الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    الفهم الخاطئ لحوار الله مع الملائكة حول استخلاف آدم عليه السلام في الأرض

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2662
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    الفهم الخاطئ لحوار الله مع الملائكة حول استخلاف آدم عليه السلام في الأرض  Empty الفهم الخاطئ لحوار الله مع الملائكة حول استخلاف آدم عليه السلام في الأرض

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الإثنين نوفمبر 04, 2019 11:04 pm

    الفهم الخاطئ لحوار الله مع الملائكة حول استخلاف آدم عليه السلام في الأرض .
    مضمون الشبهة:
    يخطئ بعض المغالطين في فهم طبيعة المشهد الذي حاور فيه الله -سبحانـه وتعالـى- ملائكتـه حينمـا أمرهـم بالسجـود -تشريفا وتكريما- لسيدنا آدم -عليه السلام- قبل استخلافه في الأرض، ويقولون: إذا لم تكن الملائكة قد سجدت لآدم -عليه السلام- كما أمرها الله عز وجل، فقد عصت أمره واعترضت عليه، وإذا كانت قد سجدت له حقا، فقد أشركت بالله حين سجدت لغيره. كما يتساءلون متعجبين: كيف يستشير الله الملائكة في أمر يريد تقديره، ألا يتنافى هذا مع صفته "العليم"؟!
    وجوه إبطال الشبهة:
    1- إن الفهم الصحيح للحوار الذي جرى بين الله وملائكته من شأنه أن يقوم الأفهام المغلوطة؛ وذلك أنه حوار خرج مخرج الاستشارة التعليمية، بيد أن الله -عز وجل- أراد به إطلاع الملائكة على حكمة استخلاف آدم في الأرض.
    2- سؤال الملائكة لربهم: ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (البقرة: 30) ليس اعتراضا، وإنما كان طلبا لمعرفة الحكمة من استخلاف غيرهم في الأرض. 3- لم يستشر الله -عز وجل- ملائكته في استخلافه خليفة في الأرض، وغاية ما في الأمر أنه أخبرهم بشيء قدره.
    4- السجود لآدم -عليه السلام- كان طاعة لأمر الله تعالى وتكريما لآدم -عليه السلام- في الوقت نفسه، هذا فضلا عن أن السجود في اللغة من معانيه: التحية، ومن ثم فلا يحمل على سجود العبادة الذي يقتضي الإشراك بالله، وهذا لا يمكن أن يكون بأمر الله.
    5- إبليس ليس من الملائكة كما يفهم بعض الجاهلين، ولكنه مخلوق من النار؛ لأنه من الجن، قال سبحانه وتعالى: ( إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) (الكهف:50)، وقال: ( خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ ) (الأعراف: 12)، لذلك صدرت منه المعصية؛ ولو كان من الملائكة ما عصى؛ لأنهم مجبولون على طاعة الله، قال تعالى عن الملائكة: ( لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ ) (التحريم: 6).
    الخلاصة: - 
    إن الفهم الصحيح للحوار الذي دار بين الله -عز وجل- وبين ملائكته الكرام في هذا الصدد - يقوم الأفهام المغلوطة التي صدر عنها مثيرو هذه الشبهة.
    -  لا يفهم تساؤل الملائكة في قوله سبحانه وتعالى: ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (البقرة: 30) على أنه إبداء رأي أو اعتراض، ولكنه تعجب مما سمعوا من صور الإفساد في الأرض، وطلب منهم لمعرفة ماخفي عليهم مما لا علم لهم به.
    -  لم يستشر الله -عز وجل- ملائكته الكرام في استخلافه خليفة في الأرض، وغاية ما في الأمر أنه أخبرهم بما قدره، وإن الحكمة في إخباره إياهم باستخلاف آدم في الأرض هي تعليم العباد أن يتشاوروا في أمورهم قبل أن يقدموا عليها.
    -  لم يكن تعجب الملائكة وإخبارهم عن الفساد الكائن في الأرض، رجما بالغيب، وإنما علموا ذلك ممن كان قبل آدم من الجن، أو ربما أعلمهم الله -عز وجل- به، كما أنه لا يعد طعنا في آدم -عليه السلام- قبل خلقه، ولا غيبة له.
    -  إن الامتثال لأمر الله بالسجود لآدم لا يعد شركا بالله عز وجل بل هو طاعة وتسليم، كما أنه تكريم وتعظيم لآدم عليه السلام، وفيه دلالة على أن الملائكة مسخرون لأمر الله رب العالمين كسائر المخلوقات في السماوات والأرض.
    -  إن إبليس ليس من الملائكة؛ إذ إنهم مطبوعون على طاعة الله في كل أمره، كما أنه مخلوق من نار السموم، فهو من الجن وهي مخلوقات مغايرة للملائكة المخلوقة من نور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 4:30 pm