دروس الإمام لشهر رمضان
6 ابريل 2024م الموافق 27 رمضان 1445ه
خاطرة الفجر/ من مداخل الشيطان
درس العصر/ تسكين الغضب
درس التراويج/ من مداخل الشيطان الشِبع
درس التهجد/ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ
زائد/ قصة اسلاميه/ فتاوي رمضان/سؤال اليوم
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
من مداخل الشيطان
الغضب
الغضب من مداخل الشيطان الكبرى ومكائده العظمى؛ لأن الشيطان يلعب بالغضبان كما يلعب الأطفال بالكرة، والمشاهدة أكبر دليل على ذلك.
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: «يتصاعد عند شدة الغضب من غليان دم القلب دخان مظلم إلى الدماغ يستولي على معادن الفكر، وربما يتعدى إلى معادن الحس، فتظلم عينه حتى لا يرى بها، وتسود عليه الدنيا بأسرها، ويكون دماغه مثل الكهف الذي اضطرمت فيه نار، فاسود جوه وحمي مستقرُّه، وامتلأت بالدخان جوانبه، وربما تقوى نار الغضب فتفنى الرطوبة التي بها حياة القلب فيموت صاحبه غيظًا.
وأما أثره في اللسان، فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام، الذي يستحيي منه ذو العقل، ويستحيي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ.
أما أثره في القلب مع المغضوب عليه، فالحقد، والحسد، وإضمار السوء، والشماتة بالمساءات، والحزن بالسرور، والعزم على إفشاء السر وهتك الستر، والاستهزاء، وغير ذلك من القبائح»؛ ا. هـ ملخصًا] تخريج إحياء علوم الدين (643)..
، ومن هنا وجب على المسلم العاقل أن يغلب شيطانه ويكظم غيظه ويلتمس العذر لغيره.
روى البزار عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يصطرعون فقال: «مَا هَذَا؟» قالوا: فلان ما يصارع أحدًا إلا صرعه، قال: «أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ؟ رَجُلٌ كَلَّمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ» قال الحافظ: سنده حسن] فتح الباري (10/ 519).
فالقوة الحقيقية هي التحكم في النفس عند الغضب، فلا ينطق بسوء ولا يتلفظ بفحش، ولا يمضي غيظه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه3] متفق عليه: رواه البخاري..
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسولالله صلى الله عليه وسلم: «دُلَّني على عمل يدخلني الجنة»، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ وَلَكَ الجَنَّةَ»[الطبري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني؟ قال: «لَا تَغْضَبْ»، فردد مرارًا قال: «لَا تَغْضَبْ»رواه البخاري، وزاد أحمد في رواية: قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال: فإذا الغضب يجمع الشر كله.
وعن عبدالله عمرو رضي الله عنهما قال: سأل رجل رسولالله صلى الله عليه وسلم: ماذا يباعدني من غضب الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ»، قال الحافظ العراقي: رواه الطبراني في «مكارم الأخلاق»، وابن عبدالبر في «التمهيد» بإسناد حسن
ولا يمكن لآدمي معتدل الخلُق أن يتخلى عن غريزة الغضب التي عليها جُبل وبها طُبع، ولكن عليه أن يقطع الآثار المهيجة للغضب؛ كعزة النفس والكبر وغير ذلك.
درس العصر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تسكين الغضب:
فإذا غضب الإنسان فعليه أن يسكن غضبه، ويهدئ من ثورته، وذلك بعدة أمور:
الأول: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فعن سليمانبن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب، ويحمر وجهه، وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فقام إلى الرجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل تدري ما قال رسولالله صلى الله عليه وسلم آنفًا؟ قال: لا، قال: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فقال الرجل: أمجنون تراني؟![البخاري].
الثاني: أن يتذكر ثواب كظم الغيظ وأجره العظيم، فيكظم غيظه رغبة فيما عند الله تعالى، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ»؛ رواه ابن ماجه، قال المنذري: ورواته محتج بهم في الصحيح.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه كلهم من طريق عبدالرحيمبن ميمون عن سهلبن معاذ عن معاذبن أنس رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ تعالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ»
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»[البخاري].
وروى أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعًا: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ»[احمد].
الثالث: أن يجلس أو يضطجع؛ لما رواه أحمد وأبو داود وابن حبان، عن أبي ذر مرفوعًا: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ /ابوداود
الرابع: أن يتذكر جزاء الصفح وثوابه عند الله تعالى، فيدفعه ذلك إلى تحمل جهل الجاهل وسفه السفيه ابتغاء مرضات الله وما عنده من الثواب العظيم.
قال تعالى في صفة المتقين: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، فالمسلم عندما يكظِم غيظه يضع نفسه في عداد المتقين، فإذا عفا وسامح، ارتفع إلى درجة المحسنين.
قال ابن عباس رضي الله عنه: في قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم؛ ذكره البخاري تعليقًا مجزومًا به[البخاري].
واعلم أن الغضب نوعان: إما أن يكون الغضب للنفس وهذا مذموم، وقد تقدم بيانه، وإما أن يكون لله وهذا محمود، بل مندوب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الرؤوف الرحيم - إذا ما رأى مخالفة شرعية غضب، واحمر وجهه، ولم يسكت، حتى يغيرها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسولالله صلى الله عليه وسلم وفي بيتي قرام - أي ستر - فيه صور فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، ثم قال: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ»[ البخاري].
ورأى رسولالله صلى الله عليه وسلم في قبلة المسجد نخامة فحكها بيده وتغيظ وقال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ حِيَالَ وَجْهِهِ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاةِ»[البخاري]، ومن هنا يتبيَّن لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب إذا انتهكت حرمات الله.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
من مداخل الشيطان الشِبع
فإنه يقوي الشهوة ويشغل عن الطاعة, أرأيتم الصائم كيف يكون عنده من الأخلاق والآداب حال الصيام؛ لأنه حصل عنده االصيام الذي يضيق على الشيطان مجراه؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالحذر يا عباد الله من الشبع, وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [[إياكم والبطنة! فإنها تذهب الفطنة وتثقل عن الصلاة ]].
والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام, ولهذا جاء في بعض الآثار: [[ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ]] وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: {ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه } ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز وجل, وإذا أغفل القلب عن الذكر ساعةً واحدة جثم عليه الشيطان، ووعده ومنّاه وشهاه, وهام به في كل واد, فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات, وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت, نعم يا عباد الله، فاحذروا الشبع
قصة اسلامية
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم.
فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
ما هي السورة التي بدأت وانتهت بالتسبيح؟.سورة الحشر
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
إذا توضأ الشخص فوصل ماء المضمضة إلى جوفه فهل يبطل صومه؟
إذا وصل ماء المضمضة إلى الجوف بلا تعدٍّ من الصائم ولا مبالغة منه في المضمضة فصومه صحيح، وأما إن تعدى أو بالغ فوصل الماء إلى جوفه فإن صومه يبطل؛ لأن المبالغة منهي عنها للصائم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه الأربعة، والمراد بالتعدي أن يتمضمض أكثر من ثلاث مرات، والمبالغة تكون بالغرغرة أو سحب الماء إلى أعلى الخياشيم.
