الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم)) 28من المحرم 1444هـ الموافق 26من أغسطس 2022م

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم)) 28من المحرم 1444هـ الموافق 26من أغسطس 2022م Empty أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم)) 28من المحرم 1444هـ الموافق 26من أغسطس 2022م

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين أغسطس 22, 2022 6:06 pm

    ((أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم))
    28من المحرم 1444هـ الموافق 26من أغسطس 2022م

    أولا: العناصر:
    1. الإيمان باليوم الأخر من عناصر الإيمان الستة.
    2. ستةٌ من أسماء يوم القيامة، ودلالتها في القرآن الكريم.
    3. (الخطبة الثانية): ماذا نتعلم من أسماء يوم القيامة؟.

    الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}[الأنبياء:1]، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد
    (1) ((الإيمان باليوم الأخر من عناصر الإيمان الستة))

    أيها الأخوة الأحباب: من المعلوم شرعًا، وكما هو مقررٌ في عقيدتنا عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ الإيمان باليوم الأخر وما فيه من أهوال وأحوال، كما جاء في الحديث المشهور بحديث جبريل (عليه السلام)، فقد سأل جبريلُ (عليه السلام) النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) خمسة أسئلة كان أولها في بعض الروايات السؤال عن الإيمان، فأبان النبي (صلى الله عليه وسلم) عن عناصره الستة ذكرًا فيها اليوم الأخر، فقال: (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)(رواه مسلم).

    واليومُ الأخر على ضربين: (1) يومٌ أخرٌ مخصوص لكل إنسان منّا في الحياة الدنيا، وهو قيامتنا الصغرى، ويتحقق وقوعه بنزول الموت (الأجل أو الساعة)، فكل إنسان منّا مهما عمّر، ومهما عاش في تلك الدنيا لابد أن يفارقها، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34]، وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رجالٌ من الأعراب جفاة، يأتون النبي (صلى الله عليه وسلم) فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إِنْ يَعِشْ هَذَا لاَ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ)(متفق عليه)، أي: موتكم.
    والموت أو اليوم الأخر المخصوص له أهوالٌ وأحوالٌ، كما أن للقيامة الكبرى أهوالٌ وأحوالٌ، (أولها) سكرات الموت وشدته. (ثانيها) هول المطلع وشدته. (ثالثها) سؤال الملكين، وفتنة القبر. (رابعها) ضمة القبر أو سعته أو عذبه ونعيمه. (خامسها) عرض مقعده من الجنة أو النار عليه بكرة وعشية.

    (2) ويومٌ أخرٌ عامٌ لكل البشرية، لكل أبناء آدم (عليه السلام)، وهو أخرُ يومٍ من أيام الدنيا، وهو يوم القيامة الكبرى وما فيه من أهوالٍ وأحوالٍ يشيب لها الولدان، كدنو الشمس من الرؤوس، وتطاير الصحف، والحساب، والميزان، والصراط...الخ.
    قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:2،1]، وقال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ*وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ*وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ*وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ*وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ*وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ*وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ*وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ*وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ*وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ*وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ*عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}[التكوير:1ـ14]، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟...)(اللفظ للبخاري).

    واليوم الأخر سُمي بيوم القيامة؛ لقيامة الناس فيه جميعًا من قبورهم وأماكنهم للحشر والحساب، قال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:6]، وقال تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[الحج:7]، وإذا أطلقت كلمة (القيامة)، أو (الساعة) في القرآن الكريم فالمراد بهما القيامة الكبرى للناس جميعًا، أخرُ أيام الدنيا، قال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}[طه:15]، وقال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}[النساء:87].

    (2) ((ستةٌ من أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم))

    أيها الأحبة الكرام: لو نظرنا في كتاب الله (عزّ وجلّ) نظرة متأملٍ متدبرٍ لوجدنا ما يزيد على عشرين اسمًا ليوم القيامة الذي ذكر بهذا الاسم في القرآن الكريم سبعين مرة، وكل أسماء يوم القيامة تدل على عظيم هولها وأحوالها، مما يحتم علينا عظم الاستعداد والتهيؤ لها، فعلي سبيل المثال لا الحصر:

    1ـ من أسماء يوم القيامة، يومُ التناد، أي: طلب الإقبال، وقد جاءت تلك التسمية مرة واحدة في القرآن الكريم على لسان مؤمن آل فرعون، فقال الحق تبارك وتعالى: {وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ*يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }[غافر:33،32].
    ويوم القيامة سمي يومُ التناد؛ لأن النداءات تكثر فيه، فالحق تبارك وتعالى له فيه نداءات متعددة بعضها على المؤمنين، وأغلبها على الكافرين المشركين، ولأصحاب الجنة نداء على الكافرين، ولأصحاب النار نداء على المؤمنين، ولأصحاب الأعراف نداءٌ على الفريقين، وللشيطان الأكبر خطبة ونداء، وللأتباع والضعفاء نداءٌ على الكبراء، وللوالد نداءٌ على ولده، وللأم نداءٌ على ولدها، وللأخ نداءٌ على أخيه، وللزوج نداءٌ على زوجته...وهكذا، قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ*لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}[عبس:34ـ37]، قال عكرمة ت (104ه، وقيل بعد ذلك): (يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه، أي بعل كنت لك؟ فتقول: نعم البعل كنت! وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي لعلي أنجو مما ترين. فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخاف. قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير. فيقول له: يا بني، إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى. فيقول ولده: يا أبت، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئا)(تفسير ابن كثير)، فهلا أقبلت أيها العبد المؤمن الموحد على ربك في حياتك الدنيا، قبل أن تحوج للنداء على أقاربك في الأخرة.
    ======
    2ـ ومن أسماء يوم القيامة أيضًا، يومُ التغابن، والتغابن: من الغبن، وأصله الخداع والخسارة والنقص، ومنه قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ)(رواه البخاري)، والمراد به خسارة من أنفق صحته وفراغه في اللهو والباطل، ومعصية الله (عزّ وجلّ)، وتكذيب رسوله (صلى الله عليه وسلم) فكأنما اشترى الشيء الرديء بأغلى الأثمان. وقد جاءت تلك التسمية مرة واحدة في القرآن الكريم في السورة التي سميت بنفس الاسم، سورة التغابن، قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التغابن:9].
    ويوم القيامة سمي يوم التغابن؛ لأنه ما من كافر إلا وله منزلٌ وأهلٌ في الجنة، فيرث ذلك المؤمن، فيغبن (يخسر) حينئذ الكافر. وقيل: لأن المظلوم يغبن فيه الظالم (يخسره)، فقد كان المظلوم في الدنيا مغبونًا، فصار في الآخرة غابنًا. وقيل: لأنه يومٌ يظهر فيه غبن (خسارة) الكافر بتركه للإيمان، وغبن المؤمن بتقصيره في الإحسان، فالكيس الفطن هو من يحافظ في الدنيا على مكانه في الجنة في الأخرة، وذلك بإقباله على ربه، واستثماره لصحته ووقته.

    3ـ ومن أسماء يوم القيامة أيضًا، يوم التلاق، وقد جاءت تلك التسمية مرة واحدة في القرآن الكريم في قول الله (عزّ وجلّ): {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ}[غافر:15].
    ويوم القيامة سمي يوم التلاق؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، ويلتقي فيه الأولون والآخرون, ويلتقي فيه الخلق والخالق لقاء مجازيًا، أي يقفون في حضرته وأمام أمره مباشرة, ويلتقي الناس فيه بأعمالهم، ويلتقي فيه الأنبياء بأممهم وأقوامهم وأتباعهم، ويلتقي فيه الإنسان بأحبته الذين فقدهم في الدنيا، ويلتقي فيه السادة والكبراء في الكفر بالأتباع والضعفاء، ويلتقي الصالحون وأئمتهم، والظالم والمظلوم...وهكذا.
    قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الإنشقاق:6]، وقال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[الإسراء:71]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: 143])(رواه ابن ماجه)، فطوبى لمن التقى بعمله الصالح فأنجاه الله به من الذلة والمهانة في دركات جهنم يوم القيامة.

