درس الثلاثاء 10. 7. 2018
اخي الإمام الدرس هو عبارة عن ترشيح موضوع واختيار بعض الأدلة وعلي إخواننا العلماء إعادة صياغةالموضوع حسب رغباتهم وحاجة جمهور المسجد
عنوان الدرس
حاجة البشر إلى الرسل (عليهم السلام)
قال - تعالى -: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].
إنه من أعظم رحمات الله - تعالى - بعباده أنْ ضمِن لهم ألا يؤاخذهم، وألا يعذِّبهم إلا بعد أن يُقِيم الحجة عليهم؛ وذلك بإرسال الرسل - عليهم السلام - ليرشدوا العباد إلى طريق النجاة والفلاح؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء: 15]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24]؛ حتى لا يكون بعد ذلك للبشر حجَّةٌ على ربهم.
فالأنبياء والرسل - عليهم السلام - هم حجَّة الله - تعالى - على خَلقه؛
اختص الله الأنبياء والرسل بأمرين أساسيين، وهما:
1- المؤهلات الذاتية؛ حيث يجمِّلهم بالصفات التي لا يستغني عنها مقامُ النبوة الشريف؛ مثل: الصدق والأمانة والتبليغ والفطنه فيكمِّلهم خَلقًا وخُلقًا، فيحفظهم من التلوث النفسي، والضلال العقلي، والفساد الخُلقي، والانحراف الفطري، ويُضفي عليهم من الكمالات النفسية والعقلية والخُلقية ما يؤهِّلهم به لمقام النبوة الشريف، وهذا محضُ فضل من الله - تعالى - فالنبوة هبةٌ من الله - تعالى - يصطفي لها من شاء من عباده.
2- المعجزات التي يؤيِّدهم بها الله - تعالى - فيخرق لهم العادات؛ للدلالة على صدقهم، والشهادة بثبوت نبوتهم - عليهم الصلوات والسلام أجمعين.
وخبر الأنبياء والرسل - عليهم السلام - يثبت بخبر التواتر الذي نُقل به إلينا؛ ولذا يلزم التصديقُ به، والأنبياء - عليهم السلام - جمٌّ غفير، وعدد كثير، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].
منهم: نوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، وداود، وسليمان، ويونس، وزكريا، ويحيى، وموسى، وهارون، وعيسى، ونبينا محمد - عليهم جميعًا الصلاة والسلام.
ويجب على بني الإنسان الإيمانُ بجميع الأنبياء - عليهم السلام - ومن يكفرْ بواحد منهم فهو عند الله - تعالى - كافر بالجميع؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150- 151].
وهذه عقيدة المسلمين من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ قال الله - تعالى -: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].
فيلزم كلَّ إنسان تجاه أنبياء الله تعالى - عليهم السلام - أن يعتقد عصمتَهم، وكمالهم، ووجوب تعظيمهم واحترامهم.
وقد أيد اللهُ - جل جلاله - أنبياءه ورسله - عليهم السلام - بالمعجزات، وبالمؤازرة والتمكين، ومن عظم إعجاز الله - تعالى - للبشر أن أيَّد أنبياءه - عليهم السلام - بمعجزاتٍ من جنس ما برَع فيه أقوامهم؛ فهذا موسى - عليه السلام - كان في زمنٍ ساد فيه وعظُم السِّحر؛ فأيَّده الله - تعالى - بمعجزة مدحضة لهذا السحر؛ أي: لجنس ما برعوا فيه.
وكذلك عيسى - عليه السلام - ظهر في زمن برع فيه الأطباء، وتقدَّم فيه الطب؛ فأعجز الله - عز وجل - البشرَ بمعجزاتِ عيسى - عليه السلام - المدحضة في هذا المجال.
وبعد، فمما ذُكِر عَلِمنا أن الله - عز وجل - قد أرسل الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ليعيدوا أقوامهم إلى طريق ربهم، وجعل كلَّ نبي مرسلاً إلى قومه خاصة وبلسانهم، وأيدهم بالمعجزات الحسية التي ذهبت بذَهابهم.
وكان لزامًا أن يكون لهم خاتَم يختتم الله - عز وجل - به الرسالات، ويكمل به الدين، ويتمم به الشرع؛ فكان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتمهم وإمامَهم، الذي أرسله الله - عز وجل - رحمة للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وكافة للثقلين الإنس والجن؛ إذ إن كلَّ رسول أو نبي قد أُرسل إلى قومه خاصة، إلا أن الرسول محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد أُرسل إلى الناس كافة، بل إلى الإنس والجن جميعًا.
اخي الإمام الدرس هو عبارة عن ترشيح موضوع واختيار بعض الأدلة وعلي إخواننا العلماء إعادة صياغةالموضوع حسب رغباتهم وحاجة جمهور المسجد
عنوان الدرس
حاجة البشر إلى الرسل (عليهم السلام)
قال - تعالى -: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].
إنه من أعظم رحمات الله - تعالى - بعباده أنْ ضمِن لهم ألا يؤاخذهم، وألا يعذِّبهم إلا بعد أن يُقِيم الحجة عليهم؛ وذلك بإرسال الرسل - عليهم السلام - ليرشدوا العباد إلى طريق النجاة والفلاح؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء: 15]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24]؛ حتى لا يكون بعد ذلك للبشر حجَّةٌ على ربهم.
فالأنبياء والرسل - عليهم السلام - هم حجَّة الله - تعالى - على خَلقه؛
اختص الله الأنبياء والرسل بأمرين أساسيين، وهما:
1- المؤهلات الذاتية؛ حيث يجمِّلهم بالصفات التي لا يستغني عنها مقامُ النبوة الشريف؛ مثل: الصدق والأمانة والتبليغ والفطنه فيكمِّلهم خَلقًا وخُلقًا، فيحفظهم من التلوث النفسي، والضلال العقلي، والفساد الخُلقي، والانحراف الفطري، ويُضفي عليهم من الكمالات النفسية والعقلية والخُلقية ما يؤهِّلهم به لمقام النبوة الشريف، وهذا محضُ فضل من الله - تعالى - فالنبوة هبةٌ من الله - تعالى - يصطفي لها من شاء من عباده.
2- المعجزات التي يؤيِّدهم بها الله - تعالى - فيخرق لهم العادات؛ للدلالة على صدقهم، والشهادة بثبوت نبوتهم - عليهم الصلوات والسلام أجمعين.
وخبر الأنبياء والرسل - عليهم السلام - يثبت بخبر التواتر الذي نُقل به إلينا؛ ولذا يلزم التصديقُ به، والأنبياء - عليهم السلام - جمٌّ غفير، وعدد كثير، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].
منهم: نوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، وداود، وسليمان، ويونس، وزكريا، ويحيى، وموسى، وهارون، وعيسى، ونبينا محمد - عليهم جميعًا الصلاة والسلام.
ويجب على بني الإنسان الإيمانُ بجميع الأنبياء - عليهم السلام - ومن يكفرْ بواحد منهم فهو عند الله - تعالى - كافر بالجميع؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150- 151].
وهذه عقيدة المسلمين من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ قال الله - تعالى -: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].
فيلزم كلَّ إنسان تجاه أنبياء الله تعالى - عليهم السلام - أن يعتقد عصمتَهم، وكمالهم، ووجوب تعظيمهم واحترامهم.
وقد أيد اللهُ - جل جلاله - أنبياءه ورسله - عليهم السلام - بالمعجزات، وبالمؤازرة والتمكين، ومن عظم إعجاز الله - تعالى - للبشر أن أيَّد أنبياءه - عليهم السلام - بمعجزاتٍ من جنس ما برَع فيه أقوامهم؛ فهذا موسى - عليه السلام - كان في زمنٍ ساد فيه وعظُم السِّحر؛ فأيَّده الله - تعالى - بمعجزة مدحضة لهذا السحر؛ أي: لجنس ما برعوا فيه.
وكذلك عيسى - عليه السلام - ظهر في زمن برع فيه الأطباء، وتقدَّم فيه الطب؛ فأعجز الله - عز وجل - البشرَ بمعجزاتِ عيسى - عليه السلام - المدحضة في هذا المجال.
وبعد، فمما ذُكِر عَلِمنا أن الله - عز وجل - قد أرسل الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ليعيدوا أقوامهم إلى طريق ربهم، وجعل كلَّ نبي مرسلاً إلى قومه خاصة وبلسانهم، وأيدهم بالمعجزات الحسية التي ذهبت بذَهابهم.
وكان لزامًا أن يكون لهم خاتَم يختتم الله - عز وجل - به الرسالات، ويكمل به الدين، ويتمم به الشرع؛ فكان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتمهم وإمامَهم، الذي أرسله الله - عز وجل - رحمة للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وكافة للثقلين الإنس والجن؛ إذ إن كلَّ رسول أو نبي قد أُرسل إلى قومه خاصة، إلا أن الرسول محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد أُرسل إلى الناس كافة، بل إلى الإنس والجن جميعًا.