الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الكســـــب الحلال)) الجمعة غرة جمادى الأولى 1444هـ الموافق 25من نوفمبر 2022م

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الكســـــب الحلال)) الجمعة غرة جمادى الأولى 1444هـ الموافق 25من نوفمبر 2022م Empty الكســـــب الحلال)) الجمعة غرة جمادى الأولى 1444هـ الموافق 25من نوفمبر 2022م

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين نوفمبر 21, 2022 11:47 pm

    الكســـــب الحلال))
    الجمعة غرة جمادى الأولى 1444هـ الموافق 25من نوفمبر 2022م
    ===========================================
    أولا: العناصر:
    1. الأمر بتحري الحلال في كل شئوننا.
    2. من صفات الكسب الحلال.
    3. الخطبة الثانية: (سبعةٌ من فضائل تحري الكسب الحلال).
    ========
    ثانيا: الموضوع:
    ========
    الحمد لله رب العالمين، هدانا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، أمرنا بالطيبات وأبان لنا طرقها، ونهانا عن الخبائث وحذرنا سوء عاقبتها، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صادق الوعد الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد أيها الأحبة الكرام:
    ===========================================
    (1) ((الأمر بتحري الحلال في كل شئوننا))
    ===========================================
    فقد دعانا القرآن الكريم والسنة النبوية في كثير من نصوصهما إلى تحري الحلال في مطعمنا ومشربنا وملبسنا وجميع معاملاتنا، وحذرانا من اكتساب الحرام فيها، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169،168]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:172]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}...)(رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ..)( اللفظ لمسلم)، فإذا كان اتقاء الشبهات استبراء للدين والعرض، فاتقاء الحرام من باب أولى، وقال (صلى الله عليه وسلم): (طَلَبُ الْحَلَالِ جِهَادٌ)(مسند الشهاب).
    ===
    وهكذا نصحنا سلفنا الصالح (رضوان عليهم)، قال أحد التابعين الأجلاء: (طَلَبُ الْحَلَالِ مِثْلُ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ بَاتَ عَيِيًّا مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ بَاتَ وَاللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) عَنْهُ رَاضٍ)( شعب الإيمان)، وقال محمَّد بن واسع (من صغار التابعين ت123هـ) لمالك بن دينار (من صغار التابعين ت130): (مَالَكَ لَا تُقَارِعُ الْأَبْطَالَ؟). قال: (وَمَا مُقَارَعَةُ الْأَبْطَالِ؟). قال: (الْكَسْبُ مِنَ الْحَلَالِ وَالْإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ)(شعب الإيمان).
    ===========================================
    (2) ((من صفات الكســــب الحلال))
    ===========================================
    وقد جاء القرآن الكريم ومعه السنة النبوية المطهرة، وبيّنا ووضحا لنا صفات الكسب الحلال، فمن صفات الكسب الحلال:
    ======
    1ـ كونه متحصلا من العمل باليد في المهن والحرف والصناعات المشروعة، فما من نبي من الأنبياء إلا وكان له حرفةٌ أو مهنةٌ، أو صنعةٌ، فقد كانوا صلوات ربي وسلاماته عليهم لا يأكلون إلا من عمل أيديهم، وكانوا لا يسألون الناس إلحافا، فآدم (عليه السلام) كان فلاَّحًا يحرُث الأرض ويزْرَعها بنفسِه، وإدريس (عليه السلام) كان خيَّاطًا، ونوحٌ (عليه السلام) كان نجَّارًا، حتى خاطبه ربنا قائلًا: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}[هود:37]، وإبراهيم (عليه السلام) كان بنَّاءً، بنَى الكعبة (البيت الحرام) وعاونَه في بنائها ولدُه إسماعيل (عليه السلام)، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:127]، وإلياسُ (عليه السلام) كان نسَّاجًا، وداودُ (عليه السلام) كان حدادًا يصنَع الدروع، حتى قال ربنا عنه: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ*وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}[الأنبياء:80،79]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ)(رواه البخاري).
    بالإضافة إلى أن كل نبيّ من الأنبياء، ومنهم نبينا (صلى الله عليه وسلم) ـ قام برعي الغنم، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ). فقال الصحابة (رضي الله عنهم): وأنت يا رسول الله؟. فقال: (نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ)(رواه البخاري).
    ======
    2ـ ومن صفات الكسب الحلال كونه بعيدًا عن الطرق المحرمة الغير مشروعة المحرمة، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}[النساء:29].
