الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    شبهة تناقض القرآن في علم الله

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    شبهة تناقض القرآن في علم الله Empty شبهة تناقض القرآن في علم الله

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الجمعة يناير 24, 2020 9:56 pm

    شبهة تناقض القرآن في علم الله



    ” الله لا يعلم الغيب دائما بشهادة القران!!!!

    الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

    لاحظوا الاية تقول الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا وركزوا على كلمة الآن.

    ولاحظوا الواو العاطفة بين التخفيف والعلم.”

    أقول

    أولا: ليس المراد من مثل هذه الآية ما توهمه المستشكل من أن الله يجهل بواقع عباده، إن هذا المعنى غير مراد قطعا.

    فإن القرآن مليء بالآيات الصريحة والواضحة في إفادة أن الله يعلم من عباده ما يسرون وما يعلنون، ويعلم من اقوالهم وافعالهم ما يتجاهرون بها وما يتكتمون عليها، ويعلم من هو المصلح من عباده ومن هو المفسد الخ من موارد علم الله التي اثبتتها آيات القرآن،ولنذكر شواهد على ذلك:

    ١- الآيات التي أفادت أن الله بكل شيء عليم،مثلا في سورة المائدة ٩٧ والحجرات ١٦ والتغابن ١١ وفصلت ٥٣ والملك ١٩ والأنبياء ٨١ والبقرة ٢٩ والحج ١٧ ويس ٧٩ والفرقان ٦ وسبأ ٣

    ٢-الآيات التي أفادت أن الله يعلم بمقادير الأشياء وإن دقت واعدادها وأحوالها وآجالها، مثلا سورة لقمان ١٦ والرعد ٨ والحج ٧٠ والأنعام ٥٩ ويونس ٦١ و سبأ٢ والشورى ٢٧ والفرقان١١.

    ٣- الآيات التي أفادت أن الله يعلم بكل أفعال العباد واقوالهم،مثلا:سورة الرعد٤٢ والانعام٢ و٦٠ والتوبة٧ وطه ٦ والأنبياء ١١٠ ومحمد٣٠ وآل عمران٩٨ و١٢٠ والحجرات١٨ والأعلى٧ والبقرة ٢٣٤ وسبأ ٢ ويونس٦١ والزلزلة ٧ والمجادلة ٦ والأنبياء ٤٤.

    ٤- الآيات التي أفادت أن الله يعلم ببواطن عباده مثلا سورة البقرة٧٧ ومحمد ٢٦ والأحزاب ٥١ والبقرة٢٢٠ و٢٣٥ والمائدة ٩٨ وهود ٥ والقصص٦٩ وغافر١٩ ويوسف٥٠ والتغابن٤ وق ١٦ وآل عمران ١١٩ والأعراف ٢٠٠ والمائدة ١٦٦ والتوبة٧٨ .

    ٥-الآيات التي أفادت أن الله يعلم بأحوال عباده وماضيهم ومستقبلهم مثلا سورة البقرة ٢٥٥ وطه ١١٠ والحج ٧٥ ومحمد ١٩ ولقمان ٣٤ والملك ١٣.

    فكيف يحق لمنصف يحترم عقله أن يغض الطرف عن هذا الكم الوافر من الآيات رغم صراحتها ثم يفسر مثل قوله (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) بأن الله لم يكن يعلم سابقا بضعفهم.



    ثانيا: إن هذا النحو من التفسير سلك غير مسلك العقلاء واعتمد غير أصولهم، فالعقلاء وأهل العرف والمحاورة اذا وقفوا على خبرين لمتكلم واحد وكان أحد الخبرين قد تكرر منه كثيرا بصيغ متعددة، وكان مضمونه من الوضوح بحيث لا يشك أحد في مراده منه، وكان الخبر الآخر له ظهور فيما ينافي الخبر الأول ولكنه يحتمل معنى آخر لا ينافي الخبر الأول الذي تكرر منه كثيرا وكان صريحا في المراد فإن العقلاء وأهل المحاورة في مثل هذا الفرض يحملون الخبر الثاني على المعنى الذي لا ينافي الخبر الأول، فهم لا يغضون النظر عن الخبر الأول بل يجعلون منه قرينة قطعية على أن المراد من الخبر الثاني ليس هو المعنى المستظهر بدوا منه وإنما هو المعنى غير المنافي للخبر الأول.



