الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة القادمة 25 فبراير 2022م ، “الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة”

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة القادمة 25 فبراير 2022م ، “الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة”  Empty خطبة الجمعة القادمة 25 فبراير 2022م ، “الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة”

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الأربعاء فبراير 23, 2022 12:36 am

    خطبة الجمعة القادمة 25 فبراير 2022م ،
    “الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة”

     
    أولًا: حديثُ فرضيةٍ الصلاةِ في السماءِ.
    ثانيًا: الحكمةُ من فرضيةِ الصلاةِ في السماءِ.
    ثالثًا: الصلاةُ معراجٌ روحيٌّ إلى اللهِ تعالى.
     
    الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليه ونعوذُ بهِ من شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:

    أولًا: حديثُ فرضيةِ الصلاةِ في السماءِ

    لقد خصَّ اللهُ نبيَّهُ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – برحلةِ الإسراءِ والمعراجِ، فقد أسريَ بهِ من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، وأعرجَ بهِ مِن هناكَ إلى السماواتِ العُلى ، حتى وصلَ إلى سدرةِ المُنتهَى ، إلى مكانٍ لم يصلْ إليه جبريلُ عليه السلامُ، ولا نبيٌّ مرسلٌ أو ملكٌ مقربٌ. فَعَن أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، قُلْتُ: وَضَعَ شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، 
    فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي»(متفقٌ عليه). ومعنى: “هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ”. أي أنَّها خمسٌ في العملِ وخمسونَ في الأجرِ، فالحسنةُ بعشرِ أمثالِهَا، قالَ تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.(الأنعام: 160). فكانتْ الصلاةُ هديةً مِن اللهِ تعالى لرسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ولأمتِهِ، وهذه خصوصيةٌ لهذه الفريضةِ التي شرفتْ بأنَّهَا فُرضتْ في هذا المكانِ دونَ

    ثانيًا: الحكمةُ مِن فرضيةِ الصلاةِ في السماء

    إنَّ لفرضيةِ الصلاةِ في السماءِ دونَ بقيةِ العباداتِ حكمًا جليلةً عظيمةً:
    منها: شرف ُومكانةُ وأهميةُ الصلاةِ، وأنَّهَا أولُ ما يحاسبُ عليه العبدُ يومَ القيامةِ، فَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ»(النسائي والترمذي بسند صحيح).

    ومنها: أنَّ الصلاةَ لا تسقطُ بحالٍ مِن الأحوالِ: فالعباداتُ كالصومِ والزكاةِ والحجِّ تسقطُ عندَ العذرِ أو عدمِ الاستطاعةِ، إِلّا الصلاةُ لا تسقطُ بحالٍ، وإنّما يعتريهَا التخفيفُ حسبَ استطاعةِ الإنسانِ البدنية.
    ومنها: أنَّ الصلاةَ هي العبادةُ التي يشتركُ فيها أهلُ السماءِ مع أهلِ الأرضِ؛ لأنَّ الملائكةَ لا تُزكِّي؛ لأنَّها لا تملكُ المالَ، ولا تأكلُ ولا تشربُ حتى تصومَ، ولا تتناكحُ ولا تتناسلُ حتى تؤمرَ بصلةِ الأرحامِ وضوابطِ المعاملاتِ، وإنَّمَا هي أجسامٌ نورانيةٌ لطيفةٌ قادرةٌ على التشكلِ بأشكالٍ حسنةٍ، مفطورونَ على العبادةِ، منهم الراكعُ لا يرفعُ رأسَهُ، ومنهم الساجدُ لا يرفعُ رأسَهُ، ومنهم المسبحُ ومنهم القائمُ، وكرَّمَ اللهُ الإنسانَ لأنَّهُ جمعَ في صلاتِهِ أنواعَ صلواتِ الملائكةِ من قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ وتسبيحٍ وغيرِهَا، فالملائكةُ يسبِّحونَ اللَّيلَ والنَّهارَ لا يفترون، فإذا كان يومُ القيامةِ قالوا: سبحانَكَ! ما عبدنَاكَ حقَّ عبادتِكَ. وإذا كانت الملائكةُ تقولُ ذلك حياءً مِن التقصيرِ- مع أنَّ الراكعَ والساجدَ لا يرفعُ رأسَهُ إلى يومِ القيامةِ – فماذا نقولُ نحنُ للهِ؟!
     لذلك ناسبَ أنْ تُفرضَ الصلاةُ في السماءِ لاشتراكِ  أهلِ السماءِ مع الأرضِ فيها.
    ومنها: أنَّ الصلاةَ معراجٌ روحيٌّ للمسلمِ كما سيأتِي ذلك مفصلًا في عنصرِنَا التالِي إنْ شاءَ اللهُ تعالى .

    ثالثًا: الصلاةُ معراجٌ روحيٌّ إلى اللهِ تعالى

    إنَّ الإنسانَ مخلوقٌ مِن جزأينِ: جسدٍ وروحٍ، فالجسدُ خُلِقَ مِن طينٍ، وغذاؤُهُ مِن طينٍ، ومرجعُهُ للطينِ.
     والروحُ مخلوقةٌ مِن روحِ اللهِ، قالَ تعالى: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (الحجر: 29)، لذلك لم يعلمْ كنهَهَا أحدٌ إلا اللهُ سبحانَهُ وتعالى القائلُ في سورةِ هذه الذكرى المباركةِ ( الإسراء: 85): {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، وغذاءُ الروحِ غذاءٌ روحيٌّ هو العبادةُ والصلاةُ، ومرجعُهَا إلى اللهِ كما في الحديثِ أنِّ ملكَ الموتِ وأعوانَهُ يصعدونَ بها إلى اللهِ حين قبضِ الروحِ من العبدِ مباشرةً، فناسبَ أنْ يكونَ غذاؤُهَا مِن المكانِ الذي خُلِقتْ منه – كالجسدِ وغذاءهِ- فَفُرِضَتْ هناك، فأصبحتْ معراجًا روحيًّا بينكَ وبينَ اللهِ، ففي صحيحِ مسلمٍ: ” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي. فَإِذَا قَالَ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ”. وفي ذلك يقولُ الحسنُ البصرِيِ رحمَهُ اللهُ:” إذَا أردتَ أنْ تكلّمَ اللهَ فعليكَ بالصلاةِ، وإذا أردتَ أنْ يكلّمَكَ اللهُ فعليكَ بالقرآنِ”.

    إنّ الحياةَ بدونِ عبادةٍ وصلاٍة حياةٌ خاويةُ الروحِ، مظلمةُ الفكرِ، منتنةُ الطبعِ، متعفنةُ الفطرةِ، مرةُ المذاقِ، ولا أدلَّ على ذلك من حالاتِ الناسِ في تلك المجتمعاتِ التي فقدتْ السلطانَ الروحيَّ، حيثُ يندفعُ الكثيرُ منهم إلى الانتحارِ نتيجةَ القلقِ النفسيِّ، فإنّ عبادةَ اللهِ سبحانَهُ وتعالى بها يُحفظُ التوازنُ بين مطالبِ الجسمِ ورغائبِ الروحِ، وبين دوافعِ الغرائزِ ودواعيِ الضمائرِ، وبين تطلعاتِ العقلِ وأشواقِ القلبِ. ولذلك ” كان النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم –  إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى ” (أبو داود)، وكلما أحسَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – بضيقٍ أو هَمٍّ يقولُ: ” أقمْ الصلاةَ يا بلالُ أرحنَا بها ” (أبو داود) ، فكلما بعدتَّ عن العبادةِ والطاعةِ كنتَ في ضيقٍ وغمٍّ وقلقٍ نفسيٍّ وتوترٍ وضنكٍ، والشفاءُ والعلاجُ في صلتِكَ باللهِ، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}(طه: 124 – 126) .

    فضلًا عن أنَّ الصلاةَ تغسلُ عنك ذنوبَكَ في كلِّ فريضةٍ،
    فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَحْتَرِقُونَ، تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَنَامُونَ فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ حَتَّى تَسْتَيْقِظُونَ»(الطبراني بسند حسن). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»(مسلم).
    فعليكم بالمحافظةِ والمداومةِ على هذا المعراجِ الروحيِّ، وإذا كان الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم دنَا وتدَلَّى حتى قربَ مِن ربِّهِ في رحلةِ المعراجِ، فإنَّ قربَكً ودنوَّكَ مِن اللهِ في معراجِكَ إليه وأنتَ ساجدٌ منطرحٌ بينَ يديهِ، فـ«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»(النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح).

    نسألُ اللهَ أنْ يجعلَنَا مقيمَي الصلاةِ ومِن ذرياتِنَا ربَّنَا وتقبلْ دعاء ،،،

    الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،                     

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 5:27 pm