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة، الرشوة: وهي ما يعطى لإبطال حق، أو إحقاق باطل، أو هي ما يؤخذ أو يعطى بغير حق للوصول إلى أمر ما، قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:188]، وقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ، وَالْمُرْتَشِيَ، وَالرَّائِشَ، وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا)(رواه أحمد).
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة أيضًا، الربا: وهو أخذ الحق زائدًا عن مقداره، كمن أقرضتَه مائة جنيه واشترطتَ عليه أن يردها مائة وعشرين جنيهًا، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة:275]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة:279،278]، وأعلن النبي (صلى الله عليه وسلم) حربه على الربا والمرابين، وبيّن خطره على الفرد والمجتمع، فقال (صلى الله عليه وسلم): (لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ)(رواه أحمد). فآكِل الربا، وكلُّ مَنْ ساعد في أكله مَلعونٌ، أي: مطرودٌ مِن رحمة الله (عزّ وجلّ).
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة أيضًا، الاعتداء على المال العام: وهو المال الموقوف على مصالح الناس، كالطرق العمومية، والشوارع والطرقات، وكالترع والمصارف، وشبكة الكهرباء، ودور العبادة، والمدارس، والمعاهد، والجامعات، والمستشفيات، ووسائل النقل والمواصلات، والأشجار، والأنهار، والجبال، والشواطئ...إلخ، وكل ما ينتفع به الناس، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[آل عمران:161]، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فقام رجل أسود من الأنصار، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك، قال: (وَمَا لَكَ؟). قال: سمعتك تقول: كذا وكذا. قال: (وَأَنَا أَقُولُهُ الْآنَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى)(رواه مسلم).
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة أيضًا، الغش في البيع والشراء، والتلاعب فيه وفي مقاديره: قال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[المطففين:1ـ3]، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا فقال: (مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟). قال أصابته السماء يا رسول الله. قال: (أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي)(رواه مسلم).
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة أيضًا، احتكار الغذاء، واستغلال حاجة الناس: أي: حبس السلع الضرورية ومنعها ليزيد ثمنها، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ)(رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ، ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ)(رواه ابن ماجه).
    ==
    ومن طرق كسب المال المحرمة الغير مشروعة أيضًا، البيوع المحرمة: سواء أكانت ببيع الأشياء المحرمة كالسجائر والدخان والمعسل والترامادول وكافة أشكال المخدرات والمفترات، أم بطريقة بيع محرمة، كتلقي الركبان، وبيع حاضر لباد؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ، وَالْمَيْتَةِ، وَالْخِنْزِيرِ، وَالْأَصْنَامِ). فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة، فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس، فقال: (لَا، هُوَ حَرَامٌ). ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك: (قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا أَجْمَلُوهُ (أذابوه)، ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ)(متفق عليه)، وعن ابن مسعود (رضي الله عنه)، قال: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ (أجر الزنا)، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ (أجر الشعوذة))(متفق عليه).
    ======
    3ـ ومن صفات الكسب الحلال كونه بعيدًا عن المغالاة في الأسعار، والربح الفاحش؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم) محرمًا المغالاة في الأسعار: (مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(رواه أحمد)؛ ولقوله (صلى الله عليه وسلم): (اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ)(رواه مسلم).
    ======
    4ـ ومن صفات الكسب الحلال كونه بعيدًا عن الحلف الكاذب؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[آل عمران:77]، ولقوله (صلى الله عليه وسلم): (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). قال: فقرأها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث مرارا، قال أبو ذر (رضي الله عنه): خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟. قال: (الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)(رواه مسلم)، وقال أيضًا: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ)(رواه الترمذي).
    عباد الله أقول قولي هذا، وأستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
    ===========================================
    (الخطبة الثانية)
    ((سبعةٌ من فضائل تحري الكسب الحلال))
    ===========================================
    الحمد لله ربّ العالمين، أعد لمن أطاعه جنات النعيم، وسعر لمن عصاه نار الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صلّ عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    أحبتي في الله: رأينا دعوة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى تحري الكسب الحلال في جميع شئوننا، وبقي لنا في تلك الجمعة المباركة أن نعيش مع بعض فضائل تحري الكسب الحلال، فأقول:
    ======
    من فوائد تحري الحلال: الزيادة الحقيقية أو البركة الحسية والمعنوية في العمر والرزق، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا)(رواه ابن ماجه)، والاعتداء على المال العام واستباحته من أكبر الذنوب والخطايا، والوقوع فيه سببٌ في الحرمان من الرزق، والعكس بالعكس، فمن ابتعد عن الحرام، بارك الله في عمره ورزقه، وحياته كلها.
