الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة القادمة 26 من ربيع الأخر 1442هـ 11من ديسمبر 2020م حفظ المال ومحاربة الفساد

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2638
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة القادمة 26 من ربيع الأخر 1442هـ 11من ديسمبر 2020م  حفظ المال ومحاربة الفساد Empty خطبة الجمعة القادمة 26 من ربيع الأخر 1442هـ 11من ديسمبر 2020م حفظ المال ومحاربة الفساد

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين ديسمبر 07, 2020 11:33 pm

    خطبة الجمعة القادمة 26 من ربيع الأخر 1442هـ 11من ديسمبر 2020م

    حفظ المال ومحاربة الفساد
    العناصر
    1- المقدمة
    2- ان الله طيب لا يقبل الا طيبا .
    3- ما نبت من حرام فالنار أولى بة
    4- اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة
    5- قصص من ورع أهل الصلاح عن الحرام.
    6- صور من المال الحرام .
    أما بعد
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ،وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ
    عباد الله
    _____
    لقد كثر في زماننا الحاضر عدم المبالاة لكثير من المسلمين من أين يكتسب المال، أهو حلال أم حرام، فلا يدققون ولا يتحققون ولا يتورعون. ولعمري فإن هذا من الطامات الكبرى، فقد كثرت الويلات والمصائب بسبب الكسب الحرام
    و لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِى الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، مِنْ حَلالٍ أَوْ مِنْ حَرَامٍ))
    لهذا نجد بعضهم حينما يأتيه المال الحرام يفرح فرحاً كبيراً وربما يحمد الله عليه ويثني عليه الخير كله، ونسي أن الله سبحانه طيب لا يقبل إلَّا طيباً.
    ما نبت من حرام فالنار أولى بة
    ___________________
    لقد حذر الإسلام أتباعه من أكل أموال الناس بالباطل ، ومن الكسب الحرام فالمال الحرام سبب لمنع إجابة الدعاء ، وإغلاق أبواب السماء ، والمال الحرام يقود صاحبه إلى النار ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :” لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، أي : من حرام ” أخرجه الترمذي وغيره
    اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة
    ___________________
    والله لو توضأ الانسان بماء زمزم وصعد على جبل أحد يدعو الله وماله من حرام فلن يستجيب له ولا يقبل له عمل اربعين يوما
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تليت هذه الآية عند رسول الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً﴾ (البقرة: 168). فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي: ((يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ))
    قصص من ورع أهل الصلاح عن الحرام
    ____________________
    لقد سجل لنا التأريخ نماذج رائعة من أهل الصلاح كيف أنهم كانوا يحاسبون أنفسهم عن كل شبهة حرام لاسيما أنهم علموا أن المال من أعظم الفتن لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث كعب بن عِياضٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً، وإنَّ فتنةَ أُمَّتي المالُ)) فتورعوا من الوقوع به، لهذا بقي أثرهم يستمتع به الصالحون من بعدهم. فمن هذه النماذج الرائعة نذكر أَنْفَسَهَا:
    - من ورع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم:
    1. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطةً على فراشي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة؛ فألقيها))
    - 2- أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام فجاء له يومًا بشيء فأكل منه، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟! فقال أبو بكر: وما هو؟ فقال: تكهَّنتُ لإنسان في الجاهلية وما أُحسنُ الكِهانة إلَّا أني خدعته، فَلقينِي فأعطاني بذلك هذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه، وفي رواية أنه قال: لو لم تخرج إلَّا مع نفسي لأخرجتها اللهم إني أبرأ إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء
    3- عمربن الخطاب رضي الله عنه
    وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبنًا فأعجبه، فقال للذي سقاه: من أين لك هذا؟ فقال: مررت بإبل الصدقة وهم على ماء فأخذت من ألبانها، فأدخل عمر يده فاستقاء.
    4- الزوجة الصالحة
    وهذه إحدى الصالحات كانت توصي زوجها قبل ان يخرج الى العمل كل يوم وتقول له: يا هذا، اتق الله في رزقنا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار
    عباد الله
    ____
    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
    الخطبة الثانية
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين..
    أما بعد:
    عباد الله:
    و للمال الحرام صور كثيرة منها :
    ______________
    أولا :
    الربا بأنواعه؛ قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا لَّذِينَ ءامَنُواْ تَّقُواْ للَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ لرّبَواْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ · فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبتُمْ فَلَكُمْ رُءوسُ أَمْولِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ (البقرة: 278 و 279).
    ثانيا
    أكل أموال اليتامى ظلماً؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ لَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ لْيَتَـامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء: 10).
    ثالثا :
    – الكيل والميزان ﴿وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ · الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ · وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ · أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ · لِيَوْمٍ عَظِيمٍ · يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبّ الْعَـالَمِينَ﴾ (المطففين:1- 6).
    رابعاً –
    الرشاوى؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 188).
    خامساً
    – غصب وسلب ونهب المسلمين ؛ فعن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا)) يا رسول الله؟ قال: ((وإن كان قضيبًا من أراك))
    سادساً –
    السرقة؛ قال تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (المائدة: 38).
    سابعا:اً
    في شأن الموظفين والمسؤولين الذين يأخذون من أموال الدولة بغير حق فعن عدي بن عميرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة))
    فاحذروا من أكل المال الحرام ، فهو مستنقع قذر ،وسبيل إلى الهلاك ، ومركب إلى الهاوية ، فاحذروه بكل صوره ، وشتى أنواعه وأشكاله ، فهو خبيث

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 6:21 pm