دروس الإمام لشهر رمضان
الاثنين 22 رمضان 1445ه الموافق 1/4/2024م
خاطرة الفجر/كلام الناس
درس العصر/زكـاة الفطر
درس التراويج/ مخارج الزكاه
خاطرة الاثنين/ الاسلام والحفاظ على البيئة
درس التهجد (الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات،
زائد/ قصة اسلاميه/فتاوي رمضان/سؤال اليوم
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
كلام الناس
لا يجب أن ننتبه لما يقوله الآخرون ، خاصة إذا كان الكلام افتـراءا وكـذبا علينا ، فإن قال لي أحدهم أنت غبـي ، لن أرد عليه لأني أعلم أني لست غبيا ، وإن قال لي أنت كاذب ، راجعت نفسي فإن لم أجد أني كاذب لـن أرد عليـه ، لأني بالفعل أثق بنفسي وأعلم أني لست كاذبا ، وقد دخل أحد السلف إلى مسجد فعثر برجل أحدهم وقد كان نائما فقال له النائم وقد استيقظ غاضبا : أأنـت حمـار ؟ فأجابه : بالنفي ، فأراد بعضهم أن يبطش به فقال لهم : اتركوه إنما سألني أأنت حمار فأجبته بالنفي ، وانتهت المشكلة .
لماذا تهتم بأشياء لا تهمنـا ولا تعنينـا ونغضـب لوصف لا ينطبق علينا وكذلك كان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قـدوة لنا في هذا فقد ورد في البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنـهم ؟ يشـتمون مذمما ويلعنون مذهما وأنا محمد » .
نعم لقد كانوا إذا أرادوا أن يسـبوا رسـول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : ذهب مذمم وجاء مذمم و لم يذكروا اسمه الحقيقي ولهذا النبـي صلى الله عليه وسلم لم يهتم لأنهم في الحقيقة لم يسبوه باسمه الحقيقي ، فلا تهتم لما يقوله الآخرون عنك .
من كتاب : مهارات الحياة
درس العصر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
زكـاة الفطر
حكمها: هي فرض على كل مسلم ومسلمة لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان) [رواه الجماعة].
حكمتها: لها حكمتان:
الأولى: تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان.
الثانية: إطعام المساكين ومواساتهم في العيد.
ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود].
على من تجب؟
تجب بضابطين: الأول: كل مسلم ومسلمة صغير أو كبير، حر أو عبد.
الثاني: ملك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعوله في يوم العيد.
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق، قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير .. على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) [رواه الجماعة].
ويستحب أن تخرج عن الجنين كما قال أبو قلابة: (كانت تعجبهم صدقة الفطر عن الصغير والكبير حتى الحمل في بطن أمه) [رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح].
لمن تعطى؟
الصحيح أن زكاة الفطر لا تعطى إلا للفقراء والمساكين، وهم من لا يملكون كفايتهم في يوم العيد، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم: (طعمة للمساكين) [رواه أبو داود]، أما بقية الأصناف الستة فلا يعطون من صدقة الفطر إلا إذا كانوا فقراء أو مساكين فقط.
أصنافها: غالب طعام البلد.
فقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير) [متفق عليه]. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كنا نعطيها زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط) [متفق عليه]. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود]. فهذه الأحاديث تدل على وجوب الصاع من طعام البلد كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (وكان طعامنا يومئذٍ الشعير والزبيب والتمر والأقط) [صحيح البخاري].
وقت إخراجها:
الراجح أنه يستحب إخراجها قبل صلاة العيد، وله أن يعطيها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين، ولا يشرع تأخيرها بعد الصلاة، ولا تجزئ عنه، وأدلة ذلك ما يأتي:
1. أما إخراجها يوم العيد فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (وأمر بها أن تخرج قبل الصلاة) [متفق عليه]، ولأنها من شعائر يوم العيد، والمقصود بها تطهير الصائم بعد شهره، وإسعاد الفقراء في عيدهم.
2. وأما جواز إعطائها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين) [صحيح البخاري]، وجاء عن نافع أن هذا الإعطاء كان للعامل. [موطأ مالك وصحيح ابن خزيمة].
