الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    مظاهر سوء الخلق

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2679
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    مظاهر سوء الخلق  Empty مظاهر سوء الخلق

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء ديسمبر 03, 2019 9:06 pm

    درس الأربعاء ( درس الراحة ) 4 12 2019
    ،تحت عنوان 👇
    =================66
    الخلق السيّئ
    إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وترفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا:«وإِنك لعلى خلقٍ عظيم» القلم:4.
    ==============٦٦
    وحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر. وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام:«أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق» رواه الترمذي والحاكم.
    ============٦٦
    وما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا إلا دل أمته عليه، ولا علم شرًا إلا حذر أمته منه، ومن جملة الشر الذي حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه: سوء الخلق. فالخلق السيئ خلق فاسد متصف بالشر، لا يتفق مع الواجبات الشرعية والخلقية، وهو فعل منكر وسلوك غير صالح ينتج عن مرض القلب في الغالب

    قال ابن القيم رحمه الله: ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب. فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن. والكمال نقصا والنقص كمالا. والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الإقدام ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة ويتكبر في موضع التواضع.

    والشهوة: تحمله على الحرص والشح والبخل وعدم العفة والنهمة والجشع والذل والدناءات كلها. والغضب يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه.

    فالأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا.

    •هل يتغير حُسْنُ الخُلُق إلى خُلُقٍ سيِّئ؟

    - إذا كان الخلق السيئ قد يتحول إلى خلق حسنٍ باتباع الشرع والتدرب على الأخلاق الحميدة والمثابرة عليها فهل يتغير الخُلُق الحسن إلى سيئ؟
    ================٦٦
    فمن أسباب ذلك:
    •الولاية (كرياسة أو إدارة) التي قد تحدث في الأخلاق تغيرًا، وتجعله ينفر من أصدقائه القدامى وذلك يرجع إلى لُؤم طبع في الغالب.

    •ومنها الغنى، فقد تتغير به أخلاق اللئيم بطرًا، ويطغى لمجرد شعوره بالغنى، وقد قيل: من نال استطال.

    • ومنها الفقر فقد يتغير به الخلق، إما هربا من أن يوصف بالمسكنة أو أسفًا على ما فات من الغنى.

    • ومنها الهموم التي تُذهلُ اللُّب، وتشغل القلب، فلا تقوى على صبر، وقد قيل: الهم كالسم.

    • ومنها الأمراض التي يتغير بها الطبع، كما يتغير بها الجسم، فلا تبقي الأخلاق على اعتدال، ولا يقدر معها على احتمال.

    • ومنها علو السن، وحدوث الهَرم لتأثيره في آلة الجسد. كذلك يكون تأثيره في أخلاق النفس، فكما يضعف الجسد على احتمال ما كان يُطيقه من أثقالٍ كذلك تعجز النفس عن احتمال ما كانت تصبر عليه من مخالفة الوفاق، وضيق الشقاق، وكذلك ما ضاهاه.

    . وهنا سببٌ خاصٌّ يُحدث سوء خلق خاصٍّ، وهو البغض الذي تنفر منه النفس، فينفر الإنسان ممن يبغضه، فيتعامل معه دون غيره بسوء خلق،
    =================٦٦
    من مضار سوء الخلق
    - سيئ الخلق مذكورٌ بالذكر القبيح، يمقته الله عز وجل، ويُبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُبغضه الناس

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة أسْوَؤُكم أخلاقًا» [رواه أحمد وحسنه الألباني].

    - وسيئ الخلق هو من ملأ الله أُذُنَيْهِ من ثناء الناس شرًّا وهو يسمعهُ.

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة من ملأ الله أُذنيه من ثناء الناس خيرًا، وهو يسمعُ، وأهل النار من ملأ أُذنيه من ثناء الناس شرًّا وهو يسمع» [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
    =================٦٦
    - مظاهر سوء الخلق
    ليس من الصعوبة أن يتعرف الإنسان سيئ الخلق، لأن سوء الخلق مظاهره كثيرة ومتنوعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

    1- الغلظة والفظاظة:

    فهذا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه مرسل من الله، ومؤيد بالوحي، قال ربه –عز وجل –في حقه: (( ولو كنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك )) (أل عمران:159).

    2- عبوس الوجه:

    وهذا الخلق مركب من الكبر، وغلظ الطبع ؛ فإن قلة البشاشة استهانة بالناس، والاستهانة بالناس تكون من العجب والتكبر.

    3- سرعة الغضب:

    قال صلى الله عليه وسلم: ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ). أخرجه البخاري.

    4- المبالغة في اللوم والتوبيخ:
    فتجد الواحد منهم يزبد، ويرعد، ويطلق العبرات البذيئة، ويبالغ في اللوم والتوبيخ بمجرد خطأ يسير،

    5- الكبر:
    قال صلى الله عليه وسلمSadلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر).

    6- السخرية بالآخرين:
    فهذا العمل مظهر قبيح من مظاهر سوء الخلق، ويكفي في التنفير منه قوله- تعالى-(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم)).(الحجرات:11).

    7- التنابز بالألقاب:
    وهذا مما نهانا الله –عز وجل – عنه، وأدبنا بتركه، كما في قوله تعالى - ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )). (الحجرات:11).

    8- الغيبة:

    تلك الخصلة الذميمة، التي لا تصدر إلا من نفس ضعيفة وضيعة دنيئة.

    فأين المغتابون من قول الله – عز وجل -: ((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)).(الحجرات:12).

    9- النميمة:
    وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد.

    وفي الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم قالSadلا يدخل الجنة نمام ) رواه مسلم.

