الثقة بالله جل وعلا
    -------------

    وما يشير إلى ذلك قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا } (الشرح : 5 – 6 ) , وقوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } ( آل عمران : 139 )
    و يقول الشاعر :
    ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج

    4- ( الصبر )
    ---------

    من أهم الصفات التي يجب على القائد التحلي بها عند الأزمة ,
    يقول تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين } (البقرة : 153 )

    5- • الاستخارة
    ________

    فلقد حكى لنا جابر أن رســول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلّمهم الاستخارة في الأمور كلها وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لنا: "إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهـم إني أستخيرك بعلمـك ....." , وكان يقول – صلى الله عليه وسلم – : ( ما خاب من استخار وما ندم من استشار ) .

    6- ( ما أصابك لم يكن ليخطئك )
    ------------

    اعلم ان الله لم يبتليك الا ليمحو ذنبك ويرفع درجتك
    لذلك يقول جل من قال أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } (العنكبوت : 2 – 3
    ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).

    عباد الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56.
    هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

    لا تنسو الدعاء لي بالشفاء فعسى دعوة ترفع البلاء

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 9:35 pm