الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    خطبة الجمعة 8 يناير 2021م إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2683
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    خطبة الجمعة 8 يناير 2021م   إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه Empty خطبة الجمعة 8 يناير 2021م إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين يناير 04, 2021 2:33 am

    خطبة الجمعة 8 يناير 2021م
    إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
    الحمد لله رب العالمين خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه القائل:” إِنّ اللَّهَ يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ “(الطبراني ).اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله. أما بعد فيا عباد الله” لِنُهُوضِ الأُمَمِ مِن سُبَاتِهَا وَتَقَدُّمِهَا بَعدَ تَخَلُّفِهَا، أَسبَابٌ كَثِيرَةٌ وَعَوَامِلُ مُتَعَدِّدَةٌ، لا بد لِمَن أَرَادَ النَّجَاحَ وَالفَلاحَ أن يتمسك بها، مِن تِلكُمُ الأَسبَابِ المُهِمَّةِ إِتقَانُ العَمَلِ..

    وقَد صَنَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ في هَذَا الكَونِ بِإِتقَانٍ، وَأَنزَلَ في الأَرضِ هَذَا الإِنسَانَ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِيهَا وَأَمَرَهُ بِالسَّعيِ في مَنَاكِبِهَا وَإِعمَارِهَا، وَأَوجَبَ عَلَيهِ الإِحسَانَ وَنَهَاهُ عَنِ الإِفسَادِ فِيهَا بَعدَ إِصلاحِهَا، قَالَ سبحانه: “صُنعَ اللهِ الَّذِي أَتقَنَ كُلَّ شَيءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بما تَفعَلُونَ”(النمل/ 88).



    عباد الله: “من أجل أن يكون العمل متقناً دعا الإسلام إلى العمل والاحتراف في شتى المجالات ودعوته إلى هذا لم تكن من فراغ وإنما من أجل إيجاد حياة كريمة منعمة للفرد والمجتمع لأنه من لم يملك قوت يومه لم يملك حريته.. ولقد وردت نصوص كثيرة تؤكد على هذا المعنى وقيمته الخطيرة وتصف الأنبياء عليهم السلام بأنهم كانوا ذوي حرف وصناعات برغم انشغالهم في الدعوة إلى الله عن العمل والاحتراف.. يقول صلي الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”(البخاري). فنبي الله داود عليه السلام كان يعمل حداداً يصنع السيوف ، ونبي الله نوح عليه السلام كان يعمل نجاراً يصنع الفلك “وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا “(هود/37).و موسى عليه السلام اشتغل برعي الغنم عشر سنين أجيراً في أرض مدين قبل أن يبعثه الله رسولاً وزكريا كان يعمل خواصاً ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في صدر شبابه على قراريط ثم اشتغل بالتجارة في مال خديجة زوجته فيما بعد .فهؤلاء هم أقطاب النبوة وألو العزم من الرسل وقد شرفوا باحتراف مهنة يعيشون على كسبها ويستعينون بها عن سؤال الناس..

    عباد الله “ولا ريب أن هؤلاء الرسل لم يكونوا أغنياء يجمعون المال ويكنزونه وإنما كان كل ما حصلوه وسيلة للعيش الكريم الذي يحفظ كرامة الإنسان ويقيه ذل السؤال ويصون ماء وجهه قبل أن يصون أنفاس الحياة .

    فالتسول عار والاحتراف شرف فقد نهى الإسلام عن التسول والمتسولين وعلى الذين يجلسون عالة على غيرهم وهو ما قاله صلي الله عليه وسلم :” المسألة تأتي نكتة سوداء في وجه صاحبها يوم القيامة”. ويقول صلي الله عليه وسلم “من فتح باب مسألة فتح الله عليه باب فقر”(صحيح ) ويقول: “لا تزال المسألة بأحدكم، حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم”(البخاري ومسلم) .

