درس الأحد 9\7|2024
تحت عنوان
========================
الحضارة النبوية في النظافة الإنسانية ( 1)
النظافة في الإسلام
النظافة من الامور المهمة جدا وهي لقب ورمز الانسان والمنزل والدولة ويمكنك ان تدرك قيمة الانسان من مظهره الخارجي ونظافة منزله
حيث أن النظافة هي رمز لأي مكان وأي إنسان فعندما تذهب إلى أي مكان تكون نظافة الشوارع هي المؤشر الأول لحضارة هذا المكان
فالنظافة واجبة على كل مسلم ، فالاسلام لم يطلبها إلا أن لها مقاصد دنيوية واخروية تحمينا من أخطار كثيرة.
في النظافة عامل أساسي في التأثير على صحة الجسم ، وكذلك جماله ،
المجتمع المسلم مجتمع نظيف، وهذه النظافة ليست ذوقًا شخصيا في المجتمع المسلم، بل هي من إرث الحضارة النبوية في النظافة الإنسانية ،
وهي عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقُربةٌ من القُرَبِ الي الله تعالى
يقول تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].
هذا الأمر الإلهي بضرورة الطهارة الكاملة قبل الوقوف بين يدي الله في الصلاة أو الطواف، أو تلاوة القرآن هو من لوازم الضراعة والخشوع والتهيئة الروحية لمناجاة الله، ومن هنا كانت فريضة الوضوء والغسل من الجنابة والتيمم في حال عدم وجود الماء، أو في المرض الذي يتأذى صاحبه بالماء.
عن أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ…” رواه مسلم.
فالوضوء شرط لصحة الصلاة، فلا تصح صلاة بلا وضوء. كما أن الوضوء يضفي على المسلم بهاء في الدنيا والآخرة؛ ففي الحديث الصحيح أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ” رواه البخاري.
فالنظافة سلوك يتميز به المسلم، وهو مظهر من مظاهر الحضارة الإسلامية ، وقد اهتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكون المسلم نظيفا في بدنه وثوبه ومكانه.
مفهوم النَّظافة واسعٌ، يشمل كل ما يتعلَّق بالإنسان من البيئة المحيطة، وكلُّها تصبُّ في ذات المعنى: الاهتمام بالشَّيء والتخلُّص من أوساخه والحرص على إظهاره بصورةٍ بهيةٍ، تميل إليها النُّفوس السويَّة وتهوى رؤيتها.
صور من اهتمام الإسلام بالنظافة سنن الفطرة دعا الإسلام إلى النَّظافة الشخصيَّة من خلال سنن الفطرة التي اعتنت بظاهر الإنسان وصورته أمام نفسه والآخرين، وفي إيضاح هذه السُّنن نذكر
قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ، قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ)، [مسلم]
فالمتأمل في هذه السُّنن يلحظ مدى اعتناء الإسلام بصورة الإنسان، بأن يظهر بأبهى حلَّةٍ دون إهمالٍ لنفسه أو تنفير لمن حوله ، فاشتمل عليه الحديث من السُّنن:[ موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 285. )
======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
========================
الحضارة النبوية في النظافة الإنسانية ( 1)
النظافة في الإسلام
النظافة من الامور المهمة جدا وهي لقب ورمز الانسان والمنزل والدولة ويمكنك ان تدرك قيمة الانسان من مظهره الخارجي ونظافة منزله
حيث أن النظافة هي رمز لأي مكان وأي إنسان فعندما تذهب إلى أي مكان تكون نظافة الشوارع هي المؤشر الأول لحضارة هذا المكان
فالنظافة واجبة على كل مسلم ، فالاسلام لم يطلبها إلا أن لها مقاصد دنيوية واخروية تحمينا من أخطار كثيرة.
في النظافة عامل أساسي في التأثير على صحة الجسم ، وكذلك جماله ،
المجتمع المسلم مجتمع نظيف، وهذه النظافة ليست ذوقًا شخصيا في المجتمع المسلم، بل هي من إرث الحضارة النبوية في النظافة الإنسانية ،
وهي عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقُربةٌ من القُرَبِ الي الله تعالى
يقول تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].
هذا الأمر الإلهي بضرورة الطهارة الكاملة قبل الوقوف بين يدي الله في الصلاة أو الطواف، أو تلاوة القرآن هو من لوازم الضراعة والخشوع والتهيئة الروحية لمناجاة الله، ومن هنا كانت فريضة الوضوء والغسل من الجنابة والتيمم في حال عدم وجود الماء، أو في المرض الذي يتأذى صاحبه بالماء.
عن أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ…” رواه مسلم.
فالوضوء شرط لصحة الصلاة، فلا تصح صلاة بلا وضوء. كما أن الوضوء يضفي على المسلم بهاء في الدنيا والآخرة؛ ففي الحديث الصحيح أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ” رواه البخاري.
فالنظافة سلوك يتميز به المسلم، وهو مظهر من مظاهر الحضارة الإسلامية ، وقد اهتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكون المسلم نظيفا في بدنه وثوبه ومكانه.
مفهوم النَّظافة واسعٌ، يشمل كل ما يتعلَّق بالإنسان من البيئة المحيطة، وكلُّها تصبُّ في ذات المعنى: الاهتمام بالشَّيء والتخلُّص من أوساخه والحرص على إظهاره بصورةٍ بهيةٍ، تميل إليها النُّفوس السويَّة وتهوى رؤيتها.
صور من اهتمام الإسلام بالنظافة سنن الفطرة دعا الإسلام إلى النَّظافة الشخصيَّة من خلال سنن الفطرة التي اعتنت بظاهر الإنسان وصورته أمام نفسه والآخرين، وفي إيضاح هذه السُّنن نذكر
قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ، قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ)، [مسلم]
فالمتأمل في هذه السُّنن يلحظ مدى اعتناء الإسلام بصورة الإنسان، بأن يظهر بأبهى حلَّةٍ دون إهمالٍ لنفسه أو تنفير لمن حوله ، فاشتمل عليه الحديث من السُّنن:[ موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 285. )
======================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة