الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الإشاعة وخطرها علي المجتمع

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الإشاعة وخطرها علي المجتمع  Empty الإشاعة وخطرها علي المجتمع

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأحد مارس 08, 2020 11:47 pm

    الإشاعة
    من الآفات العظيمة التي تصيب المجتمع المسلم وتؤثر فيه، وهي وسيلة من الوسائل التي استخدمها ويستخدمها أعداء الإسلام والوطن للنيل من أبناءه
    "الإشاعة" هذه السوق الرائجة، والبضاعة النافقة، التي ما وجدت حين وجدت إلا عندما غاب المنهج الشرعي في تلقي الأخبار، المنهج الرباني الذي يضع لنا الضوابط في تلقي الأخبار وإذاعتها كما قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}[النساء: 83]
    فالأخبار خيرها وشرها يجب أن يتثبت منها قبل بثها ونشرها؛
    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))

    لأنه يسمع عادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب،
    يقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ}[النساء: 83] أفشوه وسعوا به وهم المنافقون، وقال غيره: هم ضعفة المسلمين  قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6]،

    وكذلك نهى الله عن اتباع ما لا دليل عليه إلا أن تسمع الأذن، أو ترى العين، أو يعتقد القلب عن برهان فقال عز من قائل{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء: 36]، وقد عاب القرآن على من يأخذون بالظن فيما لا يكفي فيه الظن فقال الله جل شأنه: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم: 28]
    ////////////////////////////////٦٦
    فهذا هو أدب الإسلام الذي علمنا إياه،
    ونحن اليوم في عصر تعددت فيه أدوات الاتصال، وتنوعت فيه وسائل الإعلام، وبفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل الإمكانات العلمية والتقنية أصبح تبادل المعلومات يسير بسرعة مذهلة جداً، فالخبر ينتشر شرقاً وغرباً في أسرع من طرفة عين، وتلاشت الحدود والمسافات وكأننا نعيش في قرية صغيرة لا يخفى منها شيء، وفي كل يوم بل في كل دقيقة يطرق سمع الإنسان عشرات الأخبار المتنوعة في شتى مجالات الحياة، يختلط فيه الحق بالباطل،
    .///////////////////////////////٦٦
    أسباب انتشار الشائعات:
    أولاً: فصاحة قول المشيع وحسن منطقه، وإجادته لعرض الشائعة، ولهذا قال الله عز وجل في وصف المنافقين: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ..}[المنافقون: 4]، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي: كل منافق عليم اللسان))

    ثانياً: كون المشيع ممن تميل إليه قلوب سامعيه  وهذا يمنع السامع من البحث والنظر فيما ينقل إليه، وإحسان الظن لدرجة الغفلة!!،

    ثالثاً: إذا وافق الخبر هوى في نفس السامع: كأن يرى في هذا الخبر انتصاراً لنفسه وفئته، أو تقليلاً من قدر الفئات الأخرى،

    الرابع: الشماتة: وذلك بأن يكون الدافع والمحرك لنشر الإشاعة وترويجها بين الناس إنما هو الشماتة بصاحبها والوقيعة فيه - والعياذ بالله من هذا -.
    //////////////////////٦٦
    إن المتصفح للتاريخ الإسلامي يجده مليئاً بالحوادث والأخبار التي ظهرت فيها الآثار السلبية للشائعات ومن ذلك على سبيل المثال (حادثة الإفك)، والقصة مشهورة معلومة؛ ذلك عندما أشاع بعض المنافقين تلك الفرية الآثمة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولقد عالج القرآن ذلك، ووضع حد القذف، وذم الذين يتناقلون ذلك الخبر: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النــور: 15]، ثم أرشدهم المولى بقوله: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[النــور: 16-17]،
    //////////////////////////٦٦
    أخيراً: وصايا لناقل الإشاعة ولمستمعها
    أولاً: لناقل الإشاعة: عليه أن يتقي الله في نفسه، ويراقبه في كل ما يقول ويفعل، وعليه أن يتذكر أنه محاسب على كل كلمة يقولها: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18]،  {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}[البقرة: 235]، 
    وعليه:  لا ينقل إلا ما كان متأكداً من سماعه أو رؤيته ،
    النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حيث سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان، أم لا فيحجم عنه؟

    ثانياً:المنقول له: أي الذي نقلت له الإشاعة، عليه أمور:
    أولاً: عليه أن يذكر الناقل بالله تعالى، وأنه محاسب ومؤاخذ على كل كلمة يلفظ بها.
    ثانياً: عليه أيضاً أن يحثه على التروي وعدم العجلة في نقله.
    ثالثاً: عليه أيضاً أن لا يبادر بتصديق الإشاعة فوراً خاصة إذا لم تكن الأدلة والقرائن قائمة أكمل القيام وأتمه.
    ////////////////////////٦٦
    نصيحة
    ليتذكر الجميع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ويضعوا هذا القول نصب أعينهم وهو يُعرِّف الغيبة فقال بأنها: ((ذكرك أخاك بما يكره))، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن كان ليس فيه مما تقول فقد بهته)
    //////////////////////////////////////٦٦
    فضيلة الشيخ طاهرابوالمجد
    مديرعام اوقاف شبرا الخيمة شرق
    ٠١١٤٧٥٠٦٤٥٣
    ٠١٠٩٧٥٣٢٢٩٣

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 4:57 am