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تضفئ غضب الرب
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم=صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ ، و صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ
| المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
صِلةُ الرَّحمِ والصَّدَقةُ مِن أفضَلِ الطاعاتِ التي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه، وقد حَثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّكافُلِ بين المُسلِمينَ كما حَثَّنا على صِلَةِ الأرحامِ، وإذا اجتمَعَتْ صِلةُ الرَّحمِ مع الصَّدَقةِ، فذلك خيْرٌ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صِلَةُ الرَّحِمِ"، أي: وَصْلُ الأقارِبِ الفُقراءِ، ذُكورًا وإناثًا، بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلَتُهم تكونُ بالهَدايا بما تَيسَّرَ، والتَّزاوُرِ حسَبِ الطاقةِ، وبالمكاتبةِ والاتِّصالِ بالهاتفِ، وبَشاشَةِ الوَجْهِ، والنُّصحِ للجَميعِ، "تَزيدُ في العُمْرِ" ومَعْنى زيادَةِ العُمْرِ: هو الزِّيادَةُ بِالبَرَكَةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطاعاتِ، وعِمارةِ أوْقاتِه بما يَنفعُه في الآخِرَةِ، وصِيانتِه عَنِ الضَّياعِ في غيْرِ ذلك؛ فتكونُ هذه الأعمالُ الطَّيِّبةُ سببًا للتَّوفيقِ للطَّاعةِ والصِّيانةِ عن المعصيةِ، فيَبْقى بعْدَه الذِّكرُ الجميلُ، فكأنَّه لم يَمُتْ. أو تكونُ الزِّيادةُ حَقيقيةً بتَطويلِ العُمرِ، والجمعُ بينَه وبينَ قولِه تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]: أنَّ الزِّيادةَ على حَقيقتِها، لكنَّ ذلك بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ المَلَكِ المُوكَّلِ بالعُمرِ، وأمَّا وقتُ الأجلِ الذي لا يَستأخِرُ عنه ولا يُستقدِمُ -الَّذي دلَّتْ عليه الآيةُ- فهو بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ اللهِ؛ كأنْ يُقالَ للمَلَكِ مثلًا: إنَّ عُمرَ فُلانٍ مِئةٌ إنْ وصَلَ رَحِمَه، وسِتُّونَ إنْ قطَعَها، وقد سبَقَ في عِلْمِ اللهِ أنَّه يَصِلُ أو يَقطَعُ؛ فالَّذي في عِلْمِ اللهِ لا يَتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ، والَّذي في عِلْمِ المَلَكِ هو الَّذي يُمكِنُ فيه الزِّيادةُ والنَّقصُ، وإليه الإشارةُ بقولِه تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].
"وصَدَقةُ السِّرِّ"، أي: النَّفقةُ التي يُخرِجُها المَرْءُ سِرًّا، وهو حَريصٌ في نَفْسِه على إخْفائِها حتى لا يَعلَمَ بها أَحَدٌ، "تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"، أي: تكونُ سببًا لذلك، فيُحْتمَلُ ممَّن أغْضَبَ رَبَّه بمَعْصيةٍ أن يَتَدارَكَ ذلك بصَدَقةِ السِّرِّ؛ لأنَّ {الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، فإنَّ المَرْءَ قد يَسْتحِقُّ بالذُّنوبِ العُقوبَةَ، فإذا هو تصَدَّقَ دَفَعَ عن نَفْسِه ما قد اسْتَحَقَّ من ذلك، وغَضَبُ الرَّبِّ سُبحانه وتعالى صِفةٌ مِن صِفاتِه، لكنَّها لا تُماثِلُ صِفاتِ المخلوقينَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى ليس كمِثلِه شيءٌ، فهو غضبٌ يَليقُ باللهِ عزَّ وجلَّ، ودالٌّ على كَمالِ عَظمتِه وسُلطانِه.
هذا، وإطْلاقُ لَفْظِ (الصَّدَقةِ) يَشمَلُ الفَرْضَ مِن الزَّكاةِ، والمُسْتحبَّ من مُطلَقِ الصَّدَقاتِ، وفي قولِه تَعالى في الصَّدَقاتِ وإيتاءِ الأمْوالِ: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [البقرة: 177]، أي: القَرابَةَ، واليَتامَى المحاويجَ منهما، وقَدَّمَ ذوي القُرْبى؛ لأنَّ إيتاءَهم أفْضَلُ؛ لأنَّها صَدَقةٌ وصِلةٌ.
ووَجْهُ الجَمْعِ بين الصِّلَةِ والصَّدَقةِ أنَّ كليهما من الإحْسانِ الذي يُرادُ به وَجْهُ اللهِ تَعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ صِلةِ الرَّحِمِ، وفَضلِ صَدقةِ السرِّ، والترغيبُ فيهما.
وفيه: التَّرهيبُ من قَطيعةِ الرَّحِمِ،
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453
6 ابريل 2024م الموافق 27 رمضان 1445ه
خاطرة الفجر/ من مداخل الشيطان
درس العصر/ تسكين الغضب
درس التراويج/ من مداخل الشيطان الشِبع
درس التهجد/ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ
زائد/ قصة اسلاميه/ فتاوي رمضان/سؤال اليوم
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
من مداخل الشيطان
الغضب
الغضب من مداخل الشيطان الكبرى ومكائده العظمى؛ لأن الشيطان يلعب بالغضبان كما يلعب الأطفال بالكرة، والمشاهدة أكبر دليل على ذلك.
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: «يتصاعد عند شدة الغضب من غليان دم القلب دخان مظلم إلى الدماغ يستولي على معادن الفكر، وربما يتعدى إلى معادن الحس، فتظلم عينه حتى لا يرى بها، وتسود عليه الدنيا بأسرها، ويكون دماغه مثل الكهف الذي اضطرمت فيه نار، فاسود جوه وحمي مستقرُّه، وامتلأت بالدخان جوانبه، وربما تقوى نار الغضب فتفنى الرطوبة التي بها حياة القلب فيموت صاحبه غيظًا.
وأما أثره في اللسان، فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام، الذي يستحيي منه ذو العقل، ويستحيي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ.
أما أثره في القلب مع المغضوب عليه، فالحقد، والحسد، وإضمار السوء، والشماتة بالمساءات، والحزن بالسرور، والعزم على إفشاء السر وهتك الستر، والاستهزاء، وغير ذلك من القبائح»؛ ا. هـ ملخصًا] تخريج إحياء علوم الدين (643)..
، ومن هنا وجب على المسلم العاقل أن يغلب شيطانه ويكظم غيظه ويلتمس العذر لغيره.
روى البزار عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يصطرعون فقال: «مَا هَذَا؟» قالوا: فلان ما يصارع أحدًا إلا صرعه، قال: «أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ؟ رَجُلٌ كَلَّمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ» قال الحافظ: سنده حسن] فتح الباري (10/ 519).
فالقوة الحقيقية هي التحكم في النفس عند الغضب، فلا ينطق بسوء ولا يتلفظ بفحش، ولا يمضي غيظه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه3] متفق عليه: رواه البخاري..
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسولالله صلى الله عليه وسلم: «دُلَّني على عمل يدخلني الجنة»، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ وَلَكَ الجَنَّةَ»[الطبري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني؟ قال: «لَا تَغْضَبْ»، فردد مرارًا قال: «لَا تَغْضَبْ»رواه البخاري، وزاد أحمد في رواية: قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال: فإذا الغضب يجمع الشر كله.
وعن عبدالله عمرو رضي الله عنهما قال: سأل رجل رسولالله صلى الله عليه وسلم: ماذا يباعدني من غضب الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ»، قال الحافظ العراقي: رواه الطبراني في «مكارم الأخلاق»، وابن عبدالبر في «التمهيد» بإسناد حسن
ولا يمكن لآدمي معتدل الخلُق أن يتخلى عن غريزة الغضب التي عليها جُبل وبها طُبع، ولكن عليه أن يقطع الآثار المهيجة للغضب؛ كعزة النفس والكبر وغير ذلك.
درس العصر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تسكين الغضب:
فإذا غضب الإنسان فعليه أن يسكن غضبه، ويهدئ من ثورته، وذلك بعدة أمور:
الأول: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فعن سليمانبن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب، ويحمر وجهه، وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فقام إلى الرجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل تدري ما قال رسولالله صلى الله عليه وسلم آنفًا؟ قال: لا، قال: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فقال الرجل: أمجنون تراني؟![البخاري].
الثاني: أن يتذكر ثواب كظم الغيظ وأجره العظيم، فيكظم غيظه رغبة فيما عند الله تعالى، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ»؛ رواه ابن ماجه، قال المنذري: ورواته محتج بهم في الصحيح.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه كلهم من طريق عبدالرحيمبن ميمون عن سهلبن معاذ عن معاذبن أنس رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ تعالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ»
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»[البخاري].
وروى أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعًا: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ»[احمد].
الثالث: أن يجلس أو يضطجع؛ لما رواه أحمد وأبو داود وابن حبان، عن أبي ذر مرفوعًا: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ /ابوداود
الرابع: أن يتذكر جزاء الصفح وثوابه عند الله تعالى، فيدفعه ذلك إلى تحمل جهل الجاهل وسفه السفيه ابتغاء مرضات الله وما عنده من الثواب العظيم.
قال تعالى في صفة المتقين: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، فالمسلم عندما يكظِم غيظه يضع نفسه في عداد المتقين، فإذا عفا وسامح، ارتفع إلى درجة المحسنين.
قال ابن عباس رضي الله عنه: في قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم؛ ذكره البخاري تعليقًا مجزومًا به[البخاري].
واعلم أن الغضب نوعان: إما أن يكون الغضب للنفس وهذا مذموم، وقد تقدم بيانه، وإما أن يكون لله وهذا محمود، بل مندوب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الرؤوف الرحيم - إذا ما رأى مخالفة شرعية غضب، واحمر وجهه، ولم يسكت، حتى يغيرها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسولالله صلى الله عليه وسلم وفي بيتي قرام - أي ستر - فيه صور فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، ثم قال: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ»[ البخاري].
ورأى رسولالله صلى الله عليه وسلم في قبلة المسجد نخامة فحكها بيده وتغيظ وقال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ حِيَالَ وَجْهِهِ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاةِ»[البخاري]، ومن هنا يتبيَّن لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب إذا انتهكت حرمات الله.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
من مداخل الشيطان الشِبع
فإنه يقوي الشهوة ويشغل عن الطاعة, أرأيتم الصائم كيف يكون عنده من الأخلاق والآداب حال الصيام؛ لأنه حصل عنده االصيام الذي يضيق على الشيطان مجراه؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالحذر يا عباد الله من الشبع, وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [[إياكم والبطنة! فإنها تذهب الفطنة وتثقل عن الصلاة ]].
والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام, ولهذا جاء في بعض الآثار: [[ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ]] وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: {ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه } ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز وجل, وإذا أغفل القلب عن الذكر ساعةً واحدة جثم عليه الشيطان، ووعده ومنّاه وشهاه, وهام به في كل واد, فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات, وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت, نعم يا عباد الله، فاحذروا الشبع
قصة اسلامية
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم.
فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
ما هي السورة التي بدأت وانتهت بالتسبيح؟.سورة الحشر
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
إذا توضأ الشخص فوصل ماء المضمضة إلى جوفه فهل يبطل صومه؟
إذا وصل ماء المضمضة إلى الجوف بلا تعدٍّ من الصائم ولا مبالغة منه في المضمضة فصومه صحيح، وأما إن تعدى أو بالغ فوصل الماء إلى جوفه فإن صومه يبطل؛ لأن المبالغة منهي عنها للصائم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه الأربعة، والمراد بالتعدي أن يتمضمض أكثر من ثلاث مرات، والمبالغة تكون بالغرغرة أو سحب الماء إلى أعلى الخياشيم.
