الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    التضحية والتفاني من أجل الوطن

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2639
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    التضحية والتفاني من أجل الوطن Empty التضحية والتفاني من أجل الوطن

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين يناير 25, 2021 11:36 pm

    التضحية والتفاني من أجل الوطن :
    الحمد لله رب العالمين.. يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمداً كثيراً طيباُ مباركاً فيه .. وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم

    أما بعد فيا جماعة الإسلام: حديثنا إليكم اليوم عن التضحية والتفاني من أجل الوطن فحب الوطن والتضحية من أجله هو واقع يستحق أن نعمل بحب وتفان من أجل المحافظة عليه لأنه أثمن ما في وجودنا وانتمائنا، فالوطن هو التاريخ والحضارة والتراث، وهو الذي سكن جسدنا وروحنا وذاكرتنا، ومن أجله وخاصة في هذه الفترة العصيبة نحتاج إلى العمل دون مقابل، لأن الوطن فوق كل شيء. سيبقى الوطن فوق كل الطموحات الضيقة، أو الأغراض الشخصية، فهو البيت الذي يسكن قلوبنا، والانتماء الذي نتفانى في سبيل رفعته؛ كونه واقعاً يستحق أن نعمل بحب، وتفانٍ للمحافظة عليه، فالتضحية من أجله بلا حدود، هو أعلى مراتب التضحية شرفاً، ورفعة لخدمة الدين العظيم، ونشر المنهج الصحيح؛ ومن أجل أن يبقى شعبنا أكثر تلاحماً، ورجال أمننا أكثر تضحية، وبلادنا أكثر أمناً، واستقراراً، ودولتنا أكثر مهابة، واحتراماً بين الأمم، والشعوب.



    فمحبة الوطن تأتي من دور الأم في التربية السليمة والتنشئة لبناء وتأسيس أجيال على القيم الإيجابية، وإعلاء الإحساس بالوطنية لدى أبنائها.

    أيها الناس وإذا أردنا ان نأخذ العظة والعبرة فلابد لنا أن نذكر نماذج من الذين ضحوا من أجل الدين والأوطان:

    فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم الذي ضرب لنا أورع الأمثلة في التضحية والفداء يضطرُّ إلى مغادرة بلده الذي وُلِد فيه وترعرع وترك أقرباءه وعشيرته ليكون وطناً أخر يجد فيه متنفساً لدعوته فيقول وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ:” واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله وأحب أرْض الله إلى الله ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ” (الترمذي).

    وهذه أمُّ سلمة – وهي أوَّل امرأة مهاجِرة في الإسلام – تقول: “لَمَّا أجْمَع أبو سلمة الخروج إلى المدينة، رَحَّل بعيرًا له، وحَملَنِي وحَمل معي ابنَه سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلمَّا رآه رجالُ بني المغيرة بن مَخْزوم، قاموا إليه فقالوا: هذه نفْسُك غلبْتَنا عليها، أرأيتَ صاحبتنا هذه، علامَ نترُكك تسير بها في البلاد؟ فأَخذوني، وغَضِبَتْ عند ذلك بنو عبدا لأسد، وأهوَوْا إلى سلمة، وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها؛ إذْ نزعتُموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابنِي سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسَنِي بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتَّى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني” فمكثَتْ سنة كاملة تبكي، حتَّى أشفقوا من حالِها، فخلَّوْا سبيلها، ورَدُّوا عليها ابنها فجمع الله شَمْلَها بزوجها في المدينة.

    وهذا صُهَيب الرُّومي، لَمَّا أراد الهجرة، قال له كُفَّار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالُك عندنا، وبلَغْتَ الذي بلغت، ثم تريد أن تَخْرج بِمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب: “أرأيتم إنْ جعلْتُ لكم مالي، أتخلُّون سبيلي؟” قالوا: نعم، قال: “فإنِّي قد جعلتُ لكم مالي”، فبلغ ذلك رسولَ الله – صلى الله عليه وسلَّم – فقال: “رَبِح صهيب”، والقصة في “صحيح السِّيرة النبوية”.

    وكما كانت التضحية من المهاجرين كانت من الأنصار فقد كان الرجل الأنصاري يقول للمهاجري تعالي عندي زوجتان خذ زوجة بعد أن أطلقها و تنتهي عدتها وسيقول أخرلي بيتان أسكن أحدهما كما حدث من أبي أيوب الأنصاري لعبد الرحمن بن عوف ولكن الصحابي يأبي أن إلا أن يكون عزيز النفس يقول: “بل دلونا علي السوق نبتاع ونبيع ونكسب ونأكل من كدنا”..-لذلك نأخذ أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه: فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله، أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها.



