الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الاحد 22 3 2015 طريق اكتساب الأدب:

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2682
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الاحد  22  3  2015 طريق اكتساب الأدب: Empty درس الاحد 22 3 2015 طريق اكتساب الأدب:

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت مارس 21, 2015 2:39 am

    درس الاحد 22 3 2015
    طريق اكتساب الأدب:

    1- تربية الأولاد على الأدب منذ الصغر:
    وهذا واجب الوالدين والأساتذة في البيت والمدرسة، قال عبد الملك بن مروان رحمه الله لمؤدب ولده (علمه الصدق كما تعلمه القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم فإنهم أحسن الناس ورعا وأحسنهم أدبا، واضربهم على الكذب وجنبهم شتم أعراض الرجال، واحملهم على صلة الأرحام، واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب)(37 ).
    قد ينفعُ الأدبُ الأحداثَ في صغرٍ إن الغصونَ إذا قومتها اعتدلت
    ولـيس ينفع عند الشيبةِ الأدبُ ولا يلين إذا قومته الخشـب
    قال مالك رحمه الله: «كانت أمي تعّممني، وتقول لي: اذهب إلى ربيعة، فتعلم منه آدابه قبل علمه» ( 38).
    2- النظر في قصص القرآن وكتب الحديث والسيرة:
    لمعرفة هدي وآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والالتزام بمجالس ودروس أهل الحديث لأنهم، أعلم الناس بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك النظر في ميراث أسلافنا من الصحابة والتابعين والأئمة المشهورين بالأدب والورع والدين رضي الله عنهم، ومن أهم الكتب في سيرهم كتاب «سير أعلام النبلاء» للإمام الذهبي رحمه الله.
    3- تعليم الناس وتذكيرهم دوما بأهمية الأدب في حياتهم:
    ووبيان خطورة تركه وإهماله، ويتحقق ذلك بإقامة الدروس والمحاضرات والخطب في ذكر الآداب الشرعية بالأدلة الصحيحة.
    4- مجاهدة النفس وتربيتها على الآداب الشرعية:
    ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يُعطه، ومن يتق الشر يُوقّه» ( 39).قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: «فمن أراد مثلا أن يُحصِّل لنفسه خُلُق الجود فطريقه أن يتكلف تعاطي فعل الجود وهو بذل المال، فلا يزال يطالب نفسه به، ويواظب عليه تكلفا مجاهدا نفسه حتى يصير ذلك طبعا ويتيسر عليه فيصير به جوادا … وجميع الأخلاق المحمودة شرعا تحصل بهذا الطريق»( 40).
    فإذا سلك المؤمن طرق اكتساب الأدب مع الإخلاص وفقه الله تعالى.
    مراتب الأدب:
    تتفاوت مراتب الأدب بحسب المتأدَّب معه، فليس الأدب مع الله كالأدب مع أنبيائه، وليس الأدب مع رسول الله، كالأدب مع سائر الناس، وليس للتعامل مع الناس أدب واحد، بل للوالدين أدب خاص، وللعلماء والكبار أدبٌ خاص، وهكذا.
    وكذلك للتعامل مع النفس آداب، فمراتب الأدب أربعة هي:
    ‌أ- الأدب مع الله.
    ‌ب- الأدب مع رسول الله.
    ‌ج- الأدب مع الناس.
    ‌د- الأدب مع النفس.
    أولا: الأدب مع الله عز و جل:
    فهو رأس الأمر وعموده، وأهم ما يقدمه العبد في دنياه. قال ابن القيم رحمه الله: «الأدب مع الله ثلاثة أنواع:
    أحدها: صيانةُ معاملته أن يشوبها بنقيصةٍ
    الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره
    الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه».
    ثم قال: «ومن الأدب مع الله عدم رفع البصر إلى السماء في الصلاة للنهي عن ذلك، ومن الأدب مع الله: أن لا يستقبل بيته، ولا يستدبره عند قضاء الحاجة في الفضاء والبنيان، ومن الأدب مع الله: السكون في الصلاة، وعدم الالتفات فيها، والاستماع للقراءة في الصلاة، والمقصود أن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه، والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا، ولا يستقيم لأحدٍ قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يُحب وما يكره، ونفسٌ مستعدة قابلة متهيئة لقبول الحق علمًا وعملاً» ( 41).
    ثانيا: الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    قال ابن القيم رحمه الله: «وأما الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم فالقرآن مملوء به، فرأس الأدب معه كمال التسليم له، والانقياد لأمره، وتلقي خبرَه بالقبول والتصديق دون معارضته بالعقل أو الشك، أو يقدم عليه آراء الرجال، فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما وحَّد اللهَ تعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل، ومن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف، حتى يأمر هو، وينهى، ويأذن كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾( 42).
    ومن الأدب معه أن لا تُرفع الأصوات فوق صوته فما الظن برفع الآراء على سُنَّته!! ومن الأدب أن لا يُعارض نصه بقياس، ولا يُحرف كلامه عن حقيقته، ولا يوقَفُ قَبول ما جاء به على موافقة أحد، فكل هذا من قلة الأدب معه صلى الله عليه وسلم وهو عين الجرأة … »( 43).
    ثالثا: الأدب مع الخلق:
    فلا بد من أن يعامل كل واحد بما يليق به، ومن خلق الله الملائكة، وعلى المسلم أن يتأدب معهم، ومن الأدب مع الملائكة محبتهم وموالاتهم، ومن الأدب مع الملائكة: البعد عن الذنوب والمعاصي والروائح الكريهة، لأنها تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم، ومن الأدب معهم الامتناع عن كل ما يمنع قرب الملائكة أو دخولهم بيوتنا أو حضورهم مجالسنا، مثل الصورة والتمثال والكلب والجرس، وكذلك لا تقرب الملائكة سكرانا أو جنبا إلا أن يتوضأ، ومتشبها بالنساء وغيرهم.
    كذلك لابد أن يعامَل الناس كل واحد بما يليق به، فهناك آداب التعامل مع الوالدين، وآداب مع الأرحام، وآداب مع الجار المسلم، وآداب مع العلماء، وآداب مع ولاة الأمر، وآداب مع الضيف، وآداب مع الأولاد، وآداب بين الزوجين، وآداب مع عامة المسلمين، وآداب مع المخالفين من أهل البدع والفاسقين، وكذلك آداب مع غير المسلمين.
    قال ابن القيِّم رحمه الله: «أما الأدب مع الخلق فهو معاملتهم بما يليق بهم على اختلاف مراتبهم، فلكل مرتبة أدب، والمراتب فيها آداب خاصة، فمع الوالدين أدب خاص، وللأب منهما أدب هو أخص به، ومع العالم أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به، ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهله، ولكل حالٍ أدب: فللأكل آداب…»، ثم قال: «وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبَواره …»، ثم قال: «ومن حقوق الخلق أن لا يفرِّط في القيام بحقوقهم، ولا يستغرق فيها بحيث يشتغل بها عن حقوق الله أو عن تكميلها، أو عن مصلحة دينه و قلبه …»(44 ).
    رابعا: الأدب مع النفس:
    وأدب الإنسان مع نفسه متنوع متفاوت كذلك، فمن الأدب مع النفس السعي إلى تزكيتها وإصلاحها ومحاسبتها وتدريبها على الطاعات والأخلاق، ومن الأدب مع النفس حثها على التوبة والإنابة والخشية وغيرها، وكذلك من الأدب مع النفس تدريبها وإلزامها على الآداب الشرعية.
    sunny

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:29 am