    4ـ ومن أسماء يوم القيامة أيضًا، يوم الحسرة، والحسرة: هي أشد الندم والتلهف على الشيء الذي فات ولا يمكن تداركه، وقد جاءت تلك التسمية مرة واحدة في القرآن الكريم في قول الله (عزّ وجلّ): {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[مريم:39].
    ويوم القيامةُ سمي يوم الحسرة؛ لأن المجرم المسيء يتحسر فيه إذا لم يحسن وفرط في أسباب النجاة، والمقصر يتحسر فيه إذ لم يزدد من الخير، وبالتالي حرم من رفيع الدرجات، وموجبات الحسرة يوم القيامة كثيرة، منها:
    1ـ التيقن من الخلود في النار، فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، قَالَ: وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ " قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[مريم: 39] وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا)(اللفظ لمسلم)، فهذه هي الحسرة يوم القيامة إذا ذبح الموت، فلو مات أحد فرحًا مات أهل الجنة، ولو مات أحد حزنا مات أهل النار، ولأجل ذلك سمي يوم القيامة بيوم الخلود.
    2ـ ومن موجبات الحسرة أيضًا يوم القيامة: رؤية الكافرين ما أعده الله (عزّ وجلّ) في الجنة لأهل طاعته من النعيم المقيم، فعن عدي بن حاتم (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا واسْتَنْشَقُوا رائِحَتَهَا ونَظَرُوا إِلَى قُصُورَهَا وَمَا أَعَدَّ اللهُ لِأهْلِهَا فِيهَا نُودُوا: اصْرِفُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهَا فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الْأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا لَو أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنا مِنْ ثَوَابِكَ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لِأَوْلِيَائِكَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعِظَامِ وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتينَ تُرَاءُونَ النَّاسَ بِخِلَافِ مَا تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي، وَأَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، وَتَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمْ أَلِيمَ الْعَذَابِ مَعَ مَا حَرَمْتُكُمْ مِنَ الثَّوَابِ)(المعجم الكبير)، فطوبي لمن تجنب الحسرة يوم القيامة بالازدياد من الطاعات والعبادات التي ترفع المنزلة والدرجات.

    5ـ ومن أسماء يوم القيامة أيضًا، الآزفة أو يوم الآزفة، وأصل الآزفة: اسم فاعل مؤنث مشتق من فعل أزف الأمر، إذا قرب، أي: أن القيامة قريبة الوقوع، ويوم قريب التحقق، وقد جاءت التسمية بهذا الاسم في موضعين من القرآن الكريم مرة بالآزفة ومرة بإضافة يوم لها، فقال تعالى مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم): {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر:18]، وقال تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}[النجم:58،57].
    وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على قرب وقوع يوم القيامة في آيات عديدة، منها: قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر:1]، وقوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}[الأنبياء:1]، وقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[النحل:1]، وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا*فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا*إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}[النازعات:42ـ44]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَوْ: كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى)(متفق عليه)، فهنيئًا لمن سابق القيامة وأجله بتقديم صالح عمله.

    6ـ ومن أسماء يوم القيامة أيضًا، يوم الفصل، وقد جاءت التسمية بهذا الاسم في ستة مواضع من القرآن الكريم، منها: قول الله (عزّ وجلّ): {وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ*هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}[الصافات:21،20]، وقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ}[الدخان:40]، وقوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ*فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} [المرسلات:39،38].
    ويوم القيامة سمي بيوم الفصل؛ لأن الله تعالى يفصل فيه بين الخلائق، فهو يوم الفصل بين المحسن والمسيء، وبين الظالم والمظلوم، كما أن الحق تبارك وتعالى يفصل فيه بين الحق والباطل، أي: يميز الحق من الباطل، وهو يوم الفصل، أي: القضاء على الكافرين بما يستحقونه من العقاب، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ)(رواه مسلم)، فعلى المسلم أن يفصل بين دينه وهواه، ويرضي ربه، ويعصي شيطانه وهواه.
    عباد الله: أقول قولي هذا، واستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

    (الخطبة الثانية)
    ((ماذا نتعلم من أسماء يوم القيامة؟))

    الحمد لله رب العالمين، أعدّ لمَنْ أطاعه جنات النعيم، وسعرّ لمَنْ عصاه نار الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    أيها الأحبة الكرام: رأينا بعضًا من أسماء يوم القيامة ودلالتها في القرآن الكريم، وهي تنبئ عن شدة الخطب يوم القيامة، وعظم الأهوال والأحوال، حتى يكون من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء جميعًا يومها: (اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ)(متفق عليه)، ومن أسماء يوم القيامة ومن دلالتها نتعلم أمورًا كثيرة، وبيان بعضها كالتالي:

    1ـ لا يضيع عند الله شيء، يوم القيامة مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، وهذا مستفاد من تسمية القيامة بيوم الحساب، ويوم الدين، أي: يوم الحساب والجزاء، وصدق الله إذ يقول: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}[آل عمران:30]، وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة:8،7]، من يعمل مثقال ذرة من خير؛ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة من شر؛ شرًا يره، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحشر:18]، وقال تعالى عن يوم القيامة: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}[النبأ:40].

    2ـ المظالم والحقوق لا تضيع، وترد إلى أصحابها يوم القيامة، وهذا مستفاد من تسمية القيامة بيوم الفصل، ويوم التغابن، وصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ يقول: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)(رواه البخاري).

    3ـ لا محاباة يوم القيامة لأحد على حساب أحد، وكل سينال جزاءه، وهذا مستفاد من تسمية القيامة باليوم الحق، لأن مجيئه حقٌ وقد كانوا على شك في وقوعه، ولأنّ الله (عزّ وجلّ) يحكم فيه بالحق بالثواب والعقاب، وصدق الله إذ يقول: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}[النبأ:39]، وقال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}[طه:15].

    4ـ الحسرة على فوات نعيم الدنيا أهون وأيسر من فوات نعيم الأخرة، فنعيم الدنيا يسهل تداركه، أما نعيم الأخرة فيستحيل تداركه، ويعقبه الندم والتلهف، وهذا مستفاد من تسمية القيامة بيوم الحسرة، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ*لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ}[آل عمران:196ـ198]، وقال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة:38].

    5ـ القيامة، والحياة بعد الموت والإخراج من القبور، والحشر إلى أرض المحشر والحساب كل ذلك حق لا شك فيه، وهذه مستفادٌ من تسميتها بالساعة، ومن تسميتها باليوم الحق كما تقدم، وبيوم البعث، وبيوم النشور، وبيوم الجمع، وبيوم الخروج، وهي ما سميت قيامة إلا من أجل قيام الناس من قبورهم، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}[غافر:59]، وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[سبأ:3]، وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ*يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ}[ق:44،43].

    فماذا أعددت يا عبد الله لهذا اليوم الذي فيه {تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} الزيت المغلي، أو الفضة والرصاص المذابين، {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} الصوف الملون المتناثر المنفوش، ماذا أعددت لهذا اليوم الذي فيه {لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} لا يسأل قريبٌ قريبه عن حاله لانشغاله بحاله، ماذا أعددت {إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} فزع وتحير من شدة الأهوال والأحوال، {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ذهب ضوؤه، {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} جمع بينهما في المطلع فجاءت الشمس من جهة المغرب، ماذا أعددت {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ذهب ومُحي ضوؤها، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} تساقطت ووقعت عن أماكنها، {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} تطايرت أجزاؤها حتى تساوت بالأرض، {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} وضعت كل ذات حملٍ حملها، {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} جمعت للقضاء والحساب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} فتحت على بعضها البعض واختلطت مياهها واشعلت نارًا، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} جاءت مقترنة بأعمالها وكل شكل بشكله اقترن، {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}، {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} تطايرت وعرضت وفتحت للحساب، {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} نزعت وقلعت من مكانها، {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} أحميت وزيد في اشتعالها ولهيبها، {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} قربت من المؤمنين،

    فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم اجعل قلوبنا متعلقة بك واشغلنا بإصلاح أنفسنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 10:33 am