    ثالثا: إن الفهم الذي توهمه صاحب المنشور لا يتعقل منصف أن يكون هو المراد الا مع البناء على أن منزل القرآن قد نسي كل ما أورده من تلك الآيات، وهذا لا يحتمله عاقل يحترم عقله، لأن القرآن لو أورد آية واحدة صريحة في علم الله بما تكنه قلوب عباده لكان ذلك كافيا للجزم بامتناع نسيانها،وذلك لأن القرآن ليس من قبيل ما يكتبه أحدهم في بعض الصحائف ثم يودعه خزانته أو ينشره فيمضي على ذلك زمن فينسى ما كان كتبه أو بعضه، فإن آيات القرآن ليست من هذا القبيل وذلك لأن النبي وسائر المسلمين يتلون آيات القرآن ليل نهار في صلواتهم اليومية الخمسة، ونوافلهم ومحافلهم وخلواتهم ويتعاهدونها بالحفظ عن ظهر قلب، والتلاوة لها في كل وقت بقصد التيمن وتحصيل الثواب، ويرددونها على صغارهم لتحفيظهم اياها ويستنسخها الكتاب، وبالتالي فلا يكون من المعقول أن ينساها -أو لا أقل مضمونها- النبي والمسلمون مجتمعين.

    فلو كان ما نزل من القرآن آية واحدة حول علم الله بما تكنه القلوب فإن البناء على نسيانها ممتنع الوقوع، كيف والآيات من الكثرة في ذلك بحيث لا تكاد تخلو منها سورة من سور القرآن، بل لا تكاد تمر ثلاث أو أربع صفحات الا وتجد فيها ما يدل على سعة علم الله واحاطته بكل شيء.

    فهل بعد كل هذا يمكن لمنصف أن يتوقف عند الاحتمال غير المعقول من الآية ويحاول أن يجعله اشكالا.



    رابعا: يمكن أن نفهم معنى (علم) أو (لنعلم) بمعنى ان

    الله أبدى وأظهر ما كان يكنه من علمه الخاص الذي لم يطلع عليه رسول فاستبدل بالأمر أمرا.

    والذي يؤيد هذا الفهم وليس كما توهمته أنت من أن الله لم يكن يعلم ثم يحصل له العلم بعد ذلك، وانما يراد به التمييز والاظهار والذي يؤيد ارادة ذلك هو مثل قوله تعالى:

    (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)

    فإن الآية بعد أن صرحت أن الله تعالى أعلم بما في صدور العالمين قالت:

    (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ)

    مما يكشف كشفا قطعيا عن أن المراد من قوله( وليعلمن الله) ليس هو العلم بعد الجهل والا فكيف يكون أعلم بما في صدور العالمين ثم يقول في ذات الوقت أنه لا يعلم بالمؤمنين والمنافقين وأنه يبتليهم حتى يحصل له العلم.



    وكذلك يمكن التأييد بقوله تعالى:

    (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )

    فقد أفادت الآية أنه يبتلي ما في صدورهم وهو من مكنون الغيب ويمحص مافي قلوبهم وهو من مكنون الغيب، ثم يقول أنه (عليم بذات الصدور) فإذا كان يعلم ما في صدورهم فلماذا الابتلاء والتمحيص لو لم يكن الغرض منه التمييز والاظهار، وليس تحصيل العلم لأنه صرح في ذيل الآية أنه (عليم بذات الصدور)

    والخلاصة:

    إن احتمال النسيان غير ممكن

    ومما ينفي امكانه أيضا أن التعبير ب(لنعلم) أو (علم) (أو ليعلمن) وارادة التمييز والاظهار لم يقتصر على آية منفردة حتى يمكن احتمال النسيان فيها بل وجدنا ذلك في نفس الآية الواحدة حيث تجمع بين العلم بذات الصدور وبين (العلم) بمعنى الاظهار والابراز للعلم الالهي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 3:29 pm