الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    كيف نستعيدُ قيمنا وأخلاقنا؟ الجمعة الموافقة غرة صفر 1442هـ الموافقة 18/9/2020

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2662
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    كيف نستعيدُ قيمنا وأخلاقنا؟ الجمعة الموافقة غرة صفر 1442هـ الموافقة 18/9/2020 Empty كيف نستعيدُ قيمنا وأخلاقنا؟ الجمعة الموافقة غرة صفر 1442هـ الموافقة 18/9/2020

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء سبتمبر 16, 2020 11:07 pm

    كيف نستعيدُ قيمنا وأخلاقنا؟
    الجمعة الموافقة غرة صفر 1442هـ الموافقة 18/9/2020م
    ===========================================
    أولا: العناصر:
    1. مقدمة هامة.
    2. من وسائل استعادة القيم والأخلاق.
    3. الخطبة الثانية: التفكر في فائدة وعاقبة التمسك بالأخلاق والقيم.
    ===========================================
    ثانيا: الموضوع:
    ===========================================
    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صادق الوعد الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    أيها الأحبة الكرام، الدين الإسلامي هو دين المثل والقيم والأخلاق، وما أرسل نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلا ليتمم صالح الأخلاق، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ) (رواه أحمد)، والأخلاق هي موضع عزّ المسلمين وهي مصدر قوتهم، وقاطرة تقدمهم ونفوذهم في الأقطار والبلدان، وسلّ أقطار شرق آسيا تخبرك وتحدثك عن كل ذلك، فما فتحت تلك الأقطار إلا بالأخلاق الإسلامية.
    ولقد فطن أعداء الإسلام لذلك فعملوا على انسلاخ المسلمين من أخلاقهم وقيمهم بادعاء نسبيتها تارة، وبالطعن في مصدرها تارة أخرى وما أمر منكري السنة منّا ببعيد، وبالتلاعب في مفاهيم ومصطلحات القيم والأخلاق مرة ثالثة، وبإغراق شباب الأمة في مستنقع الشهوات والقاذورات الأخلاقية مرة رابعة، فهم يدبرون لنا بليل ونحن نيامٌ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهنا يأتي السؤال: كيف نستعيدُ قيمنا وأخلاقنا مرة ثانية؟.
    ===========================================
    من وسائل استعادة القيم والأخلاق.
    ===========================================
    (1) ((تعليم وتصحيح العقيدة))
    ==========================================
    فالعقيدة الصحيحة تستلزم التحلي والتمسك بكلِّ خُلقٍ فاضلٍ والتخلي والابتعاد عن كل خلق ذميم، والإيمان هو الأساس لكل الطاعات والعبادات فإذا انتفى الإيمان انتفى التمسك بالقيم والأخلاق والآداب.
    وقد ربط القرآن الكريم بين الإيمان والأخلاق برباط وثيق، وأقام بينهما علاقة واضحة لكل ذي عينين، فحينما يطالبنا القرآن بالتحلي بخلقٍ ما أو الانتهاء عن خلق ما يسبقُ ذلك النداءُ بوصفِ الإيمان، فعند الأمر بالصبر يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة:153]، وعند الأمر بأكل الحلال يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:172]، وعند الأمر بالتزام الصدق يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة:119]، وعند الأمر باجتناب المنّ (المعايرة) يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}[البقرة:264]، وعند النهي عن اتباع خطوات الشيطان يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[النور:21]...وهكذا.
    وكما ربط القرآن الكريم بين الإيمان والأخلاق جاءت السنة النبوية المطهرة وربطت بينهما، فقال (صلى الله عليه وسلم): (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)(سنن أبي داود)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)(متفق عليه)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلَا يَسْقِ مَاءَهُ وَلَدَ غَيْرِهِ)(سنن الترمذي).
    ===============
    النموذج التطبيقي لتعليم العقيدة:
    ===============
    قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:13]، وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: كنت خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا، فقال: (يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)(سنن الترمذي).
    ===========================================
    (2) ((المداومة على العبادات والطاعات))
    ==========================================
    فالعبادات والطاعات لم يشرعها الحق تبارك وتعالى اعتباطًا، أو لأنه سبحانه محتاجٌ إليها ـ وإنما جاءت العبادات لتهذيب الأخلاق وإعلاء القيم والسلوك في نفوس الأفراد والمجتمعات، فإذا لم تؤثر العبادة والطاعة في سلوكنا وأفعالنا وأخلاقنا فلنتهم عباداتنا ونياتنا فيها؛ لأن التحلي بالأخلاق الحميدة إنما هو ثمرة العبادات والطاعات المقبولة عند الله (عزّ وجلّ)، هذا ما قررته آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
    ففي جانب الصلاة يقول الحق تبارك وتعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت:45]، وكان رجلٌ من الصحابة يقوم الليل فإذا أصبح سرق فاشتكاه الصحابة عدة مرات لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفي كل مرة يقول: (سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ) (مسند أحمد).
    وفي جانب الزكاة يقول الحق تبارك وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}[التوبة:103]، ولا ننس أن الزكاة والصدقة المعنوية ما هي إلا أخلاقٌ حميدة، قال (صلى الله عليه وسلم): (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) (سنن الترمذي).
    وفي جانب الصيام يقول الحق تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، ومن التقوى التحلي والتمسك بالأخلاق الحميدة، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ (السفاهة مع الناس)، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) (متفق عليه).
    وفي جانب الحج يقول الحق تبارك وتعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}[البقرة:197].
    ========================
    النموذج التطبيقي لأثر العبادة والطاعة في الأخلاق:
    ========================
    ها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لخواتّ بن جبير: (مَا فَعَلَ بَعِيرُك الشّارِدُ؟). فقال: قيده الإسلامُ يا رسول الله.(الروض الأنف)، ومعنى قوله: (بَعِيرُك الشّارِدُ): أنه مر في الجاهلية بنسوة أعجبه حسنهن، فسألهن أن يفتلن له قيدًا لبعير له، زعم أنه شارد، وجلس إليهنّ بهذه العلة ينظر لحسنهن، فمر به النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يتحدث إليهنّ، فأعرض عنه وعنهنّ، فلما أسلم سأله عن ذلك البعير الشارد، وهو يتبسم له، فقال خوات: قيده الإسلام يا رسول الله.
    ويروى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقصد بقوله: (بَعِيرُك الشّارِدُ) (خولة) (ذات النحيين في الجاهلية) وهي امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة كان له معها قصة فاضحة قبل الإسلام، فقال: يا رسول الله قد رزقني الله خيرًا منها، وأعوذ بالله من الحور (الرجوع والعود) بعد الكور (الانتهاء والانفضاض). (الروض الأنف).
    ===========================================
    (3) ((النظر في عاقبة سوء الخلق))
    ==========================================
    فالأخلاق السيئة تجلب لصاحبها الرازيا (المصائب) والبغض في قلوب الخلق، وتسبب له القطيعة منهم، وتسقط قدره وجاهه ومنزلته، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ)(متفق عليه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ (أي: محلٌ ومظنة للإلف، وذلك لحُسْن خُلُقه، وكرم طبعه، ومحبته لغيره، مثل ما يُحِب لنفسه)، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ)(مسند أحمد).
    كما أن الأخلاق السيئة تتسب في ضياع أجر وثواب الطاعات والعبادات يوم القيامة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وسلم): يا رسول الله إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النَّهار، وتفعل وتصَّدَّق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ). قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتَصَّدَّق بأثوار (قطع من الأقط، وهو لبن جامد) ولا تؤذي أحدًا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(صحيح ابن حبان)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (...وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ)(قضاء الحوائج).
    كما أن الأخلاق السيئة تتسب في حرمان صاحبها من مرافقة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتتسبب في إدخال صاحبها جهنم يوم القيامة، يقول (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ). قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: (المُتَكَبِّرُونَ)(سنن الترمذي).
    عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
    ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
    ===========================================
    (الخطبة الثانية)
    ((التفكر في فائدة وعاقبة التمسك بالأخلاق والقيم))
    ===========================================
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    فمن وسائل استعادة القيم والأخلاق التفكر في فائدتها وعاقبتها الحسنة الجميلة في الدنيا والأخرة، فالتمسك بالقيم والأخلاق بابٌ عظيمٌ من أبواب البركة: بركة في الأعمار، بركة في الديار، بركة في الأموال، بركةٌ في الذرية والأهل والأحفاد، قال (صلى الله عليه وسلم): (صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ)(مسند أحمد).
    التمسك بالقيم والأخلاق يكفر لنا الذنوب والخطايا، قال (صلى الله عليه وسلم): (الْخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجليدَ، وَالْخُلُقُ السَّوْءُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ) (الكبير والأوسط للطبراني)، وفي وراية: (كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ)(شعب الإيمان).
    التمسك بالقيم والأخلاق يعوض لنا أجر وثواب ما نتكاسل في أدائه من العبادة والطاعات، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ (الموفق للخير والاستقامة على نهج الصواب) لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ (حسن طبيعته وسجيته) وَحُسْنِ خُلُقِهِ)(مسند أحمد)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ)(اللفظ لمسلم).
    التمسك بالقيم والأخلاق هو أثقل شيء في ميزان العبد المسلم يوم القيامة، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ)(سنن الترمذي).
    ===========================================
    فاللهم اهدنا لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرفُ عنا سيئها إلا أنت، اللهم جنبنا منكراتِ الأخلاق والأهواء، والأعمال والأدواء، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:54 am