الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة عيد الفطر المبارك 1445ه العيد واستثمار القيم الرمضانية

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2683
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة عيد الفطر المبارك 1445ه  العيد واستثمار القيم الرمضانية                   Empty خطبة عيد الفطر المبارك 1445ه العيد واستثمار القيم الرمضانية

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين أبريل 08, 2024 12:35 pm

    خطبة عيد الفطر المبارك 1445ه
    العيد واستثمار القيم الرمضانية 
                
     
                                الموضوع 
     الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، 
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر ما صام صائم وعلى رزق ربه أفطر، الله أكبر ما قام قائم لله ولذنبه استغفر، الله أكبر ما أشرق صبح وأسفر، الله اكبر ما تاب تائب واستغفر، الله أكبر ما خرج المسلمون إلى المساجد ذاكرين الله ومكبرين، علي نعمه سبحانه شاكرين، وبفضله ورحمته فرحين، محسنين ومتصدقين، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 
    الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا 
    وبعد  
    ها هو شهر رمضان وقد مضى كسِنة نومٍ أو كطيف خيالٍ، مضى وانتهت أيامه ولياليه، ذهب بأنواره وضيائه وبركته وإشراقه، فيا سعاده من أحسن فيه التزود ، ويا شقاء من أساء.


     فتعالوا لنحاسب أنفسنا على ما قدّمنا البعض استقبل رمضان كضيفٍ ثقيل نزل بساحته فهو يعد أيامه ولياله ويحسب ساعاته ينتظر بفارغ الصبر أن ينتهى من هذا الشهر الذى حرمه الطعام والشراب وشهواته وملذاته                       


     البعض استقبله استقبالا فاترًا فصلّى فى أول أيامه ثم انقطع بعد عدة أيام وكأنه لم يستشعر بحلاوة اللذة والمناجاه والأنس بالله.                                                                                                                         البعض استقبله كغيره من الشهور لا فرق عنده بين رمضان وجمادى فجميع الشهور عنده سواء وجميع الأيام والليالى واحدة يقضيها فى شهواته ولا يحرم نفسه منها.                                                                              
    وهناك صنفٌ رابحٌ استقبله استقبال الضيف العزيز الذى طال انتظاره فهو يستقبله بشوقٍ وحماسٍ فقد جهّز نفسه وأعدّ قلبه لاستقباله فقد أخذ فى قراءة القرآن أناء الليل وأطراف النهار كالحلّ المترحل كلما انتهى من ختمه عاود بختمةٍ جديدةٍ تعالوا لنحاسب أنفسنا ونقدم كشف حساب ختامى أو ما يُعرف " بتقييم الأداء " .                                           
     تعالوا نُقيّم أعمالنا مع شهر رمضان ، ونتساءل ماذا فعلنا ؟ هل صمنا عما حرّم الله ؟ هل صامت جوارحنا عن المعاصى وصامت أيدينا عن البطش وأرجلنا عن السعى إلى المعصية؟ هل طهّرنا قلوبنا من الغل والكراهية وسائر أمراضها؟ هل سخت أيدينا بالصدقة على عباد الله فأديناها حُبّا لله أم كنا نحسبها بالكاد ونخرجها شحيحةً بها أنفسنا ؟       
    هل قمنا بحق الله فى هذا الشهر ؟ هل وهل ؟                                                                               الصائمون فى رمضان على طبقتين  الأولى: من ترك طعامه وشرابه لله يرجوا عنده عِوض ذلك الجنة فهذا قد تَاجَرَ مع الله وعَامَلَه والله تعالى لا يُضيع أجر عملًا ، ولا يخِيب معه من عَامَلَه بل يربح عليه أعظم الربح وقد قال النبى ﷺ: "إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أتاك الله خيرٌ منه " صحيح وأخرجه أحمد                                                         
    فهذا الصائم يُعطى فى الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ويُقال لهم " كُلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية" قال مجاهد وغيره نزلت فى الصائمين، وفى الصحيحين عن النبى ﷺ " إن فى الجنة بابا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيره" وفى روايه " فإذا دخلوا أُغلق دونهم " ومن دخل شرب منه ومن شرب لم يظمأ أبدًا الثانية: من يصوم عما سوى الله فحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وذكر الموت والبلى ويريد الآخرة وترك الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته , وقد صمتُ عن لذات دهرى كلها ويوم لقاكم فِطْر صيامى, ويقول النبى ﷺ "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " وذلك أن الصيام لما كان سر بين العبد وربه أظهره الله فى الآخرة علانية للخلق ليشتهر بذلك أهل الصيام ويُعرفون بصيامهم بين الناس لاخفائهم فى حياتهم الدنيا , ونستطيع أن نقول كما قال الغزالي في الاحياء:- "الناس في صيام رمضان مراتب، ليسوا على درجة واحدة؛ فمنهم من يكتفي بأن يمتنع عن الطعام والشراب والشهوة، وهذه هي غاية صيامه, وهناك درجة أعلى يرتقي إليها البعض بأن يمنعوا جوارحهم كالسمع والبصر واللسان واليد والرجل  عن ارتكاب المعاصي، ويوظفونها في الطاعة., أما الدرجة العُليا التي يسمو إليها الندرة من المسلمين، فهم الذين ينشغلون كلية بقلوبهم وعقولهم بطاعة الله؛ فلا يهم قلبهم الانشغال بالدنيا، ولا يتطرق العقل لمعصية ولا لمتاع يشغله عن طاعة الله تعالى وذكره.


    ماذا فعلنا مع القرآن الذى هو دستور حياة المسلمين ؟ هل حافظنا على قراءته أم هجرناه وتركناه يشكوا إلى الله حالنا " وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورًا " والهجر أنواع كما يقول ابن القيم  هجر سماعه والإيمان به   هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه  وإن قرأه وامن به


    - وهجر تدبره وتفهمه ومعرفه إرادة الله به  هجر الاستشفاء والتداوى به  هجر تحكيمه والتحاكم إليه فى أصول الدين وفروعه فهل حافظنا على قراءته وتدبر معانيه وتفهمها   


    الصدقة هل أخرجنا زكواتنا وصدقتنا وآتينا المال على حبه وأخرجنا الضعف لأننا نرجوا جزاء الضعف وعرفنا أن هذا من فضل الله يؤيته من يشاء فيرجوا المضاعفة يوم لا ينفع مال ولا بنون


    ماذا فعلنا مع القيام؟ هل قد أطلنا القيام بين يدى الله أم نقرنا الصلاة نقر الديكة ، أم كنا نتلذذ بطول القيام


    ماذا استفدنا من أخلاق الصيام؟ الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة والسؤال: هل هذه الأشياء من أكلٍ وشربٍ وزوجة حلالٌ أم حرام؟ لا يقول أحد إنها حرام بل هي حلال


    إذًا الصوم هو الامتناع عن الحلال , فإذا كنت قد جرّبت الإمتاع عن الحلال ولم تهلك ، فما موقفك من الحرام؟ أتخشى الناس فالله أحق أن تخشاه, فالصيام يعودنا مراقبة الله عز وجل التي هي مفتاح كل خير مغلاق كل شر ؛ فالذي يستشعر مراقبة الله هل سيُقدِم على أي معصية؟ هل سيتوانى أو يتأخر عن أي طاعة  إنها تعلم الإنسان الزهد


    الزهد الحقيقي الذي هو الصبر على محاسن الدنيا التي هي في يده لا في قلبه، إنها كالنعل في قدمه يخلعه وقتما شاء


    إن الزهد الحقيقي ليس انقطاعًا عن الدنيا أو العزوف عنها والعيش في الجبال والصحارى ولبس المرقع وقد يكون أطمع أهل الله في الدنيا ، بينما آخر قد حيزت له الدنيا ويُسمى زاهدًا، مثل الصحابة الكرام الذين لا نستطيع لهم حصرًا والذين كان فيهم من يطلق عليه ملوك المال وملياردرات بلغة العصر ولكن كانوا الزهاد الحقيقيون لأن المال والدنيا كانت فى أيديهم أو تحت أرجلهم لا فى قلوبهم فكان من السهل عليهم أن يتخلصوا منها فى أى وقتٍ 


    أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.


    الخطبة الثانية
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر 
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين. 
    وبعد
    لقد كان عثمان بن عفان من أغنى أغنياء الصحابة ومع ذلك كان الزاهد الحقيقى حينما جهّز جيش العسرة فى غزوة تبوك وتبرع بثلاثة آلاف ناقة لتجهيز الجيش , واشترى بئر رومة من اليهودى وتبرع بها للمسلمين 


    ولقد كان عبد الرحمن بن عوف الزاهد الحقيقى حينما تبرع بقافلته كاملة عام الرمادة والمجاعة 


    فقد كان التاجر الوحيد الذى له قافلة ، وجاء إليه تجار المدينة وقالوا له : نُربحك الدرهم ثلاثة دراهم أى مكسب ثلاثمائة فى المائه فقال: هناك من زادنى, فقالوا : أربعة.... خمسة وفى كل مرة يقول: هناك من زادنى, فقالوا له: نحن تجار المدينة ولم يسبقنا إليك أحد، فمن الذى زادك ؟ فقال: الله عز وجل زادنى الدرهم عشرة، فهل لكم أن تزيدوا  ثم تبرع بالقافلة كلها فى سبيل الله. ولقد كان الزبير بن العوام الذى جاء إلى المدينة فقيرًا لا يملك شيئًا ورفض أن يشارك أخاه الأنصارىّ ماله ، وقال له : بارك الله فى أهلك ومالك ، دلوّنى على السوق ، وأخذ يتاجر ويبيع ويشترى ، ولقد كان صاحب أول فكرة لأعمال البنوك. 


    إذ كان الناس يطلبون منه أن يضعوا أموالهم أمانة عنده فيرفض ، ويقول: الأمانة قد تضيع، ولكن أعمل بها ولكم ربحها  


    ولقد رفض عبد الله ابنه توزيع تركه والده إلا بعد أن نادى فى موسم الحج خمس أعوام " من كانت له أمانة أو وديعة أو دين عند الزبير فليأتينا " أتدرى كم تبقّى لهم بعد كل ذلك, لقد تبقى لهم خمسة وثلاثون ألف ألف دينار أى خمسة وثلاثون مليونًا !!ولقد كانوا جميعهم من العشرة المبشرين بالجنة ! هل منعهم المال من شئٍ ؟ لقد كانوا هم الزهّاد حقًا 


    ولقد كان عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الملقب بخامس الخلفاء الراشدين من الزاهدين فى الدنيا وهى تحت قدميه ، ويحكم أكبر دولة يمتد سلطانها من المشرق إلى المغرب 
    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم ولصراطه ألزم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 9:02 pm