الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    سلامة الصدر من الاحقاد

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2662
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    سلامة الصدر من الاحقاد  Empty سلامة الصدر من الاحقاد

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين يناير 18, 2021 1:21 pm

    سلامة الصدر من الأحقاد

    جاءت هذه الشريعة بالتحاب بين المؤمنين، وسلامة صدور بعضهم لبعض، كونوا عباد الله إخوانًا ووفرت الشريعة كل فرصة فيها تقوية لرابطة الأخوة، كما نهت عن كل أمر فيه إيذاء لهذه الرابطة.

    من علامات الإيمان سلامة القلب للمؤمنين، وأن يكون قلب الإنسان سليمًا؛ لأن صاحب القلب السليم هو الذي ينجو يوم الدين((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) سورة الشعراء

    ما هو القلب السليم؟ هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد، والشح الكبر وحب الدنيا فسلم من كل آفة تبعده عن الله

    هذه الشريعة جاءت فيما جاءت به إصلاح ذات البين؛ لأجل أن تكون العلاقة بين المؤمنين على أحسن ما يمكن، وأمر الله تعالى بإصلاح ذات البين؛ لأجل حفظ سلامة الصدور، فقال الله: فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ سورة الأنفال

    وجاءت الشريعة بكل الأمور التي تكفل سلامة صدر المسلم لأخيه، كما قال النبي ﷺ ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم ، كل هذه الإجراءات لسلامة؛ الصدور، سلامة الصدر مطلب شرعي، وقيل للنبي ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان ، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد حديث صحيح.
    لقد كثر اليوم في الناس الشحناء، وصارت الأحقاد في القلوب كثيرة، لقد صرنا نجدُ تقطع العلاقات، وتجهم الوجوه، وحمل الناس في قلوب بعضهم على بعض، مع أن هذه الشريعة قد جاءت فيما جاءت به تصفية القلوب والنفوس، ومراعاة المشاعر، وقد قال الله تعالى: ((وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)) سورة النور:28

    علم الله تعالى أن بعض الناس إذا استأذن فلم يؤذن له، وقيل له: ارجع أنه قد يجد في نفسه، على أخيه صاحب البيت، فقال الله تعالى معزيًا، ومسليًا، حتى يرجع المؤمن ونفسه راضية عن أخيه المؤمن، قال: فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ، فسلاه وعزاه بالتزكية التي تحصل له في قلبه، إذا رجع لما يقال له: ارجع، ولذلك كان بعض السلف، يفرح إذا قيل له: ارجع، ولم يؤذن له بالدخول؛ لأنه يريد موعود الله بحصول التزكية التي وعد الله هو أزكى لكم.
    وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها، قال الله تعالى(( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)) سورة الحجر:47

    فأهل الجنة لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًا، كما جاء في صحيح البخاري -رحمه الله-، سلامة الصدر، سلامة القلب، طهارته من الغل والحقد للمسلم، هذه راحة ونعمة؛ ولذلك أكدت عليها الشريعة، حتى يعيش الناس في سلامة وعافية، فإن سلامة صدر المسلم لأخيه من أعظم الأسباب لتحقيق ذلك، وهذه مسألة صعبة ولا شك،

    لقد أثنى الله على الأنصار لأمر مهم في غاية الأهمية قال الله عز وجل: وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا سورة الحشر:9
    كانت قلوب الأنصار سليمة لإخوانهم، ولم يعترضوا على تفضيلهم، ولم يحسدوهم على ما آتاهم الله من فضله، وإنما كانت الأنصار كما قال الله : وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَة مِّمَّا أُوتُوا ، أي: مما أؤتي إخوانهم المهاجرون من الفضل وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ لو كان بهم حاجة مع ذلك يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ //// للموضوع بقية
    /////////////////////////////////////
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 1:48 pm