    قال تعالى محذرًا لنا من المعاصي ككل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه:124ـ126].
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: حفظ الذرية والأولاد، قال تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء:9]، وقال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}[الكهف:82]، وهل يشك عاقل في أن التقوى والصلاح من أوجب الواجبات، وأنها سببٌ في صلاح الذرية، وأن الوقوع في الحرام والتلبس به قد يكون فيه فساد وضياع أولادِنا عقوبة لنا، فبنو إسرائيل لما كذبوا أنبياءهم، وقتلوهم بغير حق، وتنكروا لهدايات السماء، سلط الله الفراعنة عليهم يذبحون أبناءهم ويستحيون نسائهم، فكل ذلك بسبب ذنوبهم.
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: القوة في البدن، والعافية على العمل، والقدرة على الأعداء، قال تعالى على لسان هود (عليه السلام): {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}[هود:52]، فقوله تعالى: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ} في تفسيره ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الولد وولد الولد. والثاني: يزدكم شدة إِلى شدتكم. والثالث: خِصبًا إِلى خصبكم.
    وقال الإمام عليّ (رضي الله عنه): شكت فاطمة (عليها السلام) ما تلقى من أثر الرحا (آلة حجرية لطحن الحبوب)، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) سبيٌ، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة (رضي الله عنها) فأخبرتها، فلما جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم، فقال: (عَلَى مَكَانِكُمَا). فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: (أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)(متفق عليه).
    أما الوقوع في الحرام والتلبس به: فلا يسبب لنا إلا كلّ ضعف بدني ومعنوي، وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل:112]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا). فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ). فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: (حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)(رواه أبو داود).
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: محبة الحق تبارك وتعالى، وما يترتب عليها من عطايا ومنح، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)(رواه البخاري).
    أما الوقوع في الحرام، والتلبس به: فيورث السخط والبغض للعبد من الله، قال (صلى الله عليه وسلم): (... وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا (لأجل معصيته وتلبسه بالحرام) دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ)(رواه مسلم).
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: الفتح الرباني أو العلم اللدني، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة:282]، وقال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}[الكهف:65].
    أما الوقوع في الحرام والتلبس به: فيذهب بالعلم ونوره، وبعد أن كان العبد مرفوعًا بالعلم فإنه ينحط بالمعاصي والسيئات، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ*وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف:176،175]، ويقول الإمام الشافعي (رحمه الله):
    شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي**** فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
    وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ****ونورُ الله لا يهدى لعاصي
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: النجاة من المهالك والمزالق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق:3،2]، و انظروا إلى هذا المشهد من قصة موسى (عليه السلام)، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ*قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ*فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ*وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ*وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}[الشعراء:61ـ65]، وانظروا إلى نفس الموقف للفرعون الذي ادعى الربوبية، قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ*آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}[يونس:90ـ92]، فمن كان عبدًا لله واتبع حلاله، واجتنب حرامه نصره الله على أعدائه، وأمدّه وأعانه، وجعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كان الأخرى كانت الأخرى.
    ======
    ومن فوائد تحري الحلال: إجابة الدعاء، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر: (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟)(رواه مسلم)، وكان ابن مسعود (رضي الله عنه) جالسًا بعد الصبح في حلقة، فقال: (أَنْشُدُ اللهَ قَاطَعَ رَحِمٍ لَمَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ مُرْتَجَةٌ دُونَ قَاطَعِ رَحِمٍ)(المعجم الكبير للطبراني).
    ===========================================
    فاللهمّ أرنا الحق حقا، وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه، اللهمّ علمنا من لدنك علما نصير به عاملين، وشفّع فينا سيّد الأنبياء والمرسلين، واكتبنا من الذاكرين، ولا تجعلنا من الغافلين ولا من المحرومين، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النّعيم.
    اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء، اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنّا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.
    كتبها الشيخ الدكتور/ مسعد أحمد سعد الشايب
    #خطب_ابن_الشايب

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 9:25 am