الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    حكم الدين في التاجر الجشع وغلاء الاسعار

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2692
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    حكم الدين في التاجر الجشع وغلاء الاسعار Empty حكم الدين في التاجر الجشع وغلاء الاسعار

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء ديسمبر 07, 2016 10:52 pm

    درس الخميس ٨ ١٢ ٢٠١٦ من المسجد الاساسي ببهتيم بين صلاتي المغرب و العشاء
    تحت عنوان

    حكم الدين في التاجر الجشع وغلاء الأسعار
    استنكر بعض العلماء جشع التجار واحتكارهم للسوق وارتفاع الأسعار وهو ما يمثل عبئًا على المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ومعاناة الحياة المعيشية. ، إن الإسلام حثَّ المسلم على أن يكون كسبه من الحلال الطيب، وحذَّر من المكسب الحرام أو الذي فيه شبهة قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون"، البقرة، ونهى عن احتكار السلع في عدة أحاديث، وذلك لما فيه من التضييق على الناس، فقد روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"، صحيح مسلم، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه"، صحيح البخاري، والاحتكار المحرم له شروط وضعها الفقهاء منها أن يكون الشيء المحتكر زائدًا على حاجته وحاجة من يعولهم سنة كاملة، فإن كان سيحتاج إليه خلال سنة وخزنه لحاجته إليه فلا يعد ذلك احتكارًا، أما أن ينتظر بالسلعة حتى يرتفع ثمنها أو أن يكون الناس محتاجين إلى السلعة أو المواد الغذائية المحتكرة فإن انتفت هذه الشروط فإنه يعد احتكارًا وهذا حرام. ، إن الاحتكار ورفع الأسعار من التاجر الجشع يزيد من العناء على الإنسان والتضييق عليه وهو ما نهى عنه الشرع يقول النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم: "أَطيَبُ الكَسبِ عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيعٍ مَبرُورٍ" رَوَاهُ أَحمَدُ، فالبيع المبرور ينبغي أن يكون خاليًا عن الغش والبيع المبرور ليس في نوعٍ من أنواعه احتكار لأن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم يقول: "لا يَحتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ" أي آثم يأثم الرجل التاجر الذي يحتكر البضائع ويدّخرها أو يشتريها ويجمعها من الأسواق ومن التجار لتكون عنده، ثم تُباع بطريقة ليس فيها رحمة للمشتري وخاصة الفقراء، وكذلك البيع المبرور ليس فيه جشع أو طمع، وليس فيه تشدد أو قسوة أو استغلال لحال الناس وقال النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم: "قَد أَفلَحَ مَن أَسلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللهُ بما آتَاهُ"، صحيح مسلم والترمذي، وعلى التاجر أن يتحلى بالرحمة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يتحدث عن التجار: "رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشتَرَى وَإِذَا اقتَضَى" رَوَاهُ البُخَارِيُّ. وطالب "عبادة" الحكومة بالرقابة على التجار وتحديد الأسعار بما يناسب الظروف الاجتماعية التي يمر بها المواطن ومعاقبة التاجر الجشع وتقديمه للمحاكمة ووضع قانون يجرِّم ذلك رأفة بالمواطن الذي يعاني من معاناة الحياة الصعبة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:09 pm