    10- سماع كلام الناس بعضهم ببعض، وقبول ذلك دون تمحيص وتثبت: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )). رواه مسلم.

    11- التجسس والتحسس:
    التجسس هو البحث عن العورات، والتحسس الاستماع لحديث القوم بحثا عن العيوب.

    12- مقابلة الناس بوجهين:
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه )). رواه البخاري ومسلم.

    13- إساءة الظن:

    فإساءة الظن من الأخلاق الذميمة، التي تجلب الضغائن، وتفسد المودة، وتجلب الهم والكدر.

    قال – عليه الصلاة والسلام - (( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )) رواه البخاري ومسلم.

    14- إفشاء الأسرار:
    فبعض الناس ما أن يسمع سرا إلا ويضيق به ذرعا، فتراه يبحث عمن يخبره السر.

    وربما ترتب على إفشاء السر عداوة وفسادا عريضا.

    قال عمرو بن العاص – رضي الله عنه -: ( ما وضعت سري عند أحد فلمته على أن يفشيه ؛ كيف ألومه وفد ضقت به ؟! ).

    16- عدم قبول الأعذار:
    فتجد من يقع في خطأ في حق أخ له، ثم يعتذر من خطئه، ويلتمس من أخيه مسامحته، ثم يفاجأ بعد ذلك أن عذره لم يقبل.

    17- التهاجر والتدابر:
    قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» رواه البخاري ومسلم.

    18- الحسد:
    وهو تمني زوال نعمة المحسود، أو هو البغض والكراهية لما يراه من حسن حال المحسود.

    والحسد داء عضال، وسم قتال، لا يسلم منه إلا من سلمه الكبير المتعال.

    ولهذا قيل: «ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه».

    19- الحقد:
    فتجد من الناس من يحمل قلبا أسود، لا يعرف للعفو طريقا، ولا للصفح سبيلا؛ فإذا ما أسيء في حقه من أي أحد فإنه يحفظ تلك الإساءة، ولا يكاد ينساها، مهما تقادم العهد عليها.

    20- مجاراة السفهاء:
    فهناك من إذا ابتلي بسفيه ساقط، لا خلاق له، ولا مروءة فيه أخذ يجاريه في سفهه وقيله وقاله، مما يجعله عرضة لسماع ما لا يرضيه من ساقط القول ومرذوله، فيصبح بذلك مساويا للسفيه؛ إذ نزل إليه وانحط إلى رتبته.

    21- قلة الحياء:
    فالحياء خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح، فإذا عري الإنسان منه، وعطل من التحلي به فلا تسل عما سيقترفه من رذائل.

    22- البخل:

    فالبخل من مساوئ الأخلاق، ومن المخلات بالدين والمروءة، وهو مما يجلب الشقاء لاصحابه في الدنيا والآخرة.

    23- المنة في العطية:

    فمن الناس من إذا أعطى عطاء، أو بذل نصيحة، أو أسدى معروفا ـ أتبعه بالمن والأذى، والإدلال على من أحسن إليه.

    قال ـ تعالى ـ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة:14.

    24- إخلاف الوعد:
    فإخلاف الوعد من الصفات الذميمة، ومن الخصال المرذولة؛ فهو شعبة من شعب النفاق، وآية من آيات المنافقين.

    25- الكذب:
    الكذب من الأخلاق المرذولة، والصفات القبيحة؛ فهو خصلة من خصال النفاق، وشعبة من شعب الكفر، وهو عنوان سفه العقل، وآية سقوط الهمة، وخبث الطوية.

    والكذاب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة.

    26- كثرة المزاح والإسفاف فيه:
    قال بعض الحكماء: «من كثر مزاحه زالت هيبته»

    27- الفخر بالنسب:
    فالفخر بالنسب خلق جاهلي، ذمه الإسلام، ومقت أهله، وحذر من صنيعهم.

    28- قلة المراعاة لأدب المحادثة:
    فللمحادثة آداب يحسن مراعاتها والتحلي بها، ويقبح التفريط فيها، والإخلال في شأنها.

    29- قلة المراعاة لأدب المجالس:
    ومن مظاهر ذلك دخول المجلس والخروج منه دون إذن، وترك السلام حال الدخول وحال الخروج.

    30- سوء التعامل مع الوالدين:
    وهذا الأمر يأخذ صورا كثيرة، فمن ذلك نهرهما، وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفف والتضجر من أوامرهما.

    31- سوء العشرة مع الزوجة والأهل:
    قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، وخياركم خياركم لنسائهم» صححه الألباني.
    وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)) صححه الألباني.

    32- سوء معاملة الخدم والعمال:
    فما أكثر من يسيء الأدب مع الخدم والعمال، فتراه يحتقرهم،ينتقصهم، ومن الناس من يحملهم ما لا يطيقون، ويؤخر رواتبهم لمدة طويلة، ويحسم من رواتبهم عند أدنى هفوة أو زلة.

    33- التقصير في حقوق الإخوان:
    فالإخوان لهم حقوق كثيرة، يحسن بالمرء مراعاتها والقيام بها، ويقبح به التفريط فيها والتهاون في أدائها.

    ومع ذلك فكثير من الناس لا يبالي بتلك الحقوق، ولا يبالي في التقصير فيها.

    34- سوء الأدب مع الجيران:
    فالجار له حق عظيم، ومكانة عالية، وقد بين الله في محكم تنزيله عظم حق الجار، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء:36].

    وقال عليه الصلاة والسلام: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».متفق عليه
    =============
    فضيلة الشيخ طاهر ابو المجد
    مدير عام أوقاف شبرا الخيمة شرق

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 3:08 pm