الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الزعم أن التدين سببه خوف الإنسان من التقلبات الطبيعية وفقر الحال .

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2639
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الزعم أن التدين سببه خوف الإنسان من التقلبات الطبيعية وفقر الحال .  Empty الزعم أن التدين سببه خوف الإنسان من التقلبات الطبيعية وفقر الحال .

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين نوفمبر 04, 2019 10:59 pm

    الزعم أن التدين سببه خوف الإنسان من التقلبات الطبيعية وفقر الحال .
    مضمون الشبهة:
    يخطئ بعض المغالطين في توصيف مفهوم التدين، ويزعمون أنه ظاهرة ناتجة عن خوف الإنسان من تقلبات الطبيعة، ومن كوارثها، وأنه يرتبط بفقر الحال والانغلاق الفكري والفراغ الاجتماعي؛ لذلك تجد أكثر المتدينين من الفقراء والمنكوبين والمضطرين والمنغلقين وذوي الحاجات والمرض، كما يظنون أن هذه الظاهرة -التدين- سرعان ما تزول بزوال سببها.
    وجوه إبطال الشبهة:
    1- التدين ليس شيئا عارضا على النفس البشرية، أو مرتبطا بطارئ يزول بزواله، بل هو ضارب في أعماق النفس البشرية؛ لأنه الفطرة السوية التي فطر الله -عز وجل- الناس عليها!
    2- الظواهر الطبيعية خلق من خلق الله، والعلم بخلق الله يهدي للإيمان به، ويقود للتدليل على وجوده وطلاقة قدرته.
    3- ثمرة الإيمان بالله في حياة الإنسان في سكينة نفسه، وغذاء روحه.
    4- ليس ثمة أدنى ارتباط بين التدين وبين ما اصطلحوا على تسميته بـ "فقر الحال" و "الانغلاق الفكري" و "الفراغ الاجتماعي". وإن هناك ظواهر مستقاة من التاريخ والعقل والواقع المعيشي تؤكد ذلك.
    الخلاصة: - 
    إن التدين ليس شيئا عارضا على النفس، أو مرتبطا بحالة طارئة يزول بزوالها، بل هو ضارب بجذوره في أعماق النفس البشرية، وقد أوحى الله -عز وجل- إلى الأنبياء أن فطرة الناس السوية هي التي تسير إلى التدين سيرا سويا مستقيما.
    -  إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله -عز وجل- ويدل على قدرته وعظمته، وعندما يقوم العلماء بتحليل ظواهر الكون، ودراستها، فإنهم يتلمسون فيها نعم الله، وعظمته وقدرته، فالعلم يدعو إلى الإيمان بالله وحده، والجهل يجعل الإنسان يتخبط في الظلمات، وكما قال سبحانه وتعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ ) (الزمر: 9).
    -  إن العلاقة بين التدين وبين الظواهر الطبيعية تتمثل في أنها تمثل دليلا قويا على وجوده -عز وجل- وقدرته وتجعل الإنسان يقف في تدينه على أرض صلبة لا تهوي به، ولا تتمثل في أن المرء يتمسك بالتدين خوفا من تقلبات الطبيعة وكوارثها.
    -  ثمرة الإيمان بالله -عز وجل- في حياة الإنسان تكمن في السكينة والسعادة وغذاء الروح، فالمؤمن -كما ذكر ابن القيم الجوزية- يرى النجاة والفلاح لا يكونان إلا بتزكية النفس والعمل الصالح، وهو على درجة كبيرة وقوة عظيمة من العزم والصبر والتوكل مع الشجاعة والجرأة، فالإيمان بالله عز وجل يرفع قدر الإنسان، وينشئ فيه الترفع، والقناعة والاستغناء، ويطهر قلبه من الطمع، ومن كل الصفات الذميمة، ومن خاف الله -عز وجل- حق الخوف وأحبه حق المحبة عظم قدره عند الله.
    -  ليس هناك علاقة تجمع بين التدين، وبين ما سموه "فقر الحال" و "الانغلاق الفكري" و "الفراغ الاجتماعي"، وإن الأدلة على ذلك كثيرة منها: إخبار التاريخ أن شعوب الحضارات السابقة على الإسلام لم يخل أبناؤها من التدين، وأن تاريخ الصحابة الكرام يؤكد على بلوغهم الغاية العظمى من المجد والإنسانية والثقافة التعاملية،ويؤكد ذلك دخول كثير من المستشرقين الإسلام في هذه الأيام عن رغبة واقتناع وذلك حينما سمت فطرتهم، كما أن التدين يزيد المرء عزة ومكانة وذلك يكمن في استجابته لنداء فطرته

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 1:00 am