خاطرة الأربعاء 7\6\2023
تحت عنوان
==================
الذرية الطيبة
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٢٨ البقرة﴾
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 33، 34].
من معالم التوفيق أن يرزق العبد بذرية طيبة في حياته الدنيا، تسمع وتطيع، ذريةً يُعين بعضهم بعضًا على طاعة ربهم، يتواصون بالصبر والمرحمة، يتعاونون على أمور دنياهم، يحترمون كبيرهم ويرحمون صغيرهم، ويتفقدون قريبهم، يلتقون دائمًا في المناسبات والأفراح وعند الأزمات والمُلمات. إنها عائلة كبيرة مترامية الأطراف، لكنك تراهم كالجسد الواحد يجمعهم الحب والإخاء والسعادة والتعاون والتواصل والتراحم. وإذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق، إنه التوفيق! الموفق من يدعو ربه ليلًا ونهارًا بالذرية الطيبة {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [آل عمران: 38]. وسبق أن قرأت هذه القصة اللطيفة التي تبين لنا ثمرة وبر الذرية الطيبة. في سنة مضت أراد الأب أن يحج، فتوفاه الله يوم الثالث من ذي الحجة، ولما كان يوم عرفة، التقى أولاده وجهًا لوجه بقدر الله؛ ليتبين أن كل واحد منهم قد نوى، وجاء للحج عن أبيه دون أن يخبر أحد منهم الآخر سلفًا بما عزم عليه.
فهنيئًا له بهذه الذرية المباركة!
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح: 28].
بل تأمل دعاءهم وتضرعهم لربهم بصلاح ذريتهم: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]. ومن عجائب ما يروى من قصص البر بالآباء ما ذكره أحد الدعاة قائلًا: تنازع أخ وأخته عند القاضي، كل منهما يريد أن تبقى أمهما المقعدة عنده، فالبنت تقول: يا شيخ، من يحملها لدورة المياه؟ فإنه لا يجوز له، فإما أن تحملها زوجه أو الخادمة، وأنا ابنتها وأحق بها، والرجل يقول: يا شيخ، أنا لا أريد أن تكون عند زوج أختي بل أريدها عندي، فحكم القاضي بأن تكون عند البنت، فغضب الابن وقال: اتق الله يا شيخ، سأخاصمك أمام الله جل وعلا، أتحرمني من أمي؟
ادع لذريتك بالهدى وتيسير الهدى لهم،
وصرف السوء والفحشاء عنهم
=====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
==================
الذرية الطيبة
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٢٨ البقرة﴾
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 33، 34].
من معالم التوفيق أن يرزق العبد بذرية طيبة في حياته الدنيا، تسمع وتطيع، ذريةً يُعين بعضهم بعضًا على طاعة ربهم، يتواصون بالصبر والمرحمة، يتعاونون على أمور دنياهم، يحترمون كبيرهم ويرحمون صغيرهم، ويتفقدون قريبهم، يلتقون دائمًا في المناسبات والأفراح وعند الأزمات والمُلمات. إنها عائلة كبيرة مترامية الأطراف، لكنك تراهم كالجسد الواحد يجمعهم الحب والإخاء والسعادة والتعاون والتواصل والتراحم. وإذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق، إنه التوفيق! الموفق من يدعو ربه ليلًا ونهارًا بالذرية الطيبة {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [آل عمران: 38]. وسبق أن قرأت هذه القصة اللطيفة التي تبين لنا ثمرة وبر الذرية الطيبة. في سنة مضت أراد الأب أن يحج، فتوفاه الله يوم الثالث من ذي الحجة، ولما كان يوم عرفة، التقى أولاده وجهًا لوجه بقدر الله؛ ليتبين أن كل واحد منهم قد نوى، وجاء للحج عن أبيه دون أن يخبر أحد منهم الآخر سلفًا بما عزم عليه.
فهنيئًا له بهذه الذرية المباركة!
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح: 28].
بل تأمل دعاءهم وتضرعهم لربهم بصلاح ذريتهم: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]. ومن عجائب ما يروى من قصص البر بالآباء ما ذكره أحد الدعاة قائلًا: تنازع أخ وأخته عند القاضي، كل منهما يريد أن تبقى أمهما المقعدة عنده، فالبنت تقول: يا شيخ، من يحملها لدورة المياه؟ فإنه لا يجوز له، فإما أن تحملها زوجه أو الخادمة، وأنا ابنتها وأحق بها، والرجل يقول: يا شيخ، أنا لا أريد أن تكون عند زوج أختي بل أريدها عندي، فحكم القاضي بأن تكون عند البنت، فغضب الابن وقال: اتق الله يا شيخ، سأخاصمك أمام الله جل وعلا، أتحرمني من أمي؟
ادع لذريتك بالهدى وتيسير الهدى لهم،
وصرف السوء والفحشاء عنهم
=====================
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير شبرا الخيمة شرق القليوبية
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة