الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعه 13 2 2014 إشراقة أمل وانطلاقة,

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2689
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعه 13 2 2014 إشراقة أمل وانطلاقة, Empty خطبة الجمعه 13 2 2014 إشراقة أمل وانطلاقة,

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء فبراير 12, 2014 10:58 pm

    خطبة الجمعه 13 2 2014
    إشراقة أمل وانطلاقة,
    أيها المؤمنون: انظروا إلى بواعث أمل الله تنتهي في حياتنا.
    إن إيماننا ما يزال -بحمد الله- في قلوبنا، إن إسلامنا في أركانه ما نزال نجتمع له في صلاتنا وفي حجنا وفي صيامنا وزكاتنا، إننا ما نزال نتلو وإن كنا نقصّر ونهجر ما نزال نتلو كتاب ربنا.
    إنني أذكركم هنا بصناعة الأمل والعمل في المواقف المتصلة بهذا التاريخ الذي نتحدث عنه،
    وأعيدكم إلى ما قبل الهجرة بقليل, ألم يذهب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يحذوه أمل ويخرجه عمل إلى الطائف ليلتمس لدعوته نصراء؟، ليلتمس لدينه من يرفع رايته؟ وكان الرد كما تعلمون، وكان الأمر على نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- عظيمَ الوقع شديدَ الأثر كما هو معلوم, حتى مضى يمشي ويهيم على وجهه, لكنه لم يفقد الأمل؛ لأنه موصول بالله، واصلَ ظلَّ في المواسم يعرض نفسه على القبائل من ينصرني من يأويني؟ حتى إذا كان ذلك الموسم ولا أحد يرد عليه، ولا أحد يستجيب له بل لا يجد إلا ردودًا قبيحة ومواقف سيئة.
    قُوِّضت الخيام والناس يوشكون على المغادرة, ونفر قليلون يحلق بعضهم لبعض متهيئين للانطلاق، وقف سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- والأمل ما زال في قلبه ونفسه, وقف يحدِّث هؤلاء النفر.
    القبائل والزعماء -وهم مستقرون- ما استجابوا له، الشمسُ في نحر الظهيرة والناس يستعدون للرحيل وقف فدعاهم, تحدثَ إليهم.
    أولئك النفر كانوا أصحاب بيعة العقبة الأولى من بعد وهم الذين كانوا من بعد أصحاب بيعة العقبة الثانية، وهم الذين كانت فيهم بيعة بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرًا بواحًا لنا عليه من الله برهان.
    ومن بعد ذلك تهيأت الهجرة وفتحت المدينةُ قلوبَ أبنائها وصدورهم وبيوتهم وأموالهم لتستقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتقيم دولة الإسلام وتكون موئل الرسالة ومنطلق الدعوة.
    كان أمل وتبعه عمل, ذلك هو الذي شق طريق الهجرة وأقام معالم الدولة ونشر دين الإسلام في شتى بقاع الأرض، وفي الهجرة نفسها أحكم النبي -صلى الله عليه وسلم- خطته, وهيأ عدّته إلى أن وقف المشركون على فم الغار, كل التخطيطات لم تؤدِ إلى النتيجة النهائية حسب القدرة والطاقة البشرية، أبو بكر في تلك اللحظة الخوفُ يخالط قلبه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، على الدعوة التي تريد أن تنطلق من هذا الحصار المضروب عليها في مكة، يا رسول الله: لو نظر أحدهم إلى موقع نظريه لرآنا, ويأتي جواب الأمل والثقة واليقين: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"، لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب ولا يعرف كيف سينتهي الموقف، لكنه كان يعلم أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, لكنه يعلم أنه سائر على منهج الله ورافع راية الله وداع إلى دين الله وناصر عباد الله، انفرج كل كرب وزال كل صعب وتهيأ كل أمر ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما مضى من قبل عندما أخذ التراب يحثوه على رؤوس القوم وهم عند بابه، هكذا تعطينا الهجرة كيف نبعث الأمل وكيف نجود بالعمل.
    وهنا أنقلكم إلى صور كثيرة من آيات القرآن تعبر كذلك عن مواقف السيرة: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة : 214].
    ونحن اليوم نرى من أبناء أمَّتنا من يرى أن نصر الله ليس ببعيد فحسب بل هو مستحيل؛ كأنما قد انقطعنا عن مصدر اليقين والإيمان بما جاء في كتاب الله وبما ثبت في سنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، ألم يحاصر النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون في المدينة يوم الأحزاب؟، ألم يكونوا في شدة خوف وجوع وبرد؟ ألم يربط سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- حجرين على بطنه من شدة الجوع؟! ألم يكن الصحابة يخشى أحدهم أن يذهب قليلاً ليقضي حاجته؟!
    في ظل ذلك الظرف العصيب كبر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم "الله أكبر الله أكبر أبشروا" كبّر وبشّر صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى وصف لنا الحال (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب: 10، 11]، لكن إيمانهم لم يتزلزل ويقينهم بالله لم يتزعزع، وثباتهم العملي وجهدهم البشري في حفر خندقهم وفي مناوبة حراستهم لم يتأخر لحظة واحدة: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) [الأحزاب: 25]، جند من جند الله ريح أطفأت نيرانهم وأكفأت قدورهم وخلعت ثيابهم فانصرفوا لا يلوون على شيء، قد تقولون لي ذاك محمد -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم نعم هو رسول الله، لكن ألستم أنتم أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-، أليست هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! أليس القرآن الذي أنزل عليه هو القرآن الذي بين أيديهم اليوم لم يتغير منه حرف واحد؟!
    .