3. وأما عدم إجزائها بعد صلاة العيد فلحديث ابن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) [رواه أبو داود] أي: لا تقبل كزكاة.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
مخارج الزكاه
قال الله -عز وجل-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[. التوبه 60 ]
قسّم الله -عز وجل- الزكاة الواجبة على هذه الأصناف، وحصر الزكاة فيها، فلا تبرأ الذمة من الزكاة الواجبة إذا صرفها في غير هذه الأصناف؛ فلا بد أن يصرفها في هذه الأصناف؛ حتى تبرأ الذمة
والصدقة تارة يراد بها الصدقة المستحبة، وتارة يراد بها الزكاة الواجبة، فهي أعم من لفظ الزكاة، أما لفظ الزكاة، فإنه يراد بها الزكاة الواجبة، فهنا يراد بالصدقات الزكاة الواجبة؛ وذلك لأن الصدقة المستحبة يجوز إعطاؤها لغير هذه الأصناف المذكورة، وذلك بخلاف الزكاة الواجبة؛ فإنها لا تعطى لغير هذه الأصناف، ولأن الله -عز وجل- حصر الصدقة في هذه الأصناف؛ فدل على أنها الزكاة الواجبة، والصدقة متى أطلقت في القرآن فهي صدقة الفرض.
على من تجب الزكاة؟
الفقراء والمساكين تعددت آراء أهل التفسير في معنى الفقير والمسكين، فذهب بعضهم إلى أن الفقير هو الذي له بعض ما يكفيه ويُقيمه، وأن المسكين هو من لا شيء له، أي لا يملك ما يكفيه ويقيمه، فالفقير أحسن من المسكين، وذهب بعضهم إلى العكس، فقالوا المسكين هو من يملك ما يكفيه ويقيمه، والفقير هو الذي لا يملك شيئاً، والمسكين هنا أحسن حالاً من الفقير، وهذا هو الصواب والله -تعالى- أعلم؛ وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من الفقر، وكان يسأل الله -عز وجل- اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً، ولو كان المسكين أسوأ حالاً من الفقير لتناقض الخبرين، إذ يستحيل أن يتعوذ من الفقر، ثم يسأل ما هو أسوأ حالاً منه، وقد استجاب الله دعاءه وقبضه وله؛ مما أفاء الله عليه، ولكن لم يكن معه تمام الكفاية.[٣] العاملين عليها هم الذين يجمعون المال، أيّ يقبضون أموال الزكاة من أربابها، ويفرقونها على مستحقيها.[٤] المؤلفة قلوبهم هم الكفار الذين يُعطَون ترغيباً وتحفيزاً لهم على الدخول في الإسلام، وقيل هم مسلمون يعطون لتثبيتهم وتمكينهم على الإسلام والإيمان.[٤] في الرقاب وهم المكاتبون من العبيد الذين قد اشتروا أنفسهم من ساداتهم، فهم يسعون في تحصيل ما يفك رقابهم، فيُعانَون على ذلك من الزكاة حتى يتحرروا من الرق.[٥] الغارمون يقسم العلماء الغارمون إلى قسمين كما يأتي:[٥] القسم الأول: الغارمون لإصلاح ذات البين، وهو أن يكون بين طائفتين من الناس شر وفتنة، فيتوسط الرجل للإصلاح بينهم بمال يبذله لأحدهم أو لهم كلهم، فيجعل له نصيباً من الزكاة، ليكون أنشط له وأقوى لعزمه، فيعطى ولو كان غنياً. القسم الثاني: من غرم لنفسه ثم أعسر، فإنه يعطى ما يوفى به دينه. في سبيل الله وهم الغزاة المتطوعون في سبيل الله الذين لا راتب لهم؛ فيعطون من الزكاة ما يعينهم، ويبقيهم على الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، وأدرج كثير من العلماء طالب العلم في هذا الصنف.[٥] ابن السبيل وهو المسافر الغريب الذي انقطع عن أهله وبلده، فيعطى من الزكاة ما يوصله إلى بلده.[٥] فريضة من الله أي أن الله -عز وجل- فرض الزكاة وقدرها على عباده المؤمنين.[٥]
د
قصة اسلاميه
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء - أو سجلا من ماء - ؛ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري .
معاني المفردات
فثار: هاجوا عليه .
ليقعوا به: ليؤذوه بالضرب ونحوه.
ذنوباً: دلواً فيه ماء.
أهريقوا: صبّوا.
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
________________________________
س/ هل يجوز إخراجها من الآن؟
ج/ نعم يجوز على رأي السادة الأحناف وعند الإمام الشافعي، خلافًا لمن قال بأنَّها تُخرَج قبل العيد بيوم أو يومين.
________________________________
س/ آخر موعد لها؟
ج/ صبيحة عيد الفطر، قبل خروج الناس من المصلى.
________________________________
س/ ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر؟!
ج/ طُهرة للصائم، مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث، وإغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في هذا اليوم.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
المرآة الوحيدة التي ورد ذكرها بالاسم في القرآن الكريم هي(مريم بنت عمران عليها السلام).
المرآة التي آوحى اليها سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هي (ام موسى).
خاطرة الاثنين
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الإسلام والحفاظ على البيئة
العناصر
1\ الحفاظ على البيئة مسؤلية كل فرد
2\ لإسلام والحفاظ على البيئة:
3\ بما كسبت أيدي ألناس
===================
1\ مسؤولية الحفاظ على البيئة
حافظ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهديه وتعاليمه على نظافة البيئة وحمايتها ، وجعل ذلك مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع المسلم ، حتى يعيش الناس في بيئة صحية ، جميلة المظهر، خالية من الأوبئة والأمراض ..
2\ لإسلام والحفاظ على البيئة:
إن الله استخلف الإنسان في الأرض؛ ليستمتع بكل ما فيها وَفْق شرع الله، ومِن ثَمَّ يجب على الإنسان أن يحفظ أمانة الاستخلاف، فيراعي التوسط والاعتدال، ولا يفسد في الأرض، وينهى عن الفساد، ويحرص الإسلام على مبدأ هام، ألا وهو عمارة الأرض، والسعي فيها بجد ونشاط، ويأمر بالتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويحرص الإسلام أشد الحرص على المحافظة على ثروات الأرض المختلفة؛ زراعية، وصناعية، ومائية.
يقول تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85].
3\ بما كسبت أيدي الناس
خلق الله كل شيء في الأرض صالحًا في ذاته، صالحًا لغيره من الخلائق، وللأسف فإن الإنسان تدخل بنفسه في إفساد الأرض، يفسد مناخ الأرض، يقدم على تحويل مساحات واسعة من الغابات إلى أراضي زراعية أو رعوية، ويجرف الأرض الزراعية، ويستنزف موارد المياه الجوفية، ويسبب تصحر الأرض، ويسيء خزن الماء خلف السدور،
هكذا جاء الإنسان اليوم فأفسد بما كسبت يداه الأرض الصالحة، وظهرت الآية واضحة جلية: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
ونعم الله لا تُعد ولا تُحصى؛ يقول تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ألم يجعل الله ألأرض مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا؟ ألم ينزل للناس من السماء ماءً طهورًا مباركًا بقدر معلوم؟ من أرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته؟ من يحيي الأرض بعد موتها؟ فلينظر الإنسان إلى طعامه وكيف تشق الأرض شقًّا،ويصب الماء فيها صبًّا، فتخرج منها ثمرات كل شيء نعمةً من الخالق الرازق!
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات،
من شأن وحال المسلم الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات، والتحرز من كل ما يوقعه في تهمة أو شبهة، وذلك لأن مواطن الرِيبة والتهم قد تجر الناس إلى إساءة الظن به، وإطلاق ألسنتهم فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (فمَنِ اتّقى الشُبُهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضِه) رواه مسلم، قال ابن رجب: "أي: طلب لهما البراءة مما يشينهما".
ومن مواقف السيرة النبوية الدالة على أن المسلم عليه أن يبريء نفسه من مواطن الريبة والسوء، حفظاً لعرضه، وصيانة لقلوب الناس وألسنتهم، ما رواه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها: (أنها جاءتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزورُه، وهو مُعْتَكِفٌ في المسجِد، في العَشْر الأواخرِ مِن رمَضان، فتَحَدَّثَت عنده ساعَة مِن العِشاء، ثم قامتْ تَنْقَلِب (ترجع إلى بيتها)، فقام معها النبي صلى الله عليه وسلم يَقْلِبُها (يردها و يمشي معها)، حتى إذا بلغت بابَ المسجد، الذي عِندَ مَسكَن أُمِّ سَلَمَة زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بهِما رجلان مِنَ الأنْصارِ، فسَلَّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نَفَذا (أسرعا)، فقال لهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: علَى رِسْلِكُما (مهلكما)، إنَّما هي صفيَّة بنتُ حُيَيٍّ، قالا: سبحان الله يا رسول الله، ـ وكَبُرَ عليهِما (عظُم و شقّ) ما قال ـ، قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ الشَّيطان يَجْري مِن ابنِ آدَم مَبلَغ الدَّم، وإنّي خَشيتُ أنْ يَقذِف في قُلوبِكُما).
من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذين الصحابيين الأنصاريَّيْن، وخشية أن يلقى الشيطان في قلبيهما شيئاً، فيكون ذلك كفرا، أو يشتغلا بدفع هذه الوسوسة، بيّن لهما حقيقة الأمر، وقطع طريق الشك والوسوسوسة من الشيطان عنهما، فأخبرهما أن التي تقف معه هي زوجته صفية رضي الله عنها، قال ابن حجر في فتح الباري: "النبي صلى الله عليه وسلم لم ينسبهما إلى أنهما يظنان به سوءاً، لما تقرر عنده من صدق إيمانهما، ولكن خشي عليهما أن يوسوس لهما الشيطان ذلك، لأنهما غير معصومين، فقد يفضي بهما ذلك إلى الهلاك، فبادر إلى إعلامهما، حسماً للمادة، وتعليماً لمن بعدهما، إذا وقع له مثل ذلك، وقد روى الحاكم أن الشافعي كان في مجلس ابن عيينة فسأله عن هذا الحديث؟ فقال الشافعي: إنما قال لهما ذلك، لأنه خاف عليهما الكفر، إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما، نصيحة لهما، قبل أن يقذف الشيطان في نفوسهما شيئاً، يهلكان به".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) قال العيني في عمدة القاري: "قيل هو على ظاهره، وأن الله عز وجل جعل له قوة على ذلك، وقيل هو على الاستعارة لكثرة أعوانه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دم، وقيل إنه يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب"، وقال القرطبي: "حمله بعض العلماء على ظاهره، فقال: إن الله تعالى جعل للشيطان قوة وتمكنا من أن يسري في باطن الإنسان، ومجاري دمه
وهذا الموقف النبوي فيه من الفوائد الكثير، قال الخطابي: "في هذا الحديث من العلم استحباب أن يحذر الإنسان من كل أمر من المكروه مما تجري به الظنون، ويخطر بالقلوب، وأن يطلب السلامة من الناس بإظهار البراءَة من الريب".
وقال ابن حجر: "وفي الحديث من الفوائد: جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره والقيام معه، والحديث مع غيره، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم، وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار".
وقال ابن عثيمين في فوائد وعِبر هذا الموقف النبوي: "حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته أهله، ومنها: جواز زيارة المرأة زوجها في الاعتكاف وأن ذلك لا يبطل الاعتكاف..، ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يشيع أهله إذا انقلبوا من عنده إذا كان ذلك ليلا أو في وقت يخاف فيه عليهم، ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يزيل أسباب الوساوس من القلوب، فمثلا إذا خشي أن أحدا يظن به شراً فإنه يجب عليه أن يزيل ذلك عنه ويخبره بالواقع حتى لا يحدث في قلبه شيء، ومنها: أنه إذا حدث للإنسان ما يتعجب منه فليقل سبحان الله كما قال ذلك الأنصاريان وأقرهما النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودرء الشر عنهم".
من المعلوم أن نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه أعظم مخلوق وأفضل نبي، وفضله ومقامُه فوق أي شبهة من الشبهات، ومع ذلك بيَّن لصاحبيه أن التي تقف معه هي زوجته صفية رضي الله عنها، قال الماوردي: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبعد خلق الله من الرِّيَب وأصونهم من التُّهم... فكيف من تخالجت فيه الشُّكوك، وتقابلت فيه الظَّنون؟ فهل يَعْرى مَن في مواقف الرِّيَب مِن قادح محقَّق، ولائم مُصدَّق؟)". وقال ابن دقيق العيد: "في الحديث دليلٌ على التحرّز مما يقع في الوهم نسبة الإنسان إليه مما لا ينبغي، و هذا متأكَّد في حق العلماء و من يُقتدى بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب ظنَّ السوء بهم، وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم"..
ومن ثم فمما ينبغي على المسلم البعد عن مواطن التهم والريب، وأن يقي عِرْضَه من طعنات الألسن فيه، فلا ينبغي أن يُرى حيث تقع في أمره شبهة، أو توجّه له تهمة، ولو كان بريئاً منها وبعيداً عنها، فإذا اضطر لأن يقف موقفاً مشروعاً، وخاف أن يتطرق إليه عند الناس شبهة أو تهمة، فعليه أن يُبادر للتصريح بحقيقة حاله، والتعريف بمشروعية موقفه، إزالة للشبهة، وحفظاً لعرضه، وصيانة لقلوب الناس وألسنتهم، وقد فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال لصاحبيه: (على رِسْلِكُمَا إنها صفية)، قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: "قال المهلب: فيه من الفقه تجنب مواضع التهم، وأن الإنسان إذا خشى أن يسبق إليه بظن سوء أن يكشف معنى ذلك الظن، ويبرئ نفسه من نزغات الشيطان الذى يوسوس بالشر فى القلوب، وإنما خشى عليه الصلاة والسلام أن يحدث على الرجل من سوء الظن فتنة، وربما زاغ بها فيأثم أو يرتد، وإن كان النبى عليه السلام منزهًا عند المؤمنين من مواضع التهم، ففى قوله صلى الله عليه وسلم: (إنها صفية) السُنة الحسنة لأمته، أن يتمثلوا فعله ذلك فى البعد عن التهم ومواقف الرِيَب".