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تضفئ غضب الرب
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم=صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ ، و صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ
| المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
صِلةُ الرَّحمِ والصَّدَقةُ مِن أفضَلِ الطاعاتِ التي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه، وقد حَثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّكافُلِ بين المُسلِمينَ كما حَثَّنا على صِلَةِ الأرحامِ، وإذا اجتمَعَتْ صِلةُ الرَّحمِ مع الصَّدَقةِ، فذلك خيْرٌ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صِلَةُ الرَّحِمِ"، أي: وَصْلُ الأقارِبِ الفُقراءِ، ذُكورًا وإناثًا، بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلَتُهم تكونُ بالهَدايا بما تَيسَّرَ، والتَّزاوُرِ حسَبِ الطاقةِ، وبالمكاتبةِ والاتِّصالِ بالهاتفِ، وبَشاشَةِ الوَجْهِ، والنُّصحِ للجَميعِ، "تَزيدُ في العُمْرِ" ومَعْنى زيادَةِ العُمْرِ: هو الزِّيادَةُ بِالبَرَكَةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطاعاتِ، وعِمارةِ أوْقاتِه بما يَنفعُه في الآخِرَةِ، وصِيانتِه عَنِ الضَّياعِ في غيْرِ ذلك؛ فتكونُ هذه الأعمالُ الطَّيِّبةُ سببًا للتَّوفيقِ للطَّاعةِ والصِّيانةِ عن المعصيةِ، فيَبْقى بعْدَه الذِّكرُ الجميلُ، فكأنَّه لم يَمُتْ. أو تكونُ الزِّيادةُ حَقيقيةً بتَطويلِ العُمرِ، والجمعُ بينَه وبينَ قولِه تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]: أنَّ الزِّيادةَ على حَقيقتِها، لكنَّ ذلك بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ المَلَكِ المُوكَّلِ بالعُمرِ، وأمَّا وقتُ الأجلِ الذي لا يَستأخِرُ عنه ولا يُستقدِمُ -الَّذي دلَّتْ عليه الآيةُ- فهو بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ اللهِ؛ كأنْ يُقالَ للمَلَكِ مثلًا: إنَّ عُمرَ فُلانٍ مِئةٌ إنْ وصَلَ رَحِمَه، وسِتُّونَ إنْ قطَعَها، وقد سبَقَ في عِلْمِ اللهِ أنَّه يَصِلُ أو يَقطَعُ؛ فالَّذي في عِلْمِ اللهِ لا يَتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ، والَّذي في عِلْمِ المَلَكِ هو الَّذي يُمكِنُ فيه الزِّيادةُ والنَّقصُ، وإليه الإشارةُ بقولِه تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].
"وصَدَقةُ السِّرِّ"، أي: النَّفقةُ التي يُخرِجُها المَرْءُ سِرًّا، وهو حَريصٌ في نَفْسِه على إخْفائِها حتى لا يَعلَمَ بها أَحَدٌ، "تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"، أي: تكونُ سببًا لذلك، فيُحْتمَلُ ممَّن أغْضَبَ رَبَّه بمَعْصيةٍ أن يَتَدارَكَ ذلك بصَدَقةِ السِّرِّ؛ لأنَّ {الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، فإنَّ المَرْءَ قد يَسْتحِقُّ بالذُّنوبِ العُقوبَةَ، فإذا هو تصَدَّقَ دَفَعَ عن نَفْسِه ما قد اسْتَحَقَّ من ذلك، وغَضَبُ الرَّبِّ سُبحانه وتعالى صِفةٌ مِن صِفاتِه، لكنَّها لا تُماثِلُ صِفاتِ المخلوقينَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى ليس كمِثلِه شيءٌ، فهو غضبٌ يَليقُ باللهِ عزَّ وجلَّ، ودالٌّ على كَمالِ عَظمتِه وسُلطانِه.
هذا، وإطْلاقُ لَفْظِ (الصَّدَقةِ) يَشمَلُ الفَرْضَ مِن الزَّكاةِ، والمُسْتحبَّ من مُطلَقِ الصَّدَقاتِ، وفي قولِه تَعالى في الصَّدَقاتِ وإيتاءِ الأمْوالِ: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} [البقرة: 177]، أي: القَرابَةَ، واليَتامَى المحاويجَ منهما، وقَدَّمَ ذوي القُرْبى؛ لأنَّ إيتاءَهم أفْضَلُ؛ لأنَّها صَدَقةٌ وصِلةٌ.
ووَجْهُ الجَمْعِ بين الصِّلَةِ والصَّدَقةِ أنَّ كليهما من الإحْسانِ الذي يُرادُ به وَجْهُ اللهِ تَعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ صِلةِ الرَّحِمِ، وفَضلِ صَدقةِ السرِّ، والترغيبُ فيهما.
وفيه: التَّرهيبُ من قَطيعةِ الرَّحِمِ،
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453