    لذلك نجده صلي الله عليه وسلم يدعوا إلى العمل والاحتراف خيراً من المسألة فيقول: “لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس : أعطوه أو منعوه”(ابن ماجة). لذلك دعي الرسول صلي الله عليه وسلم إلى الاحتراف وجعله طريقاً إلى حب الله عز وجل فعن ابن عمر رضي الله عنهما: “إنَّ اللهَ يحبُّ المؤمنَ المحترفَ”(الترمذي وغيره).



    عباد الله :”وتركيز الرسول على عمل الرجل بيده إعلاء لشأن الحرف التي تبدوا في أعين الناس شاقة أو مهينة و تزكية للحرفيين والصناع الذين يمارسون بأيديهم الجهد والمجاهدة ..

    عباد الله: “وكما دعي الرسول إلي العمل دعي إلي إتقانه ففي الحديث الصحيح :”إِنّ اللَّهَ يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ”(الطبراني صحيح). هذا الحديث مُوَجّه من خير البشر صلى الله عليه وسلم إلى جميع أمته ذكراً كان أم أنثى، صغيراً كان أم كبيراً، حاكماُ كان أم محكوماً, كما أنه موجه لجميع أصحاب المهن، خاصة من يعملُ في الخدمات العامّة والمشاريع التي تنفع الأمة وتساهم في رفع اقتصادها وتميزها. فالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث الشريف يوجه الكلام للوزير والأمير والمدير والمدرس والطبيب والتاجر وجميع أصحاب المهن مهما كانت صغيرة أم كبيرة ويحثهم على إتقان أعمالهم.

    عباد الله: “عندما نفتقد الإشراف والمتابعة الدقيقة والمسائلة الفورية، نتساءل أين نحن من هذا الحديث؟ وعندما نجد أنفسنا لا نستفيد من تجاربنا الماضية و نرتكب نفس الأخطاء ، نتساءل أين نحن من هذا الحديث ؟

    وعندما نفتقد لثقافة تمكين المصلح وإبعاد الفاسد نتساءل أين نحن من هذا الحديث؟ وعندما نتعامل مع الوطن من خلال مبدأ ماذا قدم لي الوطن بدلاً من ماذا قدمت أنا للوطن، ونقابل ما يعطينا الوطن من خيرات بالنكران، نتساءل أين نحن من هذا الحديث الشريف؟ وعندما تضعف لدينا ثقافة مراقبة الله فيما نعمل، نتساءل أين نحن من هذا الحديث ؟

    عباد الله :” الكل مسؤول، أنا وأنت وهو وهي وهم وهن: “كُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أَهلِهِ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالمَرأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيتِ زَوجِهَا وَمَسؤُولَةٌ عَن رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ”( البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ).

    عباد الله: “أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم

    الخطبة الثانية:” الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..أما بعد فيا عباد الله.. لا زلنا نواصل الحديث عن اتقان العمل وشرفه فهو سبيل النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وهو الطريق الوحيد إلى رضاء الله “وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”(التوبة /105).

    عِبَادَ اللهِ :”إِنَّ العَامِلَ مَطلُوبٌ مِنهُ إِتقَانُ عَمَلِهِ وَالإِحسَانُ فِيهِ قَدرَ طَاقَتِهِ، وَعَدَمُ التَّحَجُّجِ بِتَقصِيرِ غَيرِهِ أَو تَهَاوُنِ مَن سِوَاهُ.

    عباد الله: “إننا مطالبون بعمارة الأرض والسعي على الرزق ولكن ليس معنى هذا أن نتحول إلى أطماع مسعورة هذا ما يحذر منه الإسلام “من كانت الدُّنيا همَّه، فرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينَيْه، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه، جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدُّنيا وهي راغمه” (صحيح).

    ويحدثنا أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول “جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يتلو هذه الآية “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ” فجعل يرددها ويقول يا أبا ذر لو أن الناس أخذوا بها لكفتهم”( أحمد).

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 10:37 pm