الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، ووجوب طاعة ولي الأمر

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2683
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، ووجوب طاعة ولي الأمر Empty الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، ووجوب طاعة ولي الأمر

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء مارس 18, 2020 1:34 am

    خطبة الجمعة القادمة ---
    الأسباب الظاهرة والباطنة
    لرفع البلاء ، ووجوب طاعة ولي الأمر
    العناصر

    1- المقدمة .

    2- البلاء في القران والسنة .

    3- عجباً لأمر المؤمن .

    4- كيف تعامل النبي والصحابة مع العدوى.

    5- الواجب علينا في التعامل مع الأوبئة .

    6- اسباب رفع البلاء

    -

    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي أراد فقدر, وملك فقهر, وخلق فأمر وعبد فأثاب, وشكر واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير

    وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه

    وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين

    أما بعد

    يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :

    {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..} (الملك:2)،

    وقال تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) (35) (الأنبياء).

    وقال الله تعالى :{وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (216)}(البقرة)

    وعن عائشة - رضي الله عنها - أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مُصِيبَةٍ يُصَابُ بها الْمُسْلِمُ إلا كُفِّرَ بها عنه، حتى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ". رواه البخاري (5317)،

    عباد الله

    لا حديث اليوم بين الناس ولا في وسائل الإعلام سواء المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة أو في وسائل التواصل الاجتماعي أو في الصحف الا عن هذا المرض الذي ظهر أخيرا وانتشر في بعض كثير من دول العالم ألا وهو انتشار هذا الوباء ( فايروس كورونا )

    فماذا يكون التعامل الشرعي مع مثل هذه الأمراض؟ وكيف كان يتعامل النبي و الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع الأوبئة؟ وما الواجب علينا في هذه الأوقات ؟ وماهي اسباب دفع البلاء؟

    عجباً لأمر المؤمن

    __________

    عباد الله إن نزول المصائب على الإنسان هو أجر يسوقه الله تعالى إليه إذا احتسب الأجر والثواب قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن المؤمن يؤجر على عمله كله حتى على الشوكة يشاكها

    وقال عليه الصلاة والسلام: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن

    وبين النبي عليه الصلاة والسلام لما دخل على عائشة رضي الله تعالى عنها وإذا هي تشتكي الحمى وقد عصبت رأسها وظهر ألمها فقال عليه الصلاة والسلام: ما خطبك يا عائشة؟ قالت: الحمى، الحمى لا بارك الله فيها فقال عليه الصلاة والسلام: لا تسبي الحمى لا تسبي الحمى فإنها تأكل خطايا ابن آدم كما تأكل النار الحطب

    تعامل النبي والصحابة مع العدوي

    ____________



    لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم سباقاً في وضع قواعد طبية محكمة للتعامل مع العدوي ومنع انتشارها بين الناس ومن ذلك

    قوله عليه الصلاة والسلام: لا يورد ممرض على مصح إذا كان هناك إنسان مريض يقول: لا يورد ولا يدخل على إنسان صحيح

    وقال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون: إذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها وإذا وقع في أرض فلا تدخلوا إليها معنى هذا الحديث أن الإنسان إذا كان في بلد وانتشر فيه الطاعون انتشر فيه مرض معدي فلا ينبغي له أن يخرج لأنه سينقله إلى الآخرين وإذا كان هذا المرض محصورا في هذا البلد وأنت قادم من سفر إليه فلا تدخله حتى لا تصاب بذلك

    وهذا الحديث طبقه عمر رضي الله تعالى عنه لما ذهب إلى الشام في فتح المقدس ثم إنه لما أقبل على بعض المدائن قيل له إن هذه المدينة فيها الطاعون فلا ينبغي أن تدخلها فتحير عمر الأمر

    فجمع عمر رضي الله تعالى عنه الصحابة الكرام واستشارهم قال: ما ترون؟ هل ندخل إلى هذا البلد أم أنه تعريض للمرء إلى مهلكة أم أننا إذا لم ندخل نكون شككنا في القضاء والقدر؟ استشارهم يستشيرهم وهو رضي الله تعالى عنه العالم المسدد فاختلف الصحابة بين يديه حتى أقبل عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه إليه وقال: يا عمر عندي الخبر قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن وقع الطاعون وأنتم في بلد فلا تخرجوا منها وإن وقع الطاعون وأنتم لستم فيها فلا تدخلوا إليها عندها امتنع عمر عن دخولها

    فقال له بعض الصحابة: يا عمر تفر من قدر الله؟ فقال: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله

    الواجب علينا في التعامل مع العدوى

    ______________________

    فالإنسان ينبغي على الانسان أن يتخذ الطرق الوقائية وقد جاءت الشريعة شريعة الله جل وعلا إلينا بالتأكيد على مثل ذلك

    1- الأخذ بالأسباب واتباع تعليمات وتوجيهات جهات الاختصاص واولي الأمر وفي مقدمتها ما يصدر عن وزارة الصحة فيما نحن بصدده من مواجهة انتشار فيروس كورونا .

    2- عدم المبالغة في التوهم فبعض الناس يتوهم المرض وهو لم ينزل به وقد يؤدي ذلك في بعض الاحيان الى الموت

    ذكر أن الطاعون توجه مرة إلى بلد فسأله رجل في الطريق قال: من أنت؟ قال: أن الطاعون سأذهب إلى هذا البلد قال: كم ستقتل؟ سأله قال: سأقتل منهم 10 ألاف ثم لما مضت أيام مات في ذلك البلد 50 ألفا فرأى هذا الرجل الطاعون مرة أخرى وسأله قال له: ذكرت لي أنك ستقتل 10 ألاف وقد مات فيها 50 ألفا قال: نعم أنا إنما قتلت 10 ألاف لكن الـ 40 ألفا قتلهم الوهم تصوروا المرض وأخذ العلاجات للمرض حتى ماتوا بسبب الوهم هذه قصة تدل فعلا على أن الإنسان لا ينبغي أن يبالغ قي الوهم

    والإنسان لأجل أن يتقي هذا الوباء ينبغي كما ذكرنا في الطب الوقائي في السنة النبوية ينبغي أن يعتني بأمور من ذلك: أن يحرص المرء أن يغسل يديه دائما إما بالماء والصابون أو بالمعقمات وعدم التواجد في الاماكن المزدحمة واتباع الارشادات الصحية

    عباد الله

    ____

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

    أما بعد

    اسباب دفع البلاء

    ____________

    1- التضرع والدعاء

    فما أحوجنا جميعا إلى التضرع بصدق إلى الله (عز وجل) أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء ، وأن تكون فرصة لأن يراجع كل منا علاقته بربه ، و أن يحصن نفسه بصادق ذكره ،

    ومن ذلك ما ورد عن سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ” ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ”

    وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من نزل منزلًا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ”

    2- صنائعُ المعروفِ مع الآخرين

    فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وفي الترمذي: "إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء".

    وفي الترمذي أيضا من حديث معاذ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".

    وصنائع المعروف هي الإحسان إلى عباد الله بعمل المعروف، من قرض حسن، أو بر، أو هدية، أو صدقة، أو إعانة على قضاء حاجة، من شفاعة، أو تحمل دَين، أو بعضه، أو غير ذلك من وجوه الإحسان

    3- الاستغفارُ

    فإن الاستغفار مرضاة للرب، ومنجاة من سخطه، قال الله -عز وجل-: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33].

    4- التوبةُ إلى الله -عز وجل

    قال الله -عز وجل-: (فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً ) [التوبة:74]، وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222]، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

    فتوبوا إلى ربكم واستغفروه (يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [هود:3].

    عباد الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56.

    هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 5:26 am