الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خاطرة الاثنين 29\5\2023 تحت عنوان ???????????? ====================== الحياء خُلُق الإسلام

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خاطرة الاثنين 29\5\2023                  تحت عنوان ???????????? ======================                 الحياء خُلُق الإسلام Empty خاطرة الاثنين 2952023 تحت عنوان ???????????? ====================== الحياء خُلُق الإسلام

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين مايو 29, 2023 12:36 am

    خاطرة الاثنين 29\5\2023
    تحت عنوان 👇👇👇
    ======================
    الحياء خُلُق الإسلام

    قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ» رواه البخاري ومسلم. وفي حديث آخَر: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» رواه مسلم.

    وإذا تخلَّق الإنسان بِخُلُق الحياء؛ دلَّ ذلك على حُسْن أدبه، ونقاء سريرته، وكمال إيمانه، قال صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري ومسلم. و
    قد مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ - فَقَالَ له: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري ومسلم.


    يُعرَّف الحياء: بأنه خُلُق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حقٍّ من الحقوق، وهو خُلُق جميل يدعو إلى التحلي بالفضائل، والبعد عن الرذائل،

    والفرق بين الحياء والخجل:
    الحياء فيه يترفَّع المرء عن المعاصي والآثام، وأمَّا الخجل فإنه منقصة؛ لشعور الإنسان بقصوره أمام الآخرين، فلا يُطالب بحقِّه لخجله،

    ومن فضائل الحياء:
    أنه من صفات الربِّ سبحانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا، أَوْ خَائِبَتَيْنِ» صحيح - رواه ابن ماجه.


    والحياء من خُلُقِ الملائكة والأنبياء:
    قال النبي صلى الله عليه وسلم - في عثمان - رضي الله عنه: «أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ؟» رواه مسلم.

    والحياء خُلُق الإسلام: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ» حسن - رواه ابن ماجه.

    والحياء يُفضي للجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ؛ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ؛ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» صحيح - رواه الترمذي وابن ماجه.

    والحياء زينة الأخلاق: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ، وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ» صحيح - رواه الترمذي وابن ماجه.

    والحياء عاصم من المعاصي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» رواه البخاري.


    أالحياء له مجالات متنوعة:

    أولاً: الحياء من الله تعالى: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». قَالوا: إِنَّا لَنَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» حسن - رواه الترمذي.


    ثانياً: حياء العبد في نفسه: فيستحي من أن تُشوَّه سُمعتُه، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم، لَمَّا خرج ليلاً؛ لِيوصِلَ إحدى زوجاته إلى دارها فمر به رجلان فأسرعا، فناداهما قائلاً: «عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ». فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا» رواه البخاري.

    ثالثاً: حياء العبد في مجلسه: ومن ذلك: ألاَّ يتكلَّم عن خصوصياته وأهله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مِنْكُمُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ سِتْرَهُ، وَاسْتَتَرَ بِسِتْرِ اللَّهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا، فَعَلْتُ كَذَا؟». فَسَكَتُوا. فَأَقْبَلَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ «هَلْ مِنْكُنَّ مَنْ تُحَدِّثُ؟». فَسَكَتْنَ. فقالت امرأةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُمْ لَيَتَحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُنَّ لَيَتَحَدَّثْنَهْ. فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا مَثَلُ ذَلِكَ؟». فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ؛ مَثَلُ شَيْطَانَةٍ لَقِيَتْ شَيْطَانًا فِي السِّكَّةِ، فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ» صحيح - رواه أبو داود.

    رابعاً: الحياء من ذوي الحقوق: ومنه: الحياء مع الوالدين: ولمَّا رأى أبو هريرة - رضي الله عنه – غلاماً يمشي مع رجل، قال للغلام: (مَنْ هذا منك؟) قال: أبي. قالSadاسمع! لا تمشِ أمامه، ولا تستبَّ له [أي: لا تكن سبباً في أنْ يسبه أحد]، ولا تجلس قبله، ولا تُناده باسمه).

    هناك أمن الحياء في شيء، ومن ذلك: السكوت على الباطل بدعوى الحياء، قال النووي - رحمه الله: (صاحبُ الحياء قد يستحي أنْ يُواجِه بالحقِّ مَنْ يُجِلُّه؛ فيترك أمرَه بالمعروف ونهيَه عن المنكر، وقد يَحمِلُه الحياءُ على الإخلال ببعض الحقوق... فهذا ليس بحياءٍ حقيقةً؛ بل هو عَجْزٌ وخَوَرٌ ومَهَانَةٌ، وإنِّما تسميتُه حياءً من إطلاق بعضِ أهلِ العُرْفِ، أطلقوه مَجَازاً؛ لمشابهته الحياءَ).

    وممَّا تنزَّه اللهُ عنه: الاستحياء من الحق، مع أنه سبحانه موصوف بالحياء؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾ [البقرة: 26]، وسببها: أن المنافقين لَمَّا ضَرَبَ اللهُ مثلَهم: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17]، وقوله: ﴿ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾ [البقرة: 19]، قالوا: اللهُ أعلى وأجلُّ من أنْ يضرب هذه الأمثال! فأنزل اللهُ الآية.

    ونهى اللهُ المؤمنين عن دخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ بإذن، وأمَرَهم بعدم المكوث طويلاً - بعد الضيافة؛ وعلَّل ذلك بقوله: ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53].

    ليس من الحياء:
    الامتناع عن السؤال والتَّعلُّم في أمور الدِّين: لذا امتدحت عائشةُ - رضي الله عنها - نساءَ الأنصار بقولها: (نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ؛ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ) رواه البخاري. َ

    معشر الفضلاء.. إذا كان الحياءُ في الرجال جميلاً؛ فهو في النساء أجمل؛ لأنه لها أستر وأكمل، قال الله تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25].
    ========================
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    كبير أئمة شبرا الخيمة شرق القليوبية
    جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 11:25 am