الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    درس الأحد 3\9\2023 تحت عنوان ???????????? ==================÷=== الابتلاء بالغنى والفقر

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    درس الأحد 3\9\2023               تحت عنوان ???????????? ==================÷===                الابتلاء بالغنى والفقر Empty درس الأحد 392023 تحت عنوان ???????????? ==================÷=== الابتلاء بالغنى والفقر

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد السبت سبتمبر 02, 2023 7:08 pm

    درس الأحد 3\9\2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ==================÷===
    الابتلاء بالغنى والفقر
    الله يبتلي المؤمن ليزداد أجره ويبتلي الفاجر والفاسق ليفيق، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]...

    { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[البقرة: 216]

    فيبتلي الفقير بالفقر والغني بالغنى لأن ما يعطيه قد يطغيه :{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]

    فيرى غنى نفسه عن ربه، ورؤية الغنى تورث الاستغناء، والاستغناء يورث الطغيان ،فيطغى ويستغني عندما يصير عنده مال أو جاه أو علم، {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة:3]

    وإن الله تعالى يعطي ويمنع بما يصلح عباده، قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى:27] ،

    وقد ورد في الحديث:
    (أتانِي جِبْرِيلُ فقالَ يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ ويَقُولُ لَكَ: إنَّ مِنْ عِبادي منْ لَا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلاَّ بالغِنَى، ولوْ أفْقَرْتُهُ لَكَفَرَ، وإنَّ منْ عَبَادِي منْ لَا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلاَّ بالفَقْرِ، ولَوْ أغْنَيْتُهُ لَكَفَرَ، وإنَّ مِنْ عَبادِي مَنْ لَا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلاَّ بالسُّقْمِ، ولوْ أصْحَحْتُهُ لَكَفَرَ، وإنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَا يَصْلُحُ إيمانُهُ إلاَّ بالصِّحَّةِ ،ولوْ أسْقَمْتُهُ لَكَفَرَ) أخرجه الخطيب (6/14)

    ( عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/44، رقم 26) والحديث وإن كان ضعيفًا إلا أن معناه صحيح، ولذا أورده الإمام ابن كثير رحمه الله ولم يعلق عليه، وكذا أورده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته المسماة بقاعدة في المحبة. )

    والبعض لم يفهم هذه الحقائق فيعتقد أن الغنى من إكرام الله للعبد والفقر من إهانة الله للعبد، وقد رد الله تعالى على هذا الظن الخاطئ بقوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا *وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) [الفجر:15-20] ، وقال تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) [سبأ:37] .

    وقد بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم المعيار الصحيح للمفاضلة عند الله بقوله: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى" رواه أحمد.
    وكم من صاحب مهنة دنيئة متصف بالإيمان والتقوى أرفع وأحب وأعز عند الله من صاحب جاه وسلطان ومال وهو معرض عن الله تعالى........

    إن المسلم مأمورٌ بالأخذ بالأسباب والسَّعي في طلب الرزق، فإن أصابه الغنى شَكَرَ، وإن أصابه الفقر صَبَرَ، وبقدر التسليم بالقضاء والقدر، وبذل الجهد في الأخذ بالأسباب، يتسابق الفقراء والأغنياء على السواء إلى عبادة الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب ونَيل رضوان الله، وقد يسبق الغني إلى الجنة، وقد يسبق الفقير إلى الجنة، وقد يسبقان جميعًا، وفضل الله واسع

    إن الاستدلال على أنَّ الفقر أفضل من الغنى بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ نِصْفِ يَوْمٍ»؛ فهو استدلال غير صحيح؛ إذ المراد به أنَّ أهل المال يحبسون يوم القيامة حتَّى يُسألوا عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه؟
    ففارقهم الفقراء في ذلك، ولا يدلُّ على أنَّ الفقر ممدوحٌ لذاته.
    ========================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 7:26 am