خاطرة الاثنين 3|7\2023
تحت عنوان
=================
حسن تصرف الرسول قولاً وعملاً:
من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل المدينة المنورة مهاجراً، كان كلُّ من فيها من المسلمين يتمنى أن ينال شرف نزوله في داره، ولو اختار أحداً منهم لوجد البقية في نفوسهم، فقال مشيراً إلى ناقته: ((دعوها فإنها مأمورة))
فبركت الناقة أمام بيت أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- فنزل ضيفاً عنده، ريثما يجد له بيتاً يسكنه، ورضي الجميع.( سيرة بن هشام)
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه مرة عن أناس يدخلون الجنة بغير حساب، وذكر صفاتهم التي تميزهم عن غيرهم، فقال له رجل- يقال له عكاشة-: ادع الله لي أن أكون منهم يا رسول الله! فقال: ((أنت منهم يا عكاشة)) فقام آخر يطلب مثل ذلك، فقال له: ((سبقك بها عكاشة))رواه احمد]
وفي جوابه بلا غة أرضت السائل، ومنعت غيره أن يسأل كما سأل عكاشة. ولو أجاب الثاني لسأل الجميع مثل سؤاله، وقد يكون فيهم من لا يستحق ذلك، فيقع الحرج، فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم مقنعاً، ومانعاً للحرج.
وفي ذلك دعوة إلى الإحسان بالوالدين ولو كانا على كفر أو ضلال، مع نصحهما، وتذكيرهما بالحق بحلم، وأدبٍ، ورفق. فكم من والد اهتدى على يد ولده البار الصالح المحسن! وكم من والدة اهتدت على يد ولدها أو ابنتها! حين تتوفر الحكمة عند الأولاد الصالحين في نصح آبائهم الضالين. (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (البقرة: ٢٦٩) والله تعالى دعا إلى الإحسان بالوالدين ولو كانا مشركين، فقال: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (لقمان: ١٥)
==================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
=================
حسن تصرف الرسول قولاً وعملاً:
من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل المدينة المنورة مهاجراً، كان كلُّ من فيها من المسلمين يتمنى أن ينال شرف نزوله في داره، ولو اختار أحداً منهم لوجد البقية في نفوسهم، فقال مشيراً إلى ناقته: ((دعوها فإنها مأمورة))
فبركت الناقة أمام بيت أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- فنزل ضيفاً عنده، ريثما يجد له بيتاً يسكنه، ورضي الجميع.( سيرة بن هشام)
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه مرة عن أناس يدخلون الجنة بغير حساب، وذكر صفاتهم التي تميزهم عن غيرهم، فقال له رجل- يقال له عكاشة-: ادع الله لي أن أكون منهم يا رسول الله! فقال: ((أنت منهم يا عكاشة)) فقام آخر يطلب مثل ذلك، فقال له: ((سبقك بها عكاشة))رواه احمد]
وفي جوابه بلا غة أرضت السائل، ومنعت غيره أن يسأل كما سأل عكاشة. ولو أجاب الثاني لسأل الجميع مثل سؤاله، وقد يكون فيهم من لا يستحق ذلك، فيقع الحرج، فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم مقنعاً، ومانعاً للحرج.
وفي ذلك دعوة إلى الإحسان بالوالدين ولو كانا على كفر أو ضلال، مع نصحهما، وتذكيرهما بالحق بحلم، وأدبٍ، ورفق. فكم من والد اهتدى على يد ولده البار الصالح المحسن! وكم من والدة اهتدت على يد ولدها أو ابنتها! حين تتوفر الحكمة عند الأولاد الصالحين في نصح آبائهم الضالين. (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (البقرة: ٢٦٩) والله تعالى دعا إلى الإحسان بالوالدين ولو كانا مشركين، فقال: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (لقمان: ١٥)
==================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة