خاطرة الأربعاء 19\7\2023
تحت عنوان
=====================
العمل الصالح في الأشهر الحرم
العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم بمذاقٍ أكثرَ طيباً، لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاءَ من الله تعالى فيه غَزِيرٌ،
بركات العمل الصالح:
والعمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة على العموم حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخورٌ،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى، قال الله عز وجل: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ الأنبياء:94.
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾البقرة:82.
، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ النساء:124.
، وقال الله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [.يونس:9.
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ طـه:75.
، وعندئذ ٍ، يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ الحج:23..
وفي الدنيا والآخرة سيجد أهل العمل الصالح في الأرض الود الجميل في القلوب جزاءً بعملهم، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾ مريم:96.
، وقد وعدهم الله تعالى بالتمكين والنصر والأمن والإستخلاف في الأرض، قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾ النور: من الآية 55..
فلا يتساوى أهل العمل الصالح والطالح: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ غافر:58.
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ الجاثـية:21
وفي الحديث الشهير عن أهل الغار علمنا النبي المختار صلى الله عليه وسلم أن صالح الأعمال ينقذ من المهالك ويقي النفس شرورها وغوائلها ويرتفع بها إلى درجاتٍ تنقطع فيها الفواصل الفارقة بين بني آدم والملائكة، وجلَّى لنا ذلك في صورٍ ثلاث تجمع بين بر الوالدين ونقاء العرض من الخنا وطهارة اليد من المال الحرام وكلها من أَجَلِّ الأعمال الصالحة.
والعمل الصالح هو وظيفة المؤمن الذي لا يكاد يفرغ من عملٍ ويحلق به إلى أجواز الفضاء حتى يشرع في عملٍ آخر مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ الشرح: 8 ، 9.
، فالمؤمن على طول حياته لا ينفك من العمل الصالح الذي هو قرين الإيمان برب الأكوان، فلا إيمان لمن لا عمل له وآيات القرآن ما فتأت تعلمنا على الدوام أن الإيمان والعمل الصالح قرينان لا ينفكان.
من صور العمل النافع:
وعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة المواتية للتخير من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها
المحافظة الصارمة على صلاة الجماعة لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى وفي ذلك قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) صحيح البخاري 645عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما بسندٍ صحيحٍ.
،
الصيام الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه
ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو،
ومن جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين، قال الله تعالى:﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة:274.
، وقال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلمصدقة السر تطفئ غضب الرب ) الزرقاني في مختصر المقاصد ].
====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
=====================
العمل الصالح في الأشهر الحرم
العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم بمذاقٍ أكثرَ طيباً، لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاءَ من الله تعالى فيه غَزِيرٌ،
بركات العمل الصالح:
والعمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة على العموم حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخورٌ،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى، قال الله عز وجل: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ الأنبياء:94.
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾البقرة:82.
، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ النساء:124.
، وقال الله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [.يونس:9.
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ طـه:75.
، وعندئذ ٍ، يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ الحج:23..
وفي الدنيا والآخرة سيجد أهل العمل الصالح في الأرض الود الجميل في القلوب جزاءً بعملهم، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾ مريم:96.
، وقد وعدهم الله تعالى بالتمكين والنصر والأمن والإستخلاف في الأرض، قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾ النور: من الآية 55..
فلا يتساوى أهل العمل الصالح والطالح: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ غافر:58.
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ الجاثـية:21
وفي الحديث الشهير عن أهل الغار علمنا النبي المختار صلى الله عليه وسلم أن صالح الأعمال ينقذ من المهالك ويقي النفس شرورها وغوائلها ويرتفع بها إلى درجاتٍ تنقطع فيها الفواصل الفارقة بين بني آدم والملائكة، وجلَّى لنا ذلك في صورٍ ثلاث تجمع بين بر الوالدين ونقاء العرض من الخنا وطهارة اليد من المال الحرام وكلها من أَجَلِّ الأعمال الصالحة.
والعمل الصالح هو وظيفة المؤمن الذي لا يكاد يفرغ من عملٍ ويحلق به إلى أجواز الفضاء حتى يشرع في عملٍ آخر مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ الشرح: 8 ، 9.
، فالمؤمن على طول حياته لا ينفك من العمل الصالح الذي هو قرين الإيمان برب الأكوان، فلا إيمان لمن لا عمل له وآيات القرآن ما فتأت تعلمنا على الدوام أن الإيمان والعمل الصالح قرينان لا ينفكان.
من صور العمل النافع:
وعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة المواتية للتخير من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها
المحافظة الصارمة على صلاة الجماعة لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى وفي ذلك قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) صحيح البخاري 645عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما بسندٍ صحيحٍ.
،
الصيام الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه
ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو،
ومن جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين، قال الله تعالى:﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة:274.
، وقال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلمصدقة السر تطفئ غضب الرب ) الزرقاني في مختصر المقاصد ].
====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة