الكتاب والسنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكتاب والسنة

كل شيء يكون وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم


    حسن الجوار

    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    الشيخ طاهر ابو المجد احمد
    Admin


    المساهمات : 2638
    تاريخ التسجيل : 01/12/2012
    العمر : 58
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/183512361669940/

    حسن الجوار Empty حسن الجوار

    مُساهمة  الشيخ طاهر ابو المجد احمد الثلاثاء فبراير 07, 2017 10:45 pm

    دعوة عامة
    اخوانى واحبائى فى الله إن شاء الله تعالى سأقوم بأداء درس الاربعاء 8 2 2017 بمسجد مسطرد الكبيبربين صلاتى المغرب والعشاء (تحت عنوان )
    ------------------------------------------
    حسن الجوار

    عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال -صلى الله عليه وسلم-: ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) [1]

    ومن هنا كانت حكمة الإسلام في دعوة المسلمين إلى تعميم الإحسان ونشر البر على الجار بغض النظر عن القرابة في الدين أو النسب، فقال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ..} [النساء:36]
    ولقد أفاضت السنة النبوية في بيان رعاية حقوق الجار، والوصية به، وصيانة عرضه، والحفاظ على شرفه، وستر عورته، وسد خلَّته. ومن أجلى تلك النصوص قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( ما زال جبريل يوصيني بالجـــار حتى ظننت أنه سيورثه ) (2) فلم تكن الوصية الخالدة التي أوصى بها جبريل عليه السلام نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالجار وصية كباقي الوصايا، بل زادت أهميتها بتلك الصيغة التي بالغ فيها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقوله ( حتى ظننت أنه سيورثه).
    قال الإمام الغزالي: آداب الجار أن يبدأ بالسلام ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عليه وعن حاله السؤال، ويعوده في مرضه، ويعزيه عند مصيبته، ويقوم معه في عزائه، ويهنئه في فرحه، ويشاركه في سروره، ويتلطف في معاملة أولاده، ويصفح عن زلاته، ويعاتبه برفق عند هفواته، ويغض بصره عن حرمه، ويعينه في نوائبه، ولا يتطلع من السطح إلى عوراته ولا يضايقه بصوته، ولا يؤذيه بوضع الجذع على جداره، ولا يصيب الماء في ميزابه، ولا يطرح التراب في فنائه، ولا يضيق طريقه إلى داره، ولا يتبعه بالنظر فيما يحمله إلى بيته، ويستر ما ينكشف من عوراته، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، ولا يسمع عليه كلاما من عدوه، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.
    قال -صلى الله عليه وسلم-: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ...) (3) وأوصى -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر -رضي الله عنه- بقوله: ( يا أبا ذر! إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك ) (4)
    وعن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: قلت: يا رسول اللَّه إِنَّ لي جَارَيْنِ، فَإِلى أَيِّهما أُهْدِى؟ قال: ( إلى أَقْربهمِا مِنْك باباً ) (5)
    وقال -صلى الله عليه وسلم-: ( كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما ) (6)
    ومن حق الجار التعرف عليه وتفقد أحواله، فمن الناس من لا يعرف جاره الملاصق، وربما دامت الجيرة سنوات عديدة وهم على هذا الحال، إما تجاهلاً أو تهاوناً أو اشتغالاً بالدنيا. وهذا يكثر في المدن الكبرى؛ التي ترزح تحت وطأة المدنية الحديثة، ولا ريب أن هذا الصنيع تفريط وتقصير؛ فمن حق الجار أن تتعرف عليه وتجعل لفرحه وحزنه ومشكلاته حيزاً من تفكيرك ومشاعرك، ولا يحصل هذا إلا بتفقد أحواله، والسؤال عن حاجاته، فقد يكون مريضاً وقد يكون مديوناً، وقد وقد.
    كم من إنسان ينام قرين العين وجاره قد أطارت الهموم والأحزان النوم عنه.. فهل يليق هذا؟! وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) (7)
    و قال -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ...) (Cool
    وقال -صلى الله عليه وسلم-: ( والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه [أي ْغَوَائِله وَشُّرُّوره] ) (9)
    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) (10)
    وقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل، وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لا خير فيها، هي من أهل النار). قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدق بأثوار من الأقط، ولا تؤذي أحدا؟ فقال رسول الله: ( هي من أهل الجنة ) (11)

    =================================
    الهوامش
    [1] رواه ابن حجر العسقلاني في الأمالي المطلقة رقم 208، والحديث رواه أيضا الترمذي وأحمد في مسنده 10/74 وقال أحمد شاكر صحيح (2) البخاري عن عبد الله بن عمر رقم 6015 ومسلم رقم 2625 (3) رواه البخاري عن أبي شريح العدوي رقم 6019 (4) رواه مسلم رقم 2625 (5) رواه البخاري رقم 2005 (6) أورده الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي هريرة 2/601 (7) صحيح الترغيب والترهيب للمنذري بتحقيق الألباني رقم 2561 (Cool رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- رقم 6136 (9) رواه البخاري عن أبي شريح رقم 6016 (10) رواه مسلم عن أبي هريرة رقم 46 (11) صحيح الأدب المفرد البخاري / الألباني عن أبي هريرة رقم 88

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:13 pm