    وهذا شاب يضحي بنفسه ليلة عرسه فداء ودفاعاً عن وطنه إنه جُليّبيب .. رأه رسول الله ذات يوم وقال له يا جلايبيب ألا تتزوج؟ فقال يا رسولَ الله ومَن يُزَوِّجُ جُليّبيبًـا في الدُنيا ولا مال لي ولا جاه فقال له الحبيب: “اذهب لبيتِ فُلان الأنصاري واخطب ابنته ،، وقُل أرسلني رسولُ الله ويقولُ لكم زَوّجوني ابنتكُم وكانتِ الفتـاةُ من أجملِ نساء الأنصار، فذهب جُليّبيب إلى بيتِـها وقال يُسلم عليكم رسول الله ويقول زَوّجوني ابنتكُم ..فقال الأب يا جُليّبيب وكيف وأنت لا مال لك ولا جاه, فخرجت الفتاةُ تصرُخ بوالِديها أتَـرُدانِ رسولَ رسول الله ؟واللهِ إني قبِلتُ به زوجًـا.. ويجمع له الرسول مبلغاً من المال ويخرج ليشتري جهازاً للعرس إذ بِمُنادٍ يُنادي للجهاد يا خيل الله اركبي وإلي الله فارغبي فبدل أن يشتري جهازاً اشتري درعاً وسيفاً ويخرُج جُليبيب ويترُك عروسه، وبعد انتهاء المعركة سأل الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابـة أتفقِدون أحدًا؟ فيُعَدِدوا الصحابة كل من فُقد إلا جُليبيب فيقولُ صلي الله عليه وسلم ألا تفقِدونَ حبيبًـا ؟

    قالوا مَن ؟ قال أفقِدُ حبيبي جُليّبيب ..فاذهبوا تحسسوا من أمرِه وإذ به مستشهدٌ وقَتَل سبعةً من الكُفارِ ثُم قُتل فيقول صلي الله عليه وسلم “أنتَ منّي وأنا مِنك ،، أنتَ منّي وأنا مِنك” ،، فيجعلُ ذِراعيّـه سريـرًا له حتى يُحفرَ قبـرُه ..جزاء أنه ضحي بنفسه في سبيل الله والوطن والدين..

    عباد الله أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم ..

    الخطبة الثانية : الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا جماعة الإسلام: “قد أعد المولي عز وجل للذين يضحون من اجل أوطانهم ودينهم جزاءً عظيماً في الدنيا وفي الآخرة فأعلي منزلة الشهيد والمرابط في سبيل الله. ووقف للخائن بالمرصاد فأعد لهم عقوبة تستوجب القتل جزاء خيانته لوطنه وبلده ودينه وأرضه وعرضه ..

    عباد الله: “إن الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر عليه ويضع يده في أيدي الحاقدين أعداء الدين والوطن قد اعتبره الإسلام خائناً والدين بريء منه لأنه بعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام وأخلاق المسلمين قال تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”(الأنفال/27). ذكر ابن كثير وغيره قول الله: “لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم”، قال: نـزلت في أبي لبابة لما خان بنو قريظة العهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وفتحوا الجبهة الجنوبية للمدينة للأحزاب الذين تحزبوا علي المسلمين في غزوة الخندق بعد أن أمنهم الرسول عليها ..



    فلما بلغ رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك ، قال: “دعوه حتى يتوب الله عليه “ثم تاب الله عليه ، وحله رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده ، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقامت إليه الأوس ، فقالوا: “يا رسول الله! قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت وهم حلفاء إخواننا الخزرج ، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلى . قال : فذاك إلى سعد بن معاذ . قالوا : قد رضينا ، فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجرح كان به ، فأركب حمارا وجاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فجعلوا يقولون له: “يا سعد أجمل إلى مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد حكمك فيهم لتحسن فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئا ، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سمعوا ذلك منه ، رجع بعضهم إلى المدينة ، فنعى إليهم القوم ، فلما انتهى سعد إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، قال للصحابة: “قوموا إلى سيدكم فلما أنزلوه قالوا : يا سعد ! إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ . قالوا : نعم . قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم . قال : على من هاهنا وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله صلي الله عليه وسلم إجلالاً له وتعظيما ؟ قال : نعم ، وعلي . قال : فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات”. وهذا هو جزاء الخونة والخائنين للوطن والجواسيس.. اللهم إنا نعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة “وأقم الصلاة..

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:47 am