    وهكذا لو أردنا أن نأخذ صورة أخرى لهالنا الأمر أيها الإخوة الكرام، في الحادي والعشرين من شهر الله المحرم أي في مطلع عام من الأعوام، عام ستة وخمسون وستمائة للهجرة دخل التتار إلى بغداد، وقتلوا الخليفة ودمروا عاصمة الدولة الإسلامية، وقتلوا في ذلك الوقت كما ذكر ابن كثير في تاريخه قال: ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، قال: حتى سالت ميازيب بيوت بغداد من دماء المسلمين، وحتى وصل نتن جيفهم إلى بلاد الشام، أمرٌ عظيم هول لا يمكن تصوره حتى قال ابن الأثير في تاريخه -وهو يكتب-، قال: "ووقفت عند ذلك طويلاً وكيف يكتب امرؤ نعي الإسلام بقلمه".
    ويظن الظان أنه لن تقوم للأمة قائمة، وأن أمة تدمّر في معقلها على هذا النحو ستنسى وتطوى صفحاتها من التاريخ إلى الأبد، لكننا اليوم نتحدث هنا ونحن أمة الإسلام التي تبلغ مليار ونصف مليار، بعد أقل من عامين في الخامس والعشرين من جماد الآخرة في يوم جمعة أغر كان انتصار المسلمين على هؤلاء التتار في المعركة الشهيرة في عين جالوت،
    ، نرى ذلك في الحج والجمع الحاشدة،
    الخطبة الثانية
    عظِّموا يقينكم بالله؛ فإن ذلك هو جوهر تقوى الله، واعملوا بمنهج الله واسعوا لمرضاة الله؛ فإن ذلكم هو سبيل النجاة في هذه الحياة، وهو سبيل الفلاح والفوز في الآخرة بإذن الله.
    وإنني لأختم بالمقولة المشهورة، انظر إلى نصف الكأس المملوء ولا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ فحسب، إن في كأسنا ماء كثير عذب، يروي ظمأ قلوبنا، ويكون به قوة أبداننا، ويقع به بإذن الله -عز وجل- انطلاقة مسيرتنا.
    أعجبني · · مشاركة · ‏منذ ‏9‏ ساعات‏ بالقرب من

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 11:26 am