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453
الاثنين 22 رمضان 1445ه الموافق 1/4/2024م
خاطرة الفجر/كلام الناس
درس العصر/زكـاة الفطر
درس التراويج/ مخارج الزكاه
خاطرة الاثنين/ الاسلام والحفاظ على البيئة
درس التهجد (الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات،
زائد/ قصة اسلاميه/فتاوي رمضان/سؤال اليوم
خاطرة الفجر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
كلام الناس
لا يجب أن ننتبه لما يقوله الآخرون ، خاصة إذا كان الكلام افتـراءا وكـذبا علينا ، فإن قال لي أحدهم أنت غبـي ، لن أرد عليه لأني أعلم أني لست غبيا ، وإن قال لي أنت كاذب ، راجعت نفسي فإن لم أجد أني كاذب لـن أرد عليـه ، لأني بالفعل أثق بنفسي وأعلم أني لست كاذبا ، وقد دخل أحد السلف إلى مسجد فعثر برجل أحدهم وقد كان نائما فقال له النائم وقد استيقظ غاضبا : أأنـت حمـار ؟ فأجابه : بالنفي ، فأراد بعضهم أن يبطش به فقال لهم : اتركوه إنما سألني أأنت حمار فأجبته بالنفي ، وانتهت المشكلة .
لماذا تهتم بأشياء لا تهمنـا ولا تعنينـا ونغضـب لوصف لا ينطبق علينا وكذلك كان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قـدوة لنا في هذا فقد ورد في البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنـهم ؟ يشـتمون مذمما ويلعنون مذهما وأنا محمد » .
نعم لقد كانوا إذا أرادوا أن يسـبوا رسـول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : ذهب مذمم وجاء مذمم و لم يذكروا اسمه الحقيقي ولهذا النبـي صلى الله عليه وسلم لم يهتم لأنهم في الحقيقة لم يسبوه باسمه الحقيقي ، فلا تهتم لما يقوله الآخرون عنك .
من كتاب : مهارات الحياة
درس العصر
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
زكـاة الفطر
حكمها: هي فرض على كل مسلم ومسلمة لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان) [رواه الجماعة].
حكمتها: لها حكمتان:
الأولى: تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان.
الثانية: إطعام المساكين ومواساتهم في العيد.
ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود].
على من تجب؟
تجب بضابطين: الأول: كل مسلم ومسلمة صغير أو كبير، حر أو عبد.
الثاني: ملك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعوله في يوم العيد.
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق، قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير .. على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) [رواه الجماعة].
ويستحب أن تخرج عن الجنين كما قال أبو قلابة: (كانت تعجبهم صدقة الفطر عن الصغير والكبير حتى الحمل في بطن أمه) [رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح].
لمن تعطى؟
الصحيح أن زكاة الفطر لا تعطى إلا للفقراء والمساكين، وهم من لا يملكون كفايتهم في يوم العيد، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم: (طعمة للمساكين) [رواه أبو داود]، أما بقية الأصناف الستة فلا يعطون من صدقة الفطر إلا إذا كانوا فقراء أو مساكين فقط.
أصنافها: غالب طعام البلد.
فقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير) [متفق عليه]. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كنا نعطيها زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط) [متفق عليه]. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود]. فهذه الأحاديث تدل على وجوب الصاع من طعام البلد كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (وكان طعامنا يومئذٍ الشعير والزبيب والتمر والأقط) [صحيح البخاري].
وقت إخراجها:
الراجح أنه يستحب إخراجها قبل صلاة العيد، وله أن يعطيها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين، ولا يشرع تأخيرها بعد الصلاة، ولا تجزئ عنه، وأدلة ذلك ما يأتي:
1. أما إخراجها يوم العيد فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (وأمر بها أن تخرج قبل الصلاة) [متفق عليه]، ولأنها من شعائر يوم العيد، والمقصود بها تطهير الصائم بعد شهره، وإسعاد الفقراء في عيدهم.
2. وأما جواز إعطائها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين) [صحيح البخاري]، وجاء عن نافع أن هذا الإعطاء كان للعامل. [موطأ مالك وصحيح ابن خزيمة].
3. وأما عدم إجزائها بعد صلاة العيد فلحديث ابن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) [رواه أبو داود] أي: لا تقبل كزكاة.
درس التراويج
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
مخارج الزكاه
قال الله -عز وجل-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[. التوبه 60 ]
قسّم الله -عز وجل- الزكاة الواجبة على هذه الأصناف، وحصر الزكاة فيها، فلا تبرأ الذمة من الزكاة الواجبة إذا صرفها في غير هذه الأصناف؛ فلا بد أن يصرفها في هذه الأصناف؛ حتى تبرأ الذمة
والصدقة تارة يراد بها الصدقة المستحبة، وتارة يراد بها الزكاة الواجبة، فهي أعم من لفظ الزكاة، أما لفظ الزكاة، فإنه يراد بها الزكاة الواجبة، فهنا يراد بالصدقات الزكاة الواجبة؛ وذلك لأن الصدقة المستحبة يجوز إعطاؤها لغير هذه الأصناف المذكورة، وذلك بخلاف الزكاة الواجبة؛ فإنها لا تعطى لغير هذه الأصناف، ولأن الله -عز وجل- حصر الصدقة في هذه الأصناف؛ فدل على أنها الزكاة الواجبة، والصدقة متى أطلقت في القرآن فهي صدقة الفرض.
على من تجب الزكاة؟
الفقراء والمساكين تعددت آراء أهل التفسير في معنى الفقير والمسكين، فذهب بعضهم إلى أن الفقير هو الذي له بعض ما يكفيه ويُقيمه، وأن المسكين هو من لا شيء له، أي لا يملك ما يكفيه ويقيمه، فالفقير أحسن من المسكين، وذهب بعضهم إلى العكس، فقالوا المسكين هو من يملك ما يكفيه ويقيمه، والفقير هو الذي لا يملك شيئاً، والمسكين هنا أحسن حالاً من الفقير، وهذا هو الصواب والله -تعالى- أعلم؛ وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من الفقر، وكان يسأل الله -عز وجل- اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً، ولو كان المسكين أسوأ حالاً من الفقير لتناقض الخبرين، إذ يستحيل أن يتعوذ من الفقر، ثم يسأل ما هو أسوأ حالاً منه، وقد استجاب الله دعاءه وقبضه وله؛ مما أفاء الله عليه، ولكن لم يكن معه تمام الكفاية.[٣] العاملين عليها هم الذين يجمعون المال، أيّ يقبضون أموال الزكاة من أربابها، ويفرقونها على مستحقيها.[٤] المؤلفة قلوبهم هم الكفار الذين يُعطَون ترغيباً وتحفيزاً لهم على الدخول في الإسلام، وقيل هم مسلمون يعطون لتثبيتهم وتمكينهم على الإسلام والإيمان.[٤] في الرقاب وهم المكاتبون من العبيد الذين قد اشتروا أنفسهم من ساداتهم، فهم يسعون في تحصيل ما يفك رقابهم، فيُعانَون على ذلك من الزكاة حتى يتحرروا من الرق.[٥] الغارمون يقسم العلماء الغارمون إلى قسمين كما يأتي:[٥] القسم الأول: الغارمون لإصلاح ذات البين، وهو أن يكون بين طائفتين من الناس شر وفتنة، فيتوسط الرجل للإصلاح بينهم بمال يبذله لأحدهم أو لهم كلهم، فيجعل له نصيباً من الزكاة، ليكون أنشط له وأقوى لعزمه، فيعطى ولو كان غنياً. القسم الثاني: من غرم لنفسه ثم أعسر، فإنه يعطى ما يوفى به دينه. في سبيل الله وهم الغزاة المتطوعون في سبيل الله الذين لا راتب لهم؛ فيعطون من الزكاة ما يعينهم، ويبقيهم على الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، وأدرج كثير من العلماء طالب العلم في هذا الصنف.[٥] ابن السبيل وهو المسافر الغريب الذي انقطع عن أهله وبلده، فيعطى من الزكاة ما يوصله إلى بلده.[٥] فريضة من الله أي أن الله -عز وجل- فرض الزكاة وقدرها على عباده المؤمنين.[٥]
د
قصة اسلاميه
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء - أو سجلا من ماء - ؛ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري .
معاني المفردات
فثار: هاجوا عليه .
ليقعوا به: ليؤذوه بالضرب ونحوه.
ذنوباً: دلواً فيه ماء.
أهريقوا: صبّوا.
فتاوي رمضان
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
________________________________
س/ هل يجوز إخراجها من الآن؟
ج/ نعم يجوز على رأي السادة الأحناف وعند الإمام الشافعي، خلافًا لمن قال بأنَّها تُخرَج قبل العيد بيوم أو يومين.
________________________________
س/ آخر موعد لها؟
ج/ صبيحة عيد الفطر، قبل خروج الناس من المصلى.
________________________________
س/ ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر؟!
ج/ طُهرة للصائم، مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث، وإغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في هذا اليوم.
سؤال اليوم
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
المرآة الوحيدة التي ورد ذكرها بالاسم في القرآن الكريم هي(مريم بنت عمران عليها السلام).
المرآة التي آوحى اليها سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هي (ام موسى).
