درس الأحد 29\5\2022
تحت عنوان
_______________________
أدب الأنبياء مع الله
سيدنا آدم عليه السلام يقول: قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة الأعراف23 فيعترف بالذنب ويندم على ذلك ويسأل ربه المغفرة، ولم يقل: رب قضيت عليَّ وقدرت وكتبت، فيحتج بالقدر على المعصية كما يفعل كثير من الجهال،
وكذلك الخليل عليه السلام لما قال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ سورة الشعراء78-80 ولم يقل: وإذا أمرضني فهو يشفين، مع أن الله هو الذي يُمرض وهو الذي يقدر المرض ويصيب به، ولكن حفظاً للأدب مع الله لم يقل يمرضني.
وكذلك كان سيدتا أيوب عليه السلام يشكو حاجته لربه قائلاً: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ سورة الأنبياء83 ولم يقل طلباً معيناً، وإنما اكتفى بذكر حاجته ووصف حاله لربه، فكأنه يقول: عافني واشفني، ولكنه اكتفى بذكر الحال عند الله سبحانه وتعالى، والله أعلم به وهو البصير به.
وكذلك هذا الخضر عليه السلام وهو نبي على الراجح، عندما جاء إلى السفينة قال: فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا سورة الكهف79، وأما في أمر الغلامين ومالهما فقال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا سورة الكهف82 ولم يقل في الأولى: فأراد ربك أن يعيبها، مع أن الله يوحي إليه ويأمره بما يأمره به، ولكنه اختار اللفظ الأحسن قال: فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وفي حال حفظ مال الغلامين قال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا.
وكذلك سيدنا موسى عليه السلام ذكر الحال ولم يقل أطعمني، اكتفى بقوله: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ سورة القصص24، والله يعلم ما في نفسه ويعلم ماذا يريد، فاكتفى بذكر حاله وشكواها إلى الله عز وجل، وهذا عيسى عليه السلام عندما يسأله ربه: أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ سورة المائدة116 لا يقول: لم أقله، لم أقل هذا الكلام، وإنما قال: إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ سورة المائدة116 وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب،
وكذلك فإن سيدنا محمداً ﷺ سيد الأنبياء وأكمل الخلق وصفه ربه بالأدب عندما قال لما صعد إليه: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى سورة النجم17 لم يجاوز الحد ولم ينظر إلى أمام، أو يمين، أو شمال، وإنما بقي في حال الأدب التام مع الله تعالى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى سورة النجم17 هكذا كان عليه السلام.
------------------------------------------
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمه شرق
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة
تحت عنوان
_______________________
أدب الأنبياء مع الله
سيدنا آدم عليه السلام يقول: قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة الأعراف23 فيعترف بالذنب ويندم على ذلك ويسأل ربه المغفرة، ولم يقل: رب قضيت عليَّ وقدرت وكتبت، فيحتج بالقدر على المعصية كما يفعل كثير من الجهال،
وكذلك الخليل عليه السلام لما قال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ سورة الشعراء78-80 ولم يقل: وإذا أمرضني فهو يشفين، مع أن الله هو الذي يُمرض وهو الذي يقدر المرض ويصيب به، ولكن حفظاً للأدب مع الله لم يقل يمرضني.
وكذلك كان سيدتا أيوب عليه السلام يشكو حاجته لربه قائلاً: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ سورة الأنبياء83 ولم يقل طلباً معيناً، وإنما اكتفى بذكر حاجته ووصف حاله لربه، فكأنه يقول: عافني واشفني، ولكنه اكتفى بذكر الحال عند الله سبحانه وتعالى، والله أعلم به وهو البصير به.
وكذلك هذا الخضر عليه السلام وهو نبي على الراجح، عندما جاء إلى السفينة قال: فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا سورة الكهف79، وأما في أمر الغلامين ومالهما فقال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا سورة الكهف82 ولم يقل في الأولى: فأراد ربك أن يعيبها، مع أن الله يوحي إليه ويأمره بما يأمره به، ولكنه اختار اللفظ الأحسن قال: فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وفي حال حفظ مال الغلامين قال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا.
وكذلك سيدنا موسى عليه السلام ذكر الحال ولم يقل أطعمني، اكتفى بقوله: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ سورة القصص24، والله يعلم ما في نفسه ويعلم ماذا يريد، فاكتفى بذكر حاله وشكواها إلى الله عز وجل، وهذا عيسى عليه السلام عندما يسأله ربه: أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ سورة المائدة116 لا يقول: لم أقله، لم أقل هذا الكلام، وإنما قال: إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ سورة المائدة116 وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب،
وكذلك فإن سيدنا محمداً ﷺ سيد الأنبياء وأكمل الخلق وصفه ربه بالأدب عندما قال لما صعد إليه: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى سورة النجم17 لم يجاوز الحد ولم ينظر إلى أمام، أو يمين، أو شمال، وإنما بقي في حال الأدب التام مع الله تعالى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى سورة النجم17 هكذا كان عليه السلام.
------------------------------------------
فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد احمد
كبير أئمة شبرا الخيمه شرق
جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة