الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الحب في الإسلام، وبدعية عيد الحب))

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2639
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الحب في الإسلام، وبدعية عيد الحب)) Empty الحب في الإسلام، وبدعية عيد الحب))

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت فبراير 13, 2021 11:27 pm

    (الحب في الإسلام، وبدعية عيد الحب))
    بمناسبة عيد الحب الموافق 14 فبراير من كل عام شمسي
    حسب الكنيسة الغربية

    ===========================================
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صادق الوعد الأمين، اللهم صلْ وسلّمْ وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    ========================
    فعند الإمامين البخاري ومسلم من حديث سيدنا أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ...)، فهذا إخبار من النبي (صلى الله عليه وسلم) بتقليد أمته (أمة الإجابة) لسنن وعادات وتقاليد الأمم السابقة تقليدًا شديدًا ـ برغم ما فيها من سوءٍ وشرٍ ومعصيةٍ لله (عزّ وجلّ)، ومخالفةٍ لشرعه، وهذا مستفاد من قوله (صلى الله عليه وسلم): (شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ)، فالتشبيه بجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ونتن ريحه وخبثه.
    ===========================================
    والشريعة الإسلامية لا تنهى عن تقليد الأمم السابقة نهيًا مطلقًا، وإنما نهت عن تقليدهم في أمور العقيدة والشرائع:ـ
    ===========================================
    فالله (عزّ وجلّ) يقول: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:6]، أي: لكم دينكم الذي تعتقدونه ومنهجكم الذي تتبعونه، ولي ديني الذي أعتقده ومنهجي الذي أتبعه، قال الحافظ ابن كثير: (هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص فيه).
    وهذا سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) بكتابٍ أصابه من بعض أهل الكتاب، فقال: يا رسول الله، إني أصبت كتابًا حسنًا من بعض أهل الكتاب، وفي روايةٍ: أنه انتسخه منهم، وفي روايةٍ: أنه قرأه على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفي روايةٍ: أنه قال: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يحدثوننا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها، فقال (صلى الله عليه وسلم): (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي) .
    وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس يُنادى لها، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يَا بِلاَلُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ) . وفي روايةٍ: (فَذَكَرُوا أَنْ يُورُوا نَارًا) .
    والنصوص كثيرة من الكتاب والسنة وفعل الصحابة والسلف الصالح في النهي عن التشبه بغير المسلمين فيما يتعلق بأمور العقيدة والتشريع.
    ===========================================
    أما التقليد في الأمور النافعة التي لا تتعلق بعقيدةٍ أو شريعةٍ فلا مانع منه:
    ===========================================
    ومنها: العزل، والغيلة ، وهما من تجارب الفرس والروم ـ ويقاس عليهما جميع الأمور الطبية التي تفيدنا وتنفعنا، فقد جاء رجلٌ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: إني أعزل عن امرأتي، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟). فقال الرجل: أشفق على ولدها، أو على أولادها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ) ، وعن جدامة بنت وهب الأسدية، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ) .
    ===============
    ومنها: الانتفاع بخبرتهم في المجالات التي لا خبرة لنا فيها بشرط أن لا يؤثر ذلك في عقيدتنا وتعاليمنا، فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: (وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ) .
    ===============
    ومنها: تأبير النخل ، وقد كان موجودًا قبل هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، بل كان موجودًا قبل بعثته وولادته (صلى الله عليه وسلم)، فعن رافع بن خديج (رضي الله عنه) قال: قدم نبي الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة، وهم يأبرون النخل، يقولون: يلقحون النخل، فقال: (مَا تَصْنَعُونَ؟). قالوا: كنا نصنعه. قال: (لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا). فتركوه، فنفضت أو فنقصت، قال فذكروا ذلك له فقال: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ) .
    ================
    ومنها: الملابس والمصنوعات النافعة، فعن المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) قال: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي رَكْبِهِ وَمَعِي إِدَاوَةٌ فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَتَلَقَّيْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مِنْ جِبَابِ الرُّومِ، ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ...) .
    والأمثلة والنماذج كثيرة ولكن أكتفي بذلك لعدم الإطالة.
    ===========================================
    بدعية عيد الحب والتتبع لسنن من قبلنا فيه:ـ
    ===========================================
    وفي هذا العصر حدث ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وسلم) من التتبع لسنن من قبلنا في كثيرٍ من الأمور ـ وتقليدنا إياهم تقليدًا أعمي، ومن هذا التتبع والتقليد الأعمى ما يسمي بعيد الحب، ولن أطيل بتتبع نشأته وتطوره في العصر الحديث، ولكن أقول: وهو تقليدٌ لا يجوز أن نتتبع غيرنا فيه لعدة أمور:
    ================================
    أولها: تسميته عيدًا، والأعياد في الإسلام عيدان فقط، عيد الأضحى، وعيد الفطر، ولو سُمي بـــــ (يوم الحب) لكان أفضل، اللهم إلا إذا قُصد بالعيد المعنى اللغوي المشتق من العود والتكرار، وأرى أن المحتفلين بعيد الحب لا يفقهون ذلك المعنى اللغوي فجلُّهم من الشباب المغيب المنشغل بتوافه الأمور.
    ==============================
    ثانيها: لو كان الاحتفال بعيد الحب متعلقًا بالتذكير بمحبة من أمرتنا الشريعة الإسلامية بمحبتهم لكان الاحتفال والتذكير به مقبولًا، فقد أمرتنا الشريعة الإسلامية بالحب لعديدٍ من الأشخاص والأمور:ـ
    ===================
    منها: محبة الله ورسوله، فعن أنس (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) .
    ==================
    ومنها: محبة الصحابة (رضي الله عنهم) عمومًا، فعن عبد الله بن مغفل (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ) .
    ================
    ومنها: محبة الأنصار على وجه الخصوص، فعن البراء بن عازب (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ) .
    =================
    ومنها: محبة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ رَجُلٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ) ، فعن أبي بكر (رضي الله عنه) قال: (ارْقُبُوا مُحَمَّدًا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي أَهْلِ بَيْتِهِ) ، وعنه أيضًا: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي) .
    =================
    ومنها: محبة المؤمنين في الله، التي أشار إليها حديث (ثلاثٌ من كن في)، ويشهد لها ما رواه أبو هريرة (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ...) .
    ===================
    ومنها: محبة الخير لعموم المؤمنين، فعن أنسٍ (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ـ أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ ـ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) ، وقد أدخل بعض العلماء غير المسلمين في هذا الحديث، وجعل من الحب محبة الهداية لهم.
    ===================
    ومنها: محبة الوالدين، ومحبة الإحسان إليهما، فعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنهما)، قال: قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما)، فقال لي: تدري لم جئتك؟. قلت: لا. قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصل أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ). وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذلك .
    =================
    ومنها: محبة الأولاد والأحفاد، بكاء النبي (صلى الله عليه وسلم) على موت ولده إبراهيم، فعن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم)، والحسن بن علي على عاتقه، يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ) ، وعن يعلى بن مرة (رضي الله عنه) قال: خرجنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعينا إلى طعام، فإذا حسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي (صلى الله عليه وسلم) أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ههنا وههنا ويضاحكه النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم أعتنقه ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّهُ، الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سِبْطَانِ مِنَ الْأَسْبَاطِ) .
    =================
    ومنها: محبة الزوجة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) ، وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: (كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا...) .
    =================
    ومنها: محبة الزوج، فعن معقل بن يسار، قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟. قال: (لَا). ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: (تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ) .
    =================
    ومنها: محبة الأوطان، فعن عبد الله بن عدي بن حمراء (رضي الله عنه) قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واقفًا على الحزورة فقال: (وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) ، وعن عائشة (رضي الله عنها)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ) .
    =================
    ومنها: محبة القرآن، ومحبة قراءته، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه)، كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح: بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما تقرأ بها وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبروه الخبر، فقال: (يَا فُلاَنُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ). فقال: إني أحبها، فقال: (حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ) .
    =================
    ومنها: حب الشهادة في سبيل الله، فعن سهل بن حنيف (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) ، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (...وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ) .
    ===========================================
    فهذه بعض الأمور والأشخاص والفئات التي أمرتنا الشريعة الإسلامية بحبهم.
    ===========================================
    ثالثها: أغلب مَنْ يحتفلون بهذا العيد جعلوه عيدًا للحب الرومانسي فقط، جعلوه عيدًا للغرام، ولا يخلو احتفالهم بهذا العيد من الاختلاط والمقابلات من وراء الأهل، والخلوة وقد يحدث فيها ما يغضب الله ورسوله، مع الأخذ في الاعتبار أن الإسلام وشريعته لا تضاد الحب البريء العفيف، الخالي عن المخالفات الشرعية.
    ===========================================
    رابعها: اتخذ المحتفلون بهذا العيد لونًا له وزينوا به يومهم وهو اللون الأحمر لون الدماء، والنيران والإحراق والالتهاب، زينة الشيطان ولونه، وزي النساء، ولو جعل لونه اللون الأخضر لون الزراعة لون النماء، لباس أهل الجنة، أحد الألوان المحببة لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكان أولى وأفضل، فعن أنس (رضي الله عنه) قال: (كَانَ أَحَبُّ الْأَلْوَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُضْرَةَ) .
    قال الحافظ ابن حجر: (قال بن القيم: كان بعض العلماء يلبس ثوبًا مُشبعًا بالحمرة يزعم أنه يتبع السنة، وهو غلط فإن الحلة الحمراء من برود اليمن والبرد لا يصبغ أحمر صرفًا. اهـ كذا قال، وقال الطبري بعد أن ذكر غالب هذه الأقوال: الذي أراه جواز لبس الثياب المصبغة بكل لون إلا أني لا أحب لبس ما كان مُشبعًا بالحمرة ولا لبس الأحمر مطلقًا ظاهرًا فوق الثياب لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا فإن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثمًا، وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة. اهـ ، وهذا يمكن أن يلخص منه قول ثامن والتحقيق في هذا المقام أن النهي عن لبس الأحمر إن كان من أجل أنه لبس الكفار فالقول فيه كالقول في الميثرة الحمراء كما سيأتي وإن كان من أجل أنه زي النساء فهو راجع إلى الزجر عن التشبه بالنساء فيكون النهي عنه لا لذاته وإن كان من أجل الشهرة أو خرم المروءة فيمنع حيث يقع ذلك وإلا فيقوى ما ذهب إليه مالك من التفرقة بين المحافل والبيوت) .اهـ
    ===========================================
    والله أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان
    ==========================================

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 9:31 am