خاطرة الاثنين
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الإسلام والحفاظ على البيئة
العناصر
1\ الحفاظ على البيئة مسؤلية كل فرد
2\ لإسلام والحفاظ على البيئة:
3\ بما كسبت أيدي ألناس
===================
1\ مسؤولية الحفاظ على البيئة
حافظ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهديه وتعاليمه على نظافة البيئة وحمايتها ، وجعل ذلك مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع المسلم ، حتى يعيش الناس في بيئة صحية ، جميلة المظهر، خالية من الأوبئة والأمراض ..
2\ لإسلام والحفاظ على البيئة:
إن الله استخلف الإنسان في الأرض؛ ليستمتع بكل ما فيها وَفْق شرع الله، ومِن ثَمَّ يجب على الإنسان أن يحفظ أمانة الاستخلاف، فيراعي التوسط والاعتدال، ولا يفسد في الأرض، وينهى عن الفساد، ويحرص الإسلام على مبدأ هام، ألا وهو عمارة الأرض، والسعي فيها بجد ونشاط، ويأمر بالتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويحرص الإسلام أشد الحرص على المحافظة على ثروات الأرض المختلفة؛ زراعية، وصناعية، ومائية.
يقول تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85].
3\ بما كسبت أيدي الناس
خلق الله كل شيء في الأرض صالحًا في ذاته، صالحًا لغيره من الخلائق، وللأسف فإن الإنسان تدخل بنفسه في إفساد الأرض، يفسد مناخ الأرض، يقدم على تحويل مساحات واسعة من الغابات إلى أراضي زراعية أو رعوية، ويجرف الأرض الزراعية، ويستنزف موارد المياه الجوفية، ويسبب تصحر الأرض، ويسيء خزن الماء خلف السدور،
هكذا جاء الإنسان اليوم فأفسد بما كسبت يداه الأرض الصالحة، وظهرت الآية واضحة جلية: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
ونعم الله لا تُعد ولا تُحصى؛ يقول تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ألم يجعل الله ألأرض مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا؟ ألم ينزل للناس من السماء ماءً طهورًا مباركًا بقدر معلوم؟ من أرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته؟ من يحيي الأرض بعد موتها؟ فلينظر الإنسان إلى طعامه وكيف تشق الأرض شقًّا،ويصب الماء فيها صبًّا، فتخرج منها ثمرات كل شيء نعمةً من الخالق الرازق!
درس التهجد
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات،
من شأن وحال المسلم الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات، والتحرز من كل ما يوقعه في تهمة أو شبهة، وذلك لأن مواطن الرِيبة والتهم قد تجر الناس إلى إساءة الظن به، وإطلاق ألسنتهم فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (فمَنِ اتّقى الشُبُهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضِه) رواه مسلم، قال ابن رجب: "أي: طلب لهما البراءة مما يشينهما".
ومن مواقف السيرة النبوية الدالة على أن المسلم عليه أن يبريء نفسه من مواطن الريبة والسوء، حفظاً لعرضه، وصيانة لقلوب الناس وألسنتهم، ما رواه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها: (أنها جاءتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزورُه، وهو مُعْتَكِفٌ في المسجِد، في العَشْر الأواخرِ مِن رمَضان، فتَحَدَّثَت عنده ساعَة مِن العِشاء، ثم قامتْ تَنْقَلِب (ترجع إلى بيتها)، فقام معها النبي صلى الله عليه وسلم يَقْلِبُها (يردها و يمشي معها)، حتى إذا بلغت بابَ المسجد، الذي عِندَ مَسكَن أُمِّ سَلَمَة زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بهِما رجلان مِنَ الأنْصارِ، فسَلَّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نَفَذا (أسرعا)، فقال لهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: علَى رِسْلِكُما (مهلكما)، إنَّما هي صفيَّة بنتُ حُيَيٍّ، قالا: سبحان الله يا رسول الله، ـ وكَبُرَ عليهِما (عظُم و شقّ) ما قال ـ، قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ الشَّيطان يَجْري مِن ابنِ آدَم مَبلَغ الدَّم، وإنّي خَشيتُ أنْ يَقذِف في قُلوبِكُما).
من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذين الصحابيين الأنصاريَّيْن، وخشية أن يلقى الشيطان في قلبيهما شيئاً، فيكون ذلك كفرا، أو يشتغلا بدفع هذه الوسوسة، بيّن لهما حقيقة الأمر، وقطع طريق الشك والوسوسوسة من الشيطان عنهما، فأخبرهما أن التي تقف معه هي زوجته صفية رضي الله عنها، قال ابن حجر في فتح الباري: "النبي صلى الله عليه وسلم لم ينسبهما إلى أنهما يظنان به سوءاً، لما تقرر عنده من صدق إيمانهما، ولكن خشي عليهما أن يوسوس لهما الشيطان ذلك، لأنهما غير معصومين، فقد يفضي بهما ذلك إلى الهلاك، فبادر إلى إعلامهما، حسماً للمادة، وتعليماً لمن بعدهما، إذا وقع له مثل ذلك، وقد روى الحاكم أن الشافعي كان في مجلس ابن عيينة فسأله عن هذا الحديث؟ فقال الشافعي: إنما قال لهما ذلك، لأنه خاف عليهما الكفر، إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما، نصيحة لهما، قبل أن يقذف الشيطان في نفوسهما شيئاً، يهلكان به".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) قال العيني في عمدة القاري: "قيل هو على ظاهره، وأن الله عز وجل جعل له قوة على ذلك، وقيل هو على الاستعارة لكثرة أعوانه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دم، وقيل إنه يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب"، وقال القرطبي: "حمله بعض العلماء على ظاهره، فقال: إن الله تعالى جعل للشيطان قوة وتمكنا من أن يسري في باطن الإنسان، ومجاري دمه
وهذا الموقف النبوي فيه من الفوائد الكثير، قال الخطابي: "في هذا الحديث من العلم استحباب أن يحذر الإنسان من كل أمر من المكروه مما تجري به الظنون، ويخطر بالقلوب، وأن يطلب السلامة من الناس بإظهار البراءَة من الريب".
وقال ابن حجر: "وفي الحديث من الفوائد: جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره والقيام معه، والحديث مع غيره، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم، وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار".
وقال ابن عثيمين في فوائد وعِبر هذا الموقف النبوي: "حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته أهله، ومنها: جواز زيارة المرأة زوجها في الاعتكاف وأن ذلك لا يبطل الاعتكاف..، ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يشيع أهله إذا انقلبوا من عنده إذا كان ذلك ليلا أو في وقت يخاف فيه عليهم، ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يزيل أسباب الوساوس من القلوب، فمثلا إذا خشي أن أحدا يظن به شراً فإنه يجب عليه أن يزيل ذلك عنه ويخبره بالواقع حتى لا يحدث في قلبه شيء، ومنها: أنه إذا حدث للإنسان ما يتعجب منه فليقل سبحان الله كما قال ذلك الأنصاريان وأقرهما النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودرء الشر عنهم".
من المعلوم أن نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه أعظم مخلوق وأفضل نبي، وفضله ومقامُه فوق أي شبهة من الشبهات، ومع ذلك بيَّن لصاحبيه أن التي تقف معه هي زوجته صفية رضي الله عنها، قال الماوردي: "هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبعد خلق الله من الرِّيَب وأصونهم من التُّهم... فكيف من تخالجت فيه الشُّكوك، وتقابلت فيه الظَّنون؟ فهل يَعْرى مَن في مواقف الرِّيَب مِن قادح محقَّق، ولائم مُصدَّق؟)". وقال ابن دقيق العيد: "في الحديث دليلٌ على التحرّز مما يقع في الوهم نسبة الإنسان إليه مما لا ينبغي، و هذا متأكَّد في حق العلماء و من يُقتدى بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب ظنَّ السوء بهم، وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم"..
ومن ثم فمما ينبغي على المسلم البعد عن مواطن التهم والريب، وأن يقي عِرْضَه من طعنات الألسن فيه، فلا ينبغي أن يُرى حيث تقع في أمره شبهة، أو توجّه له تهمة، ولو كان بريئاً منها وبعيداً عنها، فإذا اضطر لأن يقف موقفاً مشروعاً، وخاف أن يتطرق إليه عند الناس شبهة أو تهمة، فعليه أن يُبادر للتصريح بحقيقة حاله، والتعريف بمشروعية موقفه، إزالة للشبهة، وحفظاً لعرضه، وصيانة لقلوب الناس وألسنتهم، وقد فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال لصاحبيه: (على رِسْلِكُمَا إنها صفية)، قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: "قال المهلب: فيه من الفقه تجنب مواضع التهم، وأن الإنسان إذا خشى أن يسبق إليه بظن سوء أن يكشف معنى ذلك الظن، ويبرئ نفسه من نزغات الشيطان الذى يوسوس بالشر فى القلوب، وإنما خشى عليه الصلاة والسلام أن يحدث على الرجل من سوء الظن فتنة، وربما زاغ بها فيأثم أو يرتد، وإن كان النبى عليه السلام منزهًا عند المؤمنين من مواضع التهم، ففى قوله صلى الله عليه وسلم: (إنها صفية) السُنة الحسنة لأمته، أن يتمثلوا فعله ذلك فى البعد عن التهم ومواقف الرِيَب".
